"إنا لله وإنا إليه راجعون" ولا نملك نحن أهل الصعيد إلا ان نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل" في كل المسئولين وأولي الأمر علي مدار العقود والسنوات الذين تجاهلوا الصعيد واعتبروه كما مهملا ومنفي لكل مغضوب عليه من موظفي الدولة كأنه إعتراف من هؤلاء المسئولين الذين لا يملكون أي ضمير او وازع ديني او حتي اخلاقي ان الصعيد هو من بلاد المنفي التي يشعر من يعيش فيها بالعذاب والصعيد البائس دائما المهمل أبدا والمنكوب علي طوال الخط بداية من لغز غرق العبارة السلام التي راح ضحيتها أكثر من 1200 مصري صعيدي وحتي الان لم ينل المسئول عن تلك الجريمة البشعة الجزاء ومرورا باحتراق قطار العياط قبل ثلاث سنوات والذي راح ضحيته اكثر من ألف مواطن صعيدي وقطار الفيوم ثم حادث مزلقان قطار اسيوط الشهر الماضي والذي راح ضحيته 55 طفلا في عمر الزهور ناهيك عن نزيف الاسفلت في الحوادث اليومية للسيارات والاتوبيسات علي كل طرق الصعيد التي تعاني من سوء الخدمات والتجهيزات لدرجة ان طريقا حديثا تم افتتاحه العام الماضي لا توجد فيه نقطة اسعاف واحدة علي مسافة 500 كيلو متر.. لقد اصبحت دماء الصعايدة بلا ثمن ولسنوات طويلة قد تمد إلي نصف قرن ظل صعيد مصر مهملاً غائباً عن نصفه الأعلي " الدلتا " الذي ينعم بالرعاية الدائمة من المسئولين فقد أصبح صعيد مصر غارقا في الهموم والمشاكل يصدر لنا الخيرات وأجمل الزراعات والفواكه ويحتفظ بالفقر والجهل والمرض.. وعندما هبت مصر في ثورتها المجيدة التي تحتفل خلال أيام بمرور عامين علي انطلاقها توقع ابناء الصعيد اهتماما مختلفا يقوم علي شعار الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية" ولكن اكتشفوا أن الصعيد لن يكون في اجندة اهتمامات اي حكومات؛ فهؤلاء الصعايدة الذين إلتهمت اجسادهم اسماك القرش واحترقوا في قطار العياط الشهير في عهد مبارك؛ هم الصعايدة الذين دهسهم قطار اسيوط وهم اطفال ابرياء وتكسرت عظامهم في حادث قطار البدرشين.. واكتشف الصعايدة انه لا فرق بين نظام بائد ونظام حالي.. يا ايها السادة القابعون علي كراسي الحكم قد سئم الصعايدة سفك دمائهم وطفح الكيل ولن يطيقوا صبرا فاحذروهم.