وصلتني رسالة من مواطن مصري اسمه "محمد البلاسي" من بلدة »صان الحجر« التابعة لمحافظة الشرقية، ويعمل مقاولا لأعمال البناء، يقول فيها: " نفسي توصل رسالتي للرئيس محمد مرسي، اللي انتخبته، أنا وعيلتي، علشان يبقي رئيس كل المصريين، وما يفرقش بين حد.. ورغم إني بشتغل مقاول بناء، إلا إني بكمل دراستي في الثانوي التجاري، علشان العلم نور، ويخلينا نفهم اللي بيحصل." ويسترسل في رسالته: " الرئيس مرسي بلدياتي، وأفخر بأنه شرقاوي، وأنا وناس كتيره زيي نشعر بصدقه وإخلاصه، وأنه عايز يعمل حاجة كويسة للبلد وللناس الطيبين اللي هما كل شعب مصر، ولكن أنا شايف المظاهرات اللي بتحصل مش كلها خير.. خصوصا أن فلوس كتير بتضيع فيها، وبنلاقي ناس كانت من النظام اللي اتخلع راكبة الموجة وعاملة زعامة، وكمان مش عايزة البلد تهدأ، واللي مش عاجبني، أنا واللي زيي من البسطاء، ومش فاهمين هو صحيح إن الحرية اللي بيقولوا عليها، هي مبرر إن تفضل البلد علي طول في مظاهرات؟!.. إمال امتي الناس تشتغل؟!.. وبكده الخير ييجي منين؟!.. ما احنا شفنا النتيجة، الأسعار بتزيد، وقيمة الجنيه ضاعت!.. والدنيا ما بقتش أمان!.. حتي الشرطة فيه كتير منهم متخاذل في تأدية واجبه.. ورغم إني راجل بسيط بسمع بحكم عملي من ناس مناصبها كبيرة، إن مرتبات ومميزات العاملين في جهاز الشرطة زادت كتير عما كان قبل الثورة!.. وناس من الشرطة أنفسهم بيقولوا كده!.. ولكن اللي مش قادر أفهمه كمان، إزاي الوزرا والموظفين الكبار مش بيشاركوا في تحسين الأوضاع؟!. .واللي أعرفه إن بلد زي بلدنا مصر، لسه قايمة بثورة، ونلاقي فيها كل مسئول من الكبار بيحافظ لنفسه علي كل المميزات والمخصصات اللي كانت للي زيه قبل الثورة، ولما قمنا بالثورة، قلنا إن الفساد كان مالي البلد، ولازم نحاربه.. طيب احنا دلوقتي بعد الثورة وحال المسئولين الكبار زي ماهو!.. ونلاقي الكلام والحلول بعيدا عن مصالحهم واحنا اللي لازم نشيل الليلة، وندفع الضرايب، ونتحمل الأسعار اللي بتولع كل يوم!، ومع كل ده وبنقول نصبر، والفرج جاي.. وكمان لما قالوا إن اقتصادنا في أزمة، قلت أنا واللي زيي من البسطاء الطيبين، احنا علي استعداد نساعد، حتي ولو نتبرع بأجر يوم عمل من قوتنا وقوت عيالنا، علشان مصر الكبيرة بلدنا، مش تحتاج تستلف، دا إحنا كرامتنا كمصريين تساوي كتير قوي.. وعلي فكرة كانوا بيقولوا قبل الثورة عايز تبقي كبير في البلد روح وخد عضوية في الحزب الوطني!، وكانوا بيقولوا ده راجل واصل علشان هوه عضو في لجنة السياسات!.. وانا بسأل بلدياتي الدكتور مرسي، إزاي يقبل وهو رئيس كل المصريين يرجع الكلام ده في عهده تاني، ويتقال علشان ينصلح حالك لازم تكون من الإخوان!.. وأنا بقول علي قد فهمي: علشان ينصلح حالنا وأحوالنا، لازم نكون كلنا مصريين خايفين علي بلدنا، مفيش تفرقة، وما فيش حاجة اسمها مسلم ولا مسيحي، وما فيش حاجة اسمها إخوان، ولا سلفي، ولا جماعة إسلامية، ولا ليبرالي ولا ناصري ولا انقاذ، ولا أي حاجة غير كده من اللي بنسمع عنها كل يوم، وأراهن أي حد فيك يامصر يقدر يقولي أسماء الأحزاب اللي موجودة دلوقتي!.. المهم اللي يوصل للحكم، من اللي ح نختاره لكفاءته وإخلاصه للبلد وصدقه، والمفروض عليه وقتها يخلع عبايته ويلبس عباية مصريته وبس، ويشتغلوا مع بعض كرجل واحد، علشان مصر وبس" ويختتم البلاسي رسالته: " أنا بقول الكلام ده، علشان ده اللي احنا عايشينه دلوقتي، وبمناسبة السنتين اللي فاتوا علي الثورة، والمظاهرات اللي خرجت من امبارح.. وبفكر كل الناس والرئيس مرسي، إننا محتاجين لوحدتنا، وللي يوحدنا كمصريين، ومش للي يفرقنا.. وربنا يحفظ بلدنا." انتهت رسالة البلاسي، والتي وجدت فيها لسان حال الشارع المصري، من مواطن بسيط.. وارتأيت إتاحة الفرصة له كاملة، لقول كل ما يريد، وخاصة أن كلامه يشاركه الكثير منا كمصريين.. وتحيا مصر.