ما بين التكريم والرفض .. موقفين متضادين يعيشهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، هذه الأيام، ففي الوقت الذي تم الإعلان عن أنه شخصية العام الثقافية للعام الجاري يتظاهر ضده طلاب جامعته مطالبين بإقالته من منصبه عقب حادثة تسمم المئات من زملائهم من جراء تناولهم وجبات فسادة بالمدينة الجامعية. وحصل الطيب على جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية للعام الجاري، تقديرا لشخصيته التي تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي، المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية عدة، إضافة إلى كونه يمثل شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. وأعلن الدكتور علي بن تميم الأمين العام للجائزة، أول أمس، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في أبو ظبي، أن أبعاد شخصية الطيب تجلَّت من خلال مواقفه التي ظهرت أثناء رئاسته مشيخة الأزهر، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه. وقال بن تميم: إن الدكتور الطيب يجمع بين العالم والداعية المستنير، الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، فضلاً عن العربية، وهو يمثل الشخصية الثقافية الفاعلة في هذه اللحظة الحرجة". وفي المقابل.. يرفض طلاب جامعة الأزهر استمرار الدكتور أحمد الطيب في منصبه كرئيس للجامعة بعد تسمم مئات من زملائهم جراء تناولهم وجبات فاسدة بالمدينة الجامعية، وهي ليست المرة الأولى حيث تكررت هذه الحادثة عدة مرات خلال فترة توليه المنصب، حسب حركة "شباب العدل والمساواة"، التي أكدت أن هذا دليل على سوء وفساد الإدارة الموروث عن نظام مبارك وأن شيخ الأزهر هو المسئول الأول عن الحادث الذي يتكرر للمرة الثالثة. وتضامنت الحركة مع طلاب الأزهر في مطالبتهم بإقالة شيخه لكونه المسئول الأول عن حوادث التسمم، ودوره في دعم مطالب القلة السياسية المخربة نظير عدم إقالته، رغم المطالبات السابقة بذلك لكونه كان يدعم نظام مبارك، مشددة في الوقت نفسه على حتمية عمل تغييرات كاملة بالجامعة، وعلاج القصور لدى الأزهر في الموارد المالية، وعمل إجراءات رادعة للعاملين بالمدن الجامعية، وإعادة هيكلة الإدارة. وأضافت الحركة، في بيان لها أمس، أن طلاب حركة شباب العدل والمساواة بالمدينة الجامعية طالبوا عشرات المرات بإصلاح تردى الأوضاع داخل المدينة لكن دون جدوى، ونبهوا كثيرا عن الإهمال الجسيم المتفشي بداخلها، وحالة مطعم المدينة السيئة للغاية، وسبق ان نظموا 7 مظاهرات داخل المدينة بسبب سوء الطعام منذ بداية العام الدراسي لكن دون أي استجابة من إدارة المدن الجامعية التي كانت تعلم أن الطعام فاسد. وحملت حركة "شباب العدل والمساواة" وزير الصحة المسئولية عما حدث لأن هناك أطباء يشرفون على الوجبات المقدمة، مؤكدة أن المدينة الجامعية تعاني من مشكلات عدة غير مشكلة الأطعمة الفاسدة مثل طرق المدينة المحطمة وتراكم مخلفات المياه بها، بالإضافة إلى عدد العاملين بالمدينة، فضلا عن سوء معاملة المسئولين، وهو ما شارك في استفحال حالة الفشل الإداري الشديد ، الذي أسفر عن إصابة أكثر من 200 طالب من طلاب المدينة الجامعية بالتسمم الجماعي إثر تناولهم وجبات فراخ فاسدة، والحادثة لم تكن الأولى وإنما سبقتها حادثة تسمم جماعي لطالبات المدينة الأسبوع الماضي.