الحياة مجال اختبار لنا لنحسن الطاعة، ونحسن العبادة، ونحسن الالتزام بأوامر الله ونسير علي منهج الله سبحانه وتعالي، لقد ذكر الله الموت أولا قبل الحياة حتي يقتل غرور الدنيا في أنفسنا، فكلما اغتر الإنسان، ذكره الله سبحانه وتعالي بالموت. قال تعالي: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) »الملك 2«. لقد امتلأ الكون بالمعاصي وقل منه الخير، ولكن عباد الله الصالحين يسارعون دائما إلي الخيرات ويعمرون في الأرض بإنشاء مستشفيات ودور للمسنين ويسارعون في علاج المرضي وبناء دور للأيتام، كل هذه الأعمال من صفات المؤمنين، الذين ابتعدوا عن شهوة النفس ولم ينزلقوا في معاصي الحياة.. أما الذين عصوا الله وارتكبوا المعاصي وظلموا الناس وأخذوا المال الحرام لتحقيق »شهوة النفس« لم يعرفوا ان الدنيا كلما اقتربت من نهايتها يشعر الإنسان أنه قادر عليها، فيستخدم المعاصي في محاربة أوامر الله سبحانه وتعالي فالطغيان البشري يأتينا حينما نظن أننا قد استغنينا عن الله »أعوذ بالله« ولم نعد في حاجة إلي العبادة، لأن العلم يحقق لنا ما نريد وسهل لنا الحياة. ما أحوجنا هذه الأيام إلي أن نفر إلي الله ونطيعه، لكي تتلاشي هذه الأزمة التي جعلت البلاد في فوضي عارمة من بلطجة وسرقة وقتل واغتصاب بأنواعه، قال تعالي: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا) »البقرة 682«.