لا أدري من هو المجرم الذي غش وزير الداخلية وقدم له تقارير مزورة عن بعض الضباط الذين كرمهم في الحركة الأخيرة..؟ ولم أصدق عيني وأنا أتابع صحف الثلاثاء الماضي. تتصدر صور وأخبار الصديق العزيز اللواء أسامة الصغير مدير أمن العاصمة نائبا عن السيد وزير الداخلية لتكريم مجموعة من ضباط المباحث اختارهم الوزير ليكافئهم علي جهودهم البارزة في خدمة الأمن والمصريين..! لم أصدق نفسي وأنا أشاهد بينهم أحد أخطر ضباط المباحث الذين ارتكبوا جرائم قتل ودماء ضد الابرياء من المتظاهرين والثوار.. والاخطر أن جرائمه هذه موثقة بالادلة الدامغة في الصفحات السرية التي يضمها تقرير لجنة تقصي الحقائق. وليس سراً نكشفه للملايين اليوم.. إنني بنفسي وداخل مكتبي بدار »أخبار اليوم« استضفت السيد المستشار عمر مروان ليلتقي مع بعض الشهود لضمهم لتقريره.. وسجلوا معه بشهادات موثقة عن تورط بعض ضباط مباحث يعملون في اقسام الشرطة الخمسة المحيطة بميدان التحرير.. وأدلوا باعترافات موثقة باسماء هؤلاء الضباط الذين كانوا يتقاضون أموالا باهظة من أعوان النظام السابق.. ليسمحوا ببعض قيادات مافيا الشبكة السرية للحزب الوطني التي يتزعمها الشقي خطر »صبري نخنوخ والمحبوس حاليا« لكني يحشدوا البلطجية والمسجلين خطر من الاحياء الشعبية وعشوائيات الأقسام الخمس.. وبعض هؤلاء المسجلين خطر.. أحدهم يدعي »خ. أ« و»ع.ع« و»أ.ط« وغيرهم كانوا يوزعون الطبنجات وأجهزة اللاسلكي علي البلطجية وهم مندسون بين المتظاهرين بالتحرير لإيهامهم بأنهم من رجال الأمن.. ويقتلون أو يصيبون من يتاح لهم من أبنائنا الثوار ..! للأسف تم كل هذا تحت أعين هؤلاء الضباط وبأوامر مباشرة منهم.. منذ بداية ثورة يناير.. والأشد أسفا أن هذا الأمر مستمر حتي يومنا هذا.. لسبب بسيط.. ان السادة ضباط هذه الأقسام في أماكنهم حول ميدان التحرير منذ قبل الثورة وحتي الآن.. وعندما كشفنا ذلك لبعض المسئولين منذ بداية الثورة لم يتحرك أحدا- وكل ما تم أنه كانت تجري حركة تنقلات فيما بين الاقسام الخمسة.. فمن كان في بولاق ينقل إلي قصر النيل.. ومن بالموسكي ينقل إلي الازبكية والسيدة زينب. بل إن جرائم صاحبنا المكرم. والتي وثقها السيد المستشار يشيب لها الولدان.. وهي استخدامه لعمارة مهجورة علي ناصية شارع محمد محمود.. ليأوي فيها أطفال الشوارع تحت قيادة مسجل خطر.. مهمتهم نشر الفزع بين متظاهري التحرير حتي يتم فضه من التجمعات.. وتضمنت اعترافات الشهود.. ان قائد العصابة ويدعي »أ. ف« رفض قتل الثوار وبكي.. فقام السيد الضابط بحبسه.. وولي غيره يدعي »أ. ش«.. وأن هذه الجريمة تمت خلال فترة سيطرة المجلس العسكري علي البلاد.. واستمرت حتي بعدها.. وأن هؤلاء شاركوا في قتل العديد من ضحايا أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وغيرهم وخطف كثيرين وإنه بعد تولي الرئيس مرسي.. وهدوء الميدان نسبيا لم يستطع الضابط الهمام التخلص من المسجل »أ. ش« وعصابته.. بل تحداه لأنه كان مسجل شريط لاتفاقات الضابط معه وكشف الشاهد الذي كان يعيش بينهم بعمارة محمد محمود.. أن العصابة تحصنت داخل العمارة بقنابل ومدافع وأسلحة ثقيلة.. ولم يستطع القضاء عليها سوي اللواء أحمد جمال في نهاية أيامه..! واليوم تأتي الداخلية وتكرم الضابط المجرم.. وهذا بلاغ نقدمه للسيد الفاضل النائب العام حتي يكشف هذا اللغز ونحن نعلم أن عهد مبارك.. كان يبحث عن المفسدين ويكرمهم ولا نتخيل.. إننا بعد الثورة وفي عهد رئيس منتخب نسير علي نفس هذا المنهج المرعب.