»ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وَاعْفُ عنا وأغفرلنا وارحمنا« »البقرة 682«. ما نعيشه هذه الأيام يفوق احتمال البشر، الدماء في كل مكان، التحريض علي الفوضي والعصيان والقتل لا ينقطع، وقف الحال واستمرار نزيف الخسائر الاقتصادية لا ينتهي، الانهيار الكامل أصبح وشيكا ومازال المحرضون يبثون نار الفتنة والفرقة طمعا في السلطة والسطوة.. ووسط كل هذا أطفال ونساء وشيوخ يفزعون من مستقبل غامض مرعب وإنذار بمجاعة قادمة والسفلة الفاسدون مستمرون في زعزعة أمن الدولة واستقرارها. وسط كل هذه الاحداث تعود بي الذاكرة إلي الأيام الأولي لقيام الثورة عندما انسحبت الشرطة من الصورة نزولا علي رغبة الثوار الذين اتهموها وقتها بالخيانة والتدليس.. ووقتها نزل شبابنا وأولادنا إلي الشوارع لتأمين الارواح والممتلكات والأطفال والنساء والعجائز والمنشآت التي استغل الفاسدون الفراغ الأمني ليعيثوا فسادا في الأرض ويسرقوا ويحرقوا وينهبوا ويهتكوا الاعراض. واتذكر وقتها أولادي وهم ساهرون في الشوارع طوال الليل حتي طلوع الفجر، ورغم ان المدة لم تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين علي أغلب تقدير إلا أنهم أرهقوا تماما وفهموا وأقروا بأن ما يقوم به رجال الشرطة يفوق احتمالهم لتأميننا حتي ننام ملء جفوننا ومع ذلك لا نوفيهم حقهم!! وهناك سؤال يطرح نفسه ما سر هذه الهجمة الشرسة علي جهاز الشرطة؟ هناك من يحاول بكل ما أوتي من خبث ودهاء تشويه سمعة هذا الجهاز وتقليب الرأي العام عليه والصاق التهم به لاضعافه. الغريب ان هناك من ينادي بنزول الجيش إلي الميادين لتأمين المنشآت والمؤسسات والمرافق الحيوية ألم يكن هذا الجيش الذي اقيمت له المليونيات وهتفتم بسقوطه وسقوط حكمه؟! اعلموا ان للجيش دوره في تأمين حدودنا والدفاع عنا ضد اعدائنا وأنه لن يدخل هذا الحراك والعراك السياسي واعلموا ان الشرطة ابناؤنا واخواتنا ودماؤهم في رقابنا، وإذا كان هناك من يرتفع صوته للمطالبة بحق الشهيد »والله أعلم بهم إذا كانوا شهداء أم لا« فمن يطالب بحق دماء أولادنا واخواننا من الضباط والجنود الذين استشهدوا أو جرحوا وهم يدافعون عن سلامتنا وأمننا.. اتقوا الله وإلا ستكون الحسرة نهايتنا.