في اواخر مارس عام 2004 في تونس وامام المقرالفخم لوزراء الداخلية العرب وخلفنا رياح الربيع المنعش المقبل عبر مياه المتوسط كنا خمسة من الصحفيين والاعلاميين ننتظر قرارات وزراء الخارجية العرب السابقة لانعقاد القمة العربية.. كنت عن اخبار اليوم وزميلي المرحوم بدر الدين ادهم (الاخبار) وامين محمد امين (الاهرام) وصفاء حجازي (التليفزيون المصري) والدكتور محمود عبد العزيز مدير الاعلام السابق بجامعة الدول العربية. وفجأة ظهر وزير دوله يمثل الرئاسة التونسية ليعلن تأجيل القمة العربية الي موعد آخر سوف يعلنه بن علي الرئيس التونسي المخلوع. وعدنا الي تونس مرة اخري في مايو لتخرج القمة وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين القاده والزعماء العرب. ومن اهم ما فيها ترحيل بند اعادة هيكله جامعة الدول العربية الي القمة التالية في الجزائر. ودفع مبادرة السلام العربية لتكون قادرة علي التطبيق والتنفيذ. وذهبت القمم وعادت ليظل موضوع اعادة الهيكلة مطروحا للتجديد بعدما نفذ عمرو موسي الامين العام السابق ما امكن. وتم احياء المشروع مرة اخري ليتولاه ايضا الاخضر الابراهيمي الدبلوماسي الجزائري المخضرم.. والذي يتصادف توليه مهمة احوال سوريا الحالية ما بين العرب ومجلس الامن. وتأتي القمة العربية هذا العام في العاصمة القطرية الدوحة. وكان مقررا لها وفق جدول الانعقاد ان تتم في العاصمة العمانية مسقط. وفي قمة بغداد في العام الماضي التقتطتها قطر لتكون في حضنها لمده 12 شهرا. وليس تصادفا سهلا ان تتم هذه القمة بعد ايام من اول زيارة للرئيس الامريكي لتل ابيب ورام الله وعمان. والتي سبقها حملات علاقات عامه امريكيه لاحياء مشروع الدولتين الذي كان يتبناه وتحمس له اوباما في فترته الاولي لحكم امريكا. وامام قمة العرب في الدوحة ملفات رئيسية واخري تقليدية. وابرزها وشبه المنتهي ملف الهيكله ولن ينتظر سوي التمويل وسيمر ولكن ينقصه الاراده العربية لتكون الجامعة فعليا بيتا للعرب. اما الملفات الشائكة والتي سوف تتصدر لقيادتها الدوحة فتنحصر في الملفين السوري والفلسطيني. وسوف تبذل الدوحة كل الجهد فالاول سوف تفتح منه القمة الباب للدوحة لاستقبال حكومة المعارضة السورية الجديده. ومحاولة حصولها علي مقعد سوريا الدائم في الجامعة العربية بعد تشكيل اللجنة التي وافق عليها وزراء الخارجية العرب في اجتماع القاهرة الاخير.. وانتظار سقوط الاسد بعد أن تيأس منه موسكو وبكين. اما الملف الاصعب وهو السلام في فلسطين او تمرير اقامة الدولة منزوعة السلاح بعدما نجحت امريكا في تأمين اسرائيل مع حماس وغزة وتوظيف دور حكومات الاسلام السياسي في الهدنة وربما السعي لمشروع غزة الكبري. ولكن مهمة الدوحة سوف تنشط مبادرة السلام العربية واطلاق مشروع شبكة الامان الفلسطينية والحصول من العرب والعالم علي مبلغ 100 مليار دولار لتأمين قيام الدولة المنتظرة. وسوف تتلاقي الارادتين الامريكية والعربية عبر قطر لاقناع اسرائيل بإحياء المشروع الصهيوني القديم لاقامة دولة منزوعة القوة والسلاح. واطلاق حملة علاقات عامة عربية مع الاتحاد الاوربي وامريكا لحل قضايا التسوية النهائية من الحدود والقدس وحق العودة ودولة حدود 7691. المهمة المنتظره لقطر تسعي لها وتدعمها امريكا وسوف تباركها الجامعة العربية ما دام الفلسطينيون سوف يرضون بها.. ولن تتواني قطر في لعب الدور المناط بها. وربما تنجح اولا تنجح. ولكن اعين العرب سوف تراقب بانكسار ما سوف تنتهي اليه مهمة قطر في نهاية عام توليها لقيادة العمل العربي المشترك؟!!.