مصادفة قد يكون مغزاها بعيدا ، أن تأتي أعياد ثورة يناير هذا العام في اليوم التالي لميلاد خير الخلق محمد صلي الله عليه وسلم ، وفي ظل ما يشهده العالم العربي من تغييرات وثورات اجتاحت عددا من البلدان، علي رأسها مصر،فقد كان ميلاده بمثابة أول تغيير حقيقي تشهده الإنسانية كلها، حمل معه مشاعل النور وراية التوحيد والهداية، وفي هذه الايام الصعبة يجدر بنا أن نستلهم من سيرته العطرة صلي الله عليه وسلم ما يعيننا علي العبور بسلام تلك المرحلة الدقيقة في تاريخنا، ونتلمس من سبل الهداية في منهجه الحكيم ما يعالج مشكلات واقعنا ، الطريق الوحيد الذي ليس له ثان هو تذكر منهج الرسول بالدعوة الصحيحة المستنيرة للتعريف بمواقف من حياة الرسول وبصفة خاصة ما كان منها في شبابه ، لأن بعض شباب هذه الايام خاصة بعد ثورة يناير اختلط عندهم الحابل بالنابل .. دفعهم الحماس الي التهديد في لهجة تحذيرية ، حيث هدد شباب ألتراس أهلاوي في مسيراتهم الاربعاء الماضي من فوضي قد تحدث خلال الأيام المقبلة، وقالوا بالنص علي الصفحة الرسمية لهم علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اللي حصل النهاردة.. ولا هو فوضي ولا قرصة ودن.. اللي حصل يعرفكم إن الفوضي قادمة". عجبت لكم ياشباب الالتراس أين حب مصر، مصر التي حوتكم في ارضها ، هل تكون الفوضي جزاء لها! ان كان لكم الحق في نيل القصاص فاطلبوه بالعقل وليس بالفوضي!! وللشباب أقول: أنتم كنزنا الغالي وذخر بلادنا، و ما كان أصحاب النبي محمد إلا شبابا شامخ الأفكار.. لاتقولوا إن الفوضي قادمة، بل القادم هو رؤية التقصير والاعتراف به والبحث عن الحل بحسن الخلق.. أكرر لكم الحق في نيل القصاص ولكن اطلبوه بالعقل وليس بالفوضي !! و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلي الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق".