د. الشوادفى منصور شرىف يسقط.. يسقط حكم العسكر.. شعار نادت به بعض القوي السياسية التي وجدت نفسها خارج المنافسة علي مستوي الانتخابات البرلمانية وبالتأكيد علي مستوي الانتخابات الرئاسية القادمة أيضاً.. وفي اعتقادي الشخصي أن هذه الدعوة هي.. دعوة حق يراد بها باطل.. لعدة أسباب جوهرية: أولاً: الجيش المصري ممثلاً في المجلس العسكري.. أجري انتخابات برلمانية حرة ونزيهة.. سلم فيها برلمان الثورة للتيار الإسلامي »47٪« أولي مراحل الدولة المدنية التشريع والرقابة. ثانياً: استمرار مسلسل تسليم السلطة بهذا الأسلوب سيؤدي إلي رئيس جديد لمصر ليبرالي الهوي إسلامي الولاء. ثالثاً: الضربة الموجعة للتنظيمات والجماعات والجمعيات المنتسبة للمجتمع المدني العاملة في مصر بدون ترخيص من الحكومة المصرية وتتبني نظرية الفوضي الخلاقة تحت مظلة حقوق الإنسان وتأهيل المجتمع المصري للديمقراطية مثل المعهد الديمقراطي والجمهوري الأمريكي وغيرها والتي ثبت تلقيها تمويلاً مباشراً من جهات أجنبية بمئات الملايين من الدولارات خلف ظهر الحكومة المصرية وانكشف دورها الحقيقي في إثارة الفتنة وإشاعة البلبلة في مصر واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها وتحويل بعضها للمحاكمة ومنع أعضائها من الأجانب من مغادرة البلاد مما أدي لنشوء أزمة غير معلنة بين الولاياتالمتحدة والمجلس العسكري. وهنا نأتي لمربط الفرس.. ان المستهدف ليس إسقاط المجلس ولكن هو إسقاط الجيش المصري وتفكيك أوصاله.. ولما لا؟! وهو أول جيش نظامي في التاريخ سطر تاريخ مصر بأحرف من نور.. تشكيلاته من جميع طوائف وأبناء هذا الشعب فقرائه قبل أغنيائه وأقباطه قبل مسلميه ونسائه قبل رجاله.. {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي}. ولعل التاريخ يعيد نفسه فقبل أكثر من 061 عاماً كانت المؤامرة الكبري من قوي الغرب روسيا وفرنسا وانجلترا والخليفة العثماني علي جيش مصر الوطني في عهد محمد علي باشا »5081 0481« صانع الامبراطورية المصرية الكبري بقيادة القائد العظيم ابراهيم باشا.. فحطموا أسطوله البحري وفرضوا شروطهم بتقليص أعداد الجيش إلي 81 ألفاً فقط ومنع المصريين من تقلد المناصب والرتب الكبيرة وقصر قيادته علي الضباط الشراكسة فكانت الثورة العرابية 1881 وتعرض بعدها لمؤامرات عدة 2881 و8491 وآخرها 7691. والمؤامرة الآن لا تختلف كثيراً في أهدافها عن سابقاتها وإن اختلف سيناريو الهدم. والسؤال الحائر هو: كيف لنا أن نصدق.. من يتلاعب بالثوار من الشباب النقي الطاهر؟ طالبوا بالأمس أن يستمر المجلس العسكري مديراً لشئون البلاد لعدة أعوام.. واليوم يطالبون بالرحيل الفوري وعودة الجيش إلي ثكناته علي الحدود.. إنها حقاً دعوة حق يراد بها باطل. إنها مؤامرة نجح مخططوها في إثارة الفتنة بين النبلاء من شباب مصر وثوارها الأحرار وجيشها الأبي تلك المنحة الربانية التي منحها الله لشعب مصر فأرادوا تحويلها إلي محنة وانتكاسة لشعب مصر وجيشها.. فعوا يا قوم ما يحاك ويدبر لهدم ثورة الشعب والجيش يد واحدة.. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد. ما حدث الأربعاء الماضي ببورسعيد واغتيال مصر من خلال هدم أكبر قلعة رياضية لنادي القرن الافريقي نادي أهل مصر، نادي الوطنية المصرية ما هو إلا استكمال لمسلسل إسقاط مؤسسات الدولة المتميزة ذات العراقة وذات الجماهيرية الواسعة علي المستوي القومي والعربي والاقليمي والعالمي تنفيذاً لمسلسل الفوضي الخلاقة. والبقية تأتي.. وعزائي لجماهير الكرة المصرية في شهدائهم فصبر جميل.