يا سلام علي الفتاوي الجبارة من رجال قانون يحللون كل شيء.. ورجال سياسة لا يرون أي شيء! إن ما يحدث الآن من حوار وطني، واستعداد للانتخابات البرلمانية، هو نفس السيناريو السابق، لم يتغير.. فقط تغيرت الوجوه، وإن كانت بعض الوجوه لم تتغير، أو تغير من نفسها.. فالدكتور ثروت بدوي الفقيه الدستوري كما يسميه البعض، مازال يحلل كل شيء، بل تعدي مرحلة التحليل وطالب الرئيس محمد مرسي خلال جلسة الحوار بضرورة فرض قانون الطوارئ علي البلاد كلها، لم أتعجب من طلبه هذا، ولكني تعجبت من تواجده بالحوار. دار الحوار الوطني والذي أذيع علي الهواء، وحضره بعض الأحزاب السياسية والقوي الوطنية، ولاحظت ما لاحظه الكثيرون غيري، ألا وهو المعارضة القوية من حزب النور، والتي أعتبرها بمثابة إنذار قوي لجبهة الإنقاذ، التي تعتبر نفسها المعارضة الشرعية. وهنا.. لابد من وقفة قوية لجبهة الإنقاذ مع نفسها ومناقشة ما يحدث علي الساحة، والإجابة علي السؤال الذي يتردد الآن، وهو.. هل مقاطعة جبهة الإنقاذ للحوار الوطني والانتخابات البرلمانية هو القرار الصائب أم إنه القرار الخاطئ؟ وفي تصوري أنه غباء سياسي من جبهة الإنقاذ التي كنا نضع آمالاً كبيرة حولها، لتكون معارضة قوية داخل البرلمان، حتي لا ينفرد فصيل واحد بمجلس النواب سواء كان هذا الفصيل هو الإخوان المسلمين أو انه الإخوان المسلمين والسلفيون.. إنني أري أن خيار المقاطعة ليس هو الحل الصحيح ولابد من العودة عن هذا القرار، ودخول الانتخابات لأن القافلة سوف تسير سواء شاركت جبهة الإنقاذ أم لم تشارك.. وأطالب الجبهة أن تشارك حتي إذا لم تتواجد أية ضمانات، فبكل تأكيد لن يتم التزوير في جميع الدوائر، ولن يكون هناك فشل جماعي لكل أعضاء الجبهة، وفي النهاية سوف يتواجد عدد ولو كان قليلاً من الجبهة وغيرها من الأحزاب والمستقلين بالبرلمان، وسوف تعلو أصواتهم ويكون لهم تواجد قوي أمام القوي الإسلامية. إن القوة الحقيقية ليست في المقاطعة، ولكنها في المشاركة والتوحد والصوت المسموع للمطالبة المتكررة بضمانات حقيقية لإجراء الانتخابات البرلمانية، وإذا كان الإشراف القضائي علي الانتخابات ليس كافياً، فإن القوة الحقيقية للإشراف تكمن في الطاقم المساعد للقضاة، وهنا يجب أن نطالب بأن يكون هذا الطاقم من أماكن معينة ويعين بمعرفة لجنة محايدة، وليس بمعرفة المحافظين الذين يريدون الحفاظ علي مناصبهم أو ينتمون لتيار معين. وإذا كانت بعض القوي السياسية تتطلع للمجلس القادم علي أنه باطل، فإن ذلك يمكن أن يكون أو لا يكون.. ويجب ألا نضع آمالاً علي أشياء ربما لا تتحقق. وفي النهاية أطالب جبهة الإنقاذ بكل ما فيها من شخصيات سياسية لديها خبرة وحنكة أن تتخذ القرار السليم بالعدول عن تلك المقاطعة.. وأطالب د. البرادعي خاصة أن ينزل الشارع ويشعر بالشعب المصري ولا يتخذ قرارات مبنية علي مواقف شخصية.