"لماذا ما زلنا نعتمد علي الطرق التقليدية القديمة في مواجهة التضخم وتنشيط الاقتصاد؟ لماذا لا نلجأ الي آليات جديدة ، فهناك اقتراح لعالم فرنسي حاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد بخفض اسعار الفائدة للصفر وخفض الضرائب إلي 2٪ باعتبار ذلك أفضل لتنشيط الاقتصاد، وهناك دول كبري بدأت تتبني هذا الفكر.. فلماذا لا نطبق هذا الاسلوب ونعتمد في التمويل علي المشاركة ونضيف إلي ذلك تفعيل منظومة الزكاة فهي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في مواجهة مشاكل الفقر والبطالة التي نعاني منها.. لماذا لا نخرج من قالب الافكار التقليدية؟ ".. هذا السؤال طرحته د. استشهاد حسن البنا أستاذ الاقتصاد الاسلامي خلال احدي المناقشات الاقتصادية التي شارك فيها رؤساء البنوك واساتذة الاقتصاد.. السؤال أطلق عاصفة فكرية بين المشاركين.. اللافت للنظر ان المشاركين علي اختلاف انتماءاتهم استقبلوا الفكرة بتحفظ شديد وكانت الردود جميعها تدور حول استحالة تطبيق هذه الفكرة حتي وان جاز تطبيقها في الدول المتقدمة، ولم يتوقف أي منهم عند جزئية خفض الضرائب أوتفعيل الزكاة، الكل وبدون استثناء ركز علي اسعار الفائدة واستحالة تحويلها الي صفر... تمنيت لو أي من اساتذتنا الافاضل توقف عند جزئية أخري في النقاش، ولكن للأسف الشديد فإن مجرد ذكر الاقتصاد الاسلامي يوجه الانظار كلها لسعر الفائدة، هو ثابت او متغير... والحقيقة ان الاقتصاد الاسلامي يقوم علي معان كثيرة وعميقة ومتكاملة، وإذا كان سعر الفائدة فيه صفرا فهناك الكثير من الجوانب الأخري التي تعوض ذلك وتحقق الاهداف الاقتصادية المرجوة سواء الحد من التضخم اومواجهة البطالة ... وغيرها، الحديث عن المفهوم الحقيقي للاقتصاد الاسلامي يطول وقد يحتاج مؤلفات ضخمة، وبالقطع يحتاج قبل ذلك الي قلوب وعقول مستعدة لمعرفة الجديد وتقبله.