المشهد العربي الحالي مثير للاهتمام . وملامحه ربما بدأت تتجلي قبل القمة العربية في بغداد مع نهاية مارس من العام الماضي . وخاصة حول قضية العرب المركزية فلسطين حيث كانت مبادرة اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي لانشاء دولة فلسطينية إدارية منزوعة السلاح. وبعدها جاء اوباما كرئيس لأمريكا في فترته الأولي واطلق حل الدولتين. ومابين انتخابات أمريكية وأخري إسرائيلية ذهب شارون وأولمرت وجاء نتنياهو. وصمتت أصوات الحل. وجاء أوباما الي جامعة القاهرة. وتحدث عن الدولتين.. وظلت المبادرة العربية للسلام تراوح مكانها منذ اطلاقها في القمة العربية في بيروت 2002. وقبيل هبوب نسيم الربيع العربي بدأت الأصوات العربية تعلو نبرتها بضرورة سقوط هذه المبادرة والبحث عن بديل سياسي آخر غير الحرب. ورحلت رئاسة أوباما الاولي. ولم تولد الدولة الفلسطينية التي بشر ووعد بها. وجاءت فترته الثانية. ووقفت أمريكا ضد ميلاد شرعية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن وكان الفيتو الامريكي. والتهديدات الاسرائيلية ضد الفلسطينين اذا اصروا علي رغبتهم. وتمكن بعدها الفلسطينيين من الحصول علي العضوية المؤقتة في الاممالمتحدة كدولة مراقب عبر الجمعية العامة. وكانت نسائم الربيع العربي بدأت ترسم شكلها علي الأرض العربية. وعادت الاحلام والمخططات الامريكية لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الكبير الذي قادت خطاه وزيرة الخارجية الامريكية الأسبق كونداليزا رايس. واذا كانت بداية دخول العراق واسقاط صدام قد وضعت الطوبة الاساس في عملية التغيير ايا كان شكلها . وأصبح تيار الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين له رايات الحكم في تونس وليبيا ومصر وغزة . وسوريا تنتظر صعودهم. والسودان دخل لعبة التقسيم قبلهم. واصبحت الارض العربية ومشهدها شبه جاهز للوصول إلي الدولة الفلسطينية التي بشرنا بها اولمرت واوباما. ولكن الطريق ليس سهلا. فلا بد ان يكون العراب للاخذ بعقود القضية من اهل الثقة الامريكية. وجاءت قمة بغداد العربية في العام الماضي. وتخلت سلطنة عمان عن دورها في قيادة منظومة العمل العربي المشترك لعام 13 الحالي. والتقطت الخيط دولة قطر الشقيقة. والتي يقول عنها د.نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية"انها دولة شاطرة ومن حقها البحث عن دور سياسي"ومر عام 12 وخلال قيادة بغداد له لم تملك إلا مساندة سوريا وفتح البوابات لايران . وجاء الدور علي قطر في القيادة فقادت إقصاء دولة سوريا الدولة عن مقعدها في الجامعة والقمة العربية . وقدمته للمعارضة بل وفتحت أبواب التسليح لمن يرغب. وجاء أوباما إلي المنطقة في نفس توقيت القمة العربية. وبدأ يمهد الارض لتنفيذ الدولة الفلسطينية منزوعة الدسم. وقررت قمة قطر عقد قمة مصغرة في مصر وبرئاسة القاهرة وحضور السعودية ومن يرغب لاكمال المصالحة المعلقة بين فتح وحماس.وتململت فتح وزايدت حماس. وتم إعادة انتخاب مشعل ليكون زعيما للمكتب السياسي لحماس مرة أخري بعد ان تمنع ورفض ذلك.وجاء كيري الي المنطقة ليفاوض الاتراك علي دورهم المقبل. فكان اعتذار إسرائيل لتركيا عن مقتل 9 أتراك في السفينة مرمرة. وأصبح الكلام واضحا ما بين تركيا وتل أبيب وأمريكا حول ضرورة تعديل مبادرة السلام العربية وخاصة في البداية ما يخص حدود 67 التي تنص عليها. وتزامن انعقاد لجنة المبادرة في الدوحة في نفس وقت زيارة كيري !!. والخيوط كلها تتجمع الآن للوصول إلي الدولة الفلسطينية وفق الرغبة الأمريكية والإسرائيلية أيضا . وإضافة بعض التوابل . وسيتم ترك العنان لمصر وقطر لإدارة المصالحة ونزع الموافقة الفلسطينية. ويتجه وفد عربي بعد أيام للترويج لعودة المفاوضات والبحث عن أموال أو شبكة الأمان التي تسكت السلطة الفلسطينية. وربما حماس. والأيام المقبلة سوف تكشف لنا الكثير عما يجري أو يختفي في المشهد العربي عموما والفلسطيني خاصة .. ولننتظر ؟!!.