بعد هزيمة يونيو 76 كان الاتجاه للاستعانة بالمؤهلات العليا لتشكل القوة الضاربة بين صفوف المجندين بالقوات المسلحة وكنت واحداً ممن نالهم هذا الشرف.. قضينا ما يقرب من ست سنوات أتت بنصر أكتوبر العظيم.. وكنت من بين من تم اختيارهم أثناء تلك الفترة للعمل كمراسل حربي بجريدة القوات المسلحة وكثيراً ما كنت أقيم بالجبهة.. وفي السويس إحدي قلاع الصمود رأيت الكابتن غزالي أحد رموز المقاومة الشعبية وفرقته التي كانوا يطلقون عليها فرقة أولاد الأرض أفرادها من أبناء المدينة الباسلة من الفدائيين والمقاومين الذين يمكن أن يتحولوا عند الضرورة إلي مقاتلين أو جنود استطلاع أو فدائيين.. كانوا يطوفون بالوحدات المقاتله ويجوبون أحياء المدينة وقراها وأحياناً تحت القصف كانت أنغام السمسمية تشدو معها فرقة أولاد الأرض علي الضفة المقابلة تهز المشاعر وتبث روح المقاومة في الجميع.. كان الكابتن غزالي وفرقته أحد معالم المقاومة.. ملء السمع والبصر.. قائد بالسليقة.. عنوانا للشجاعة والوطنية.. وفي تلقائية خرجت أغاني أولاد الأرض التي بلغت 064 أغنية استلهم الكابتن غزالي الرجل البسيط كلماتها وألحانها رغم انه لم يكن له من قبل عهد بالتأليف والتلحين فخرجت فطرية صادقة غنية بالمشاعر ونبعاً متدفقاً علي طبيعته.. إحداها كانت بعنوان فات الكتير يا بلدنا تقول كلماتها: فات الكتير يا بلدنا م بقاش إلا القليل بكرة يا بلدنا ح نعوض اللي فاتنا ح نكتر المصانع ونخضر المزارع ولكن الكابتن غزالي يرقد الآن علي فراش المرض بأحد المستشفيات وقد زاره الشاعر عبدالرحمن الأبنودي وأنا بدوري أضم صوتي لصوت الزميل والأخ العزيز عاشق السويس وصاحب رواية حكايات الغريب الكاتب الكبير والروائي جمال الغيطاني بأن يتم علاجه بأحد مستشفيات أو مراكز القوات المسلحة الطبية فهو أحق برعايتها.. وسلامتك يا كابتن غزالي.