"الفساد ينخر في عظام المؤسسات المصرية ".. هذه حقيقة لاينكرها إلا جاهل أو مغيب وهؤلاء ما أكثرهم في مصر الآن.. وما حدث في جامعة الأزهر العريقة من تسمم لحوالي 600 طالب بعد تناولهم لغذاء ملوث جزء من هذه الصورة القاتمة لمصر بعد الثورة، ودليل جديد علي هذا الفساد الذي يعشش في نفوسنا قبل مؤسساتنا، فلا أحد يقبل أبداً بما تعرض له شباب الأزهر، ولكنني أيضاً لا أقبل ما فعلوه عندما قاموا بقطع الطرق الرئيسية بمدينة نصر وشلوا حركة المرور في شرق القاهرة لمدة تزيد علي ثماني ساعات متصلة، مما تسبب في كوارث حقيقية لعدد كبير من المواطنين من حق طلاب الأزهر بالطبع أن يتظاهروا لرفض ما تعرضوا له.. ويطالبوا بإقالة ومحاسبة المسئول عن التغذية ورئيس الجامعة وهو ماحدث بالفعل، ومن حقهم المطالبة بالتحقيق في الفساد والإهمال المستشري في مطعم المدينة الجامعية.. وأنا أتقدم صفوفهم رافعاً كل هذه المطالب لكن ما لا أفهمه بل وأرفضه ايضاً هو هذا الهجوم الذي وصل إلي حد التطاول علي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وممن من طلبة الازهر الذين يدرسون القرآن والسنة وعلي من!؟.. علي شيخ الأزهر الجليل الذي لايوجد في مصر الآن من يدانيه علماً وتفتحاً وثقافة ونحسبه علي خير ولا نزكيه علي الله وأتساءل.. كيف سمح الطلاب أيا كان انتماؤهم السياسي أن يتطاولوا علي الإمام الطيب الذي ينتمي إلي أسرة ينتهي نسبها إلي الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب وله مسيرة علمية يحترمها العدو قبل الصديق والمسيحي قبل المسلم؟ وكان مفتيا سابقاً للديار المصرية. وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلي اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا لمدة كبيرة في فرنسا. ولديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة وفي التصوف الإسلامي ويمثل صورة راقية ومتحضرة للداعية المسلم الذي لايرضي بالدنية في دينه ولادنياه أرفض تماما أن يتم استغلال مظاهرات طلاب الأزهر لتحقيق أهداف سياسية، كما أرفض ولا أريد ان أشم أي روائح خبيثة لمؤامرات سياسية خلف ما حدث كما يشاع بهدف التخلص من شيخ الأزهر الذي يمثل عقبة أمام أنصار التيار الإسلامي بثقافته وفكره المستنير، وأرجو أن تكون مظاهرات الطلاب وأساتذة الأزهر من أجل الطعام الفاسد وليست من أجل السياسة الخبيثة!!