هدي بطلة هذه القضية الغريبة راحت تبحث عن المدينة الفاضلة بكل ما فيها من خصائص لكنها استيقظت علي كابوس مؤلم.. بحثت عن الحب فاكتشفت انه سراب كاذب.. كانت اشبه بالباحثة عن نقطة ماء في قلب صحراء جرداء أو بصيص نور في ظلمة الليل الموحش.. الصدق كان طريقها والطمع والكذب كان من عقائد زوجها سامح.. حاصرها بكلمات مثل نسيمات الربيع الحانية لكنها تحولت إلي اشواك اشد قسوة من برودة الجو في شهر يناير.. اطرب اذنيها بالوعود الكاذبة التي رفض قلبها ان يثق انها وعود خادعة. كانت تدرس في الجامعة لتشغل نفسها بعد ان انشغل عنها الجميع الاشقاء والاصدقاء بعد طلاقها من زوج الثلاثة وكان شرطها علي سامح ان تكمل دراستها فوافق ورحب.. تزوجا لكن لم تستمر الحياة الهادئة إلا اياما معدودة وتبدل الحب إلي صراخ والوعود إلي وعيد وتهديد، سوء معاملة زوجها واعتداؤه المستمر عليها دفعها للتعجيل بالانفصال فلجأت إلي محكمة النزهة للاحوال الشخصية ترفع دعوي خلع من سامح.. ووقفت هدي امام المستشار رفعت طه رئيس المحكمة تروي مأساتها وقالت: بعد مرور اسبوع من زواجي اكتشفت ان زوجي مصاب بمرض نفسي وهو حب النفس والمال ومنعني من اكمال دراستي علي الرغم من اني اشترطت ذلك في العقد، حيث كنت اقتربت من تسجيل رسالة الماجستير إضافة إلي شرطي بالحصول علي مسكن خاص بدلا من شقتي التي نعيش فيها. صمتت هدي قليلاً ثم اكملت: استجبت لكل طلباته حتي انني فوجئت ذات يوم به يطلب مني ان اكتب شقتي باسمه حتي يستطيع الحصول علي قرض لاستكمال بناء مصنعه بالعاشر من رمضان عرضت عليه ان احصل علي القرض انا بضمان الشقة لكنه رفض بإصرار. وقتها ادركت انه لم يتزوجني بل تزوج شقتي وادركت انني لست الا مجرد امرأة في عنوان. رفضت ومع رفضي فتحت علي ابواب جهنم اساء معاملتي وكان شديد القسوة سرق مجوهراتي التي تتجاوز قيمتها 100 الف جنيه وحاول طردي من البيت ونسي انه منزلي.. ادركت ان الحياة بيننا اصبحت مستحيلة طلبت الطلاق ومعه ازدادت قسوته وغطرسته ادركت انني بين خيارين كلاهما صعب اما ان اتمسك بالطلاق للحفاظ علي حقوقي أو في المقابل اواجه سيلا من الاهانات المتواصلة أو ألجأ إلي الخلع والتضحية بلك حقوقي بكل فضلت الثاني فأرجوكم ارحموني من هذا الرجل اعطوني حريتي حتي استعيد حياتي التي توقفت طوال 9 اشهر من العذاب. لم تقرر هيئة المحكمة برئاسة المستشار رفعت طه عضوية المستشارين محمد حسين وخالد خليفة تأجيل القضية للحكم بل نطقت به اخر الجلسة بعد اقتناعها التمام باستحالة الحياة بين هدي وزوجها.