في تاريخ بلادنا الحديث والذي بدأ مع محمد علي باشا، وصل إلي سدة الحكم العديد من الحكام، ولاشك ان كل حاكم منهم كان له مشروع لنهضة مصر ووسائله في تحقيق هذا المشروع.. وبدراسة لتاريخ هؤلاء الحكام نجد انهم جميعا باستثناء محمد علي وجمال عبدالناصر سقطوا في الاختبار، لأن مشروع النهضة لم يكن لفائدة مصر وإنما لفائدة هؤلاء الحكام الشخصية، ولذلك لم تشهد مصر منذ 5081 وحتي 3102 أي نهضة حقيقية وإنما مجرد ارهاصات نهضة في عهدي محمد علي وجمال عبدالناصر، وان كان المشروعان تم اجهاضهما، بواسطة أوروبا مجتمعة في عهد محمد علي، وأمريكا وإسرائيل والغرب في عهد جمال عبدالناصر، بهزيمتين ساحقتين لمصر في عامي 0481 و7691.وقبل أن يتهمني أحد بأنني ناصري أو علوي وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه ويقول قائل ان اسماعيل باشا والسادات أيضا يستحقان الانضمام لقائمة الحكام المصريين أصحاب مشروعات لنهضة مصر، فالرد الوحيد علي هذه المقولة ان اسماعيل باشا كان يحلم بأن تصبح القاهرة قطعة من أوروبا وأجمل منها، وقد حقق اسماعيل باشا ذلك بالفعل ولكن كان الثمن باهظا، فقد سقطت مصر في الديون والتبعية لأووبا، أما السادات قائد النصر العربي الوحيد علي الكيان الصهيوني فقد كان مشروعه حتي لو أحسنا الظن بنواياه الارتماء في حضن أمريكا والتبعية للغرب مقابل الحفاظ علي مجده الشخصي. وللأسف سار المخلوع علي نفس نهج سابقه، وزاد عليه ببتعيته لدول الخليج حتي يزداد رصيده ورصيد عائلته في بنوك الغرب، ولم يهتم بتوغل التطرف الديني لأرض الكنانة الذي يحاول جر مصر لعصور البداوة والظلام والجهل باسم الدين. أما الغريب في الأمر فهو أن كل حاكم عاش لنفسه ولمشروعه الخاص، أسقطه التاريخ ولن تذكره الأجيال القادمة سوي في سطور قليلة، كتلك التي كنا نقرأها دائما في كتاب التاريخ المدرسي »ومرت علي مصر عصور ضعيفة حيث حكمها حكام ضعفاء«.. أما الحاكم الذي حاول مجرد حاول أن ينهض ببلاده ويضعها في مصاف الدول الكبري وحتي لو لقي هزيمة ساحقة من أعدائه، فالتاريخ لا ينساهم، بل يعيد ويزيد في طموحاتهم، ولو تحقق منهم إنجاز واحد يفرد له صفحات وصفحات من نور وسطور من ذهب.والآن علي الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، أن يختار مكانه في كتاب التاريخ.. إما أن ينضم لصفوف حكام مصر الذين فضلوا الطريق السهل وأصبحوا تابعين للقوي العظمي، وهم الذين لن يذكرهم التاريخ، وإما أن يبدأ مشروع نهضة حقيقية لمصر وشعبها يضع بلادها في مكانتها المستحقة، ويدخل الرئيس إلي كتاب التاريخ من أوسع الأبواب.. والاختيار لك ياسيادة الرئيس.