نموذج فريد للإبداع العربي، قسم موهبته الفنية بين الشعر واللغة التي يراها تجسيدا للهوية. عشق الشعر منذ طفولته فاتقن نظمه، وشرب اللغة في سن صغيرة فامتلك ناصية الحروف والكلمات باقتدار ولد الشاعر الكبير فاروق محمد شوشة بقرية الشعراء بمحافظة دمياط حيث حفظ القرآن وأتم دراسته. تخرج في كلية دار العلوم عام 6591، وبعد عام واحد تخرج في كلية التربية جامعة عين شمس.. عمل مدرسا ثم التحق بالإذاعة عام 8591، وتدرج في وظائفها حتي أصبح رئيسا لها. نذكر من أهم دواوينه »إلي مسافرة« و»العيون المحترقة« و»الدائرة المحكمة« و»الأعمال الشعرية« و»لغة من دم العاشقين« و»يقول الدم العربي« و»جئت لك«. اما مؤلفات المبدع فمنها »لغتنا الجميلة« و»أحلي 03 قصيدة في الحب الإلهي« و»مواجهة ثقافية« و»عذابات العمر الجميل« هو مفكر قبل ان يكون إعلاميا، انه الإنسان قبل الشاعر وعاشق اللغة العربية قبل المدافع عنها.. وقبل كل ذلك هو المواطن العروبي المهموم بقضايا الوطن من المحيط إلي الخليج. صوته الحزين! ينفرد بأسلوب خاص من لغة متمكنة إلي صوت صادق دافئ يعرف طريقه إلي القلوب قبل الآذان. تراه هادئا علي السطح، يجمع بين الوقار والغضب الذي يظهر في كثير من كتاباته وأحاديثه. حين قرأ نشرة الأخبار في بداية عمله بالإذاعة قال عنه الرئيس عبدالناصر ان صوته الحزين لا يصلح لأداء الخبر، فلم يتكلم أو يدخل في مناقشة إنما ابتدع برنامج لغتنا الجميلة وهو أعلي البرامج قيمة ومكانة، كما قدم بتمكن ومقدرة محاور راسخ عددا من النقاد والادباء من خلال برنامج »الثقافي الآن«.. ولان المبدع فاروق شوشة من عشاق اللغة العربية وحماتها في زمن تضيع هيبة اللغة ويذبل رونقها وسط مفردات جديدة وألفاظ بذيئة وخادشة بحثنا عنه وسألناه أين أنت الآن؟ الابتعاد هتف قائلا: موجود دائما فكل ما حدث اني كنت أكتب في جريدة الأهرام بانتظام وعندما حدثت بعض التغييرات مؤخرا في الجريدة العريقة، فضلت الابتعاد وعدت إلي الشعر وهي بيتي الاصلي كما إني اكتب في جريدة أخبار الأدب الصادرة عن مؤسسة »أخبار اليوم«. .............؟ أري ان التغيير اللغوي عند الشباب خطة للاعتراض علي المجتمع لانه تخرج من الجامعة ولا يستطيع العمل أو الزواج. فقرر ألا يتكلم لغتهم بل شوهها انتقاما من الكبار الذين حجبوا الرزق وسرقوا الأموال. هذه اللغة الخاصة هي تنظيم سري لإفساد اللغة. .............؟ هناك تيار آخر بدأ يظهر في العقود الأخيرة اعتبر اللغة العربية للمصريين هي العامية وذلك نتيجة عدم تعلم العربية فكتب بالعامية وسجل الاشعار بالعامية وقدم الأخبار في الفضائيات بالعامية. نظام تعليم فاشل .............؟ نظام التعليم لم ينجح حتي الآن ان يحبب الطلاب في اللغة العربية بل بالعكس جعل كل ما يتصل بها منفرا!. .............؟ في أيامنا كان يؤلف الكتب المدرسية كبار الأدباء مثل طه حسين، وكانت مادة الكتب تصنع من مادة أدبية حقيقية. أما الآن فيؤلف هذه الكتب المسئولون عن تعلم اللغة العربية في وزارة التعليم وبدلا من قصيدة شوقي يضعون قصيدة لموجه في الوزارة وقد اعتبروا أنفسهم أدباء وشعراء وهذا مدخل لهبوط المستوي. الهندسة الوراثية القراءة في كل شيء وأي شيء. فأنا لا أقصر قراءاتي علي الأدب والثقافة بل تستهويني أحيانا القراءة في مجال علوم الهندسة الوراثية ومستقبل الإنسان في الكواكب. .............؟ هناك دواوين شعرية اكتفي بقراءتها مرة واحدة وإلا أصبحت مثل النكتة البايخة وهناك دواوين كلما عدت إلي قراءتها اكتشفت طبقات شعرية في حاجة إلي معاودة الاحساس بجمال الصيغة الشعرية مثل دواوين أبوالعلاء المعري والمتنبي. .............؟ نحن ندفع الآن ضريبة الديمقراطية حتي نجيد تعلمها، وندفع ثمنها كما دفعتها أمم كثيرة من قبلنا. مازلنا في سنة أولي ديمقراطية فامامنا طريق طويل من التجارب الناجحة والفاشلة التي نتعلم من خلالها اختيار الحكام الذين نريدهم ويكونون الأصلح للنهوض بهذه الأمة. .............؟ لا يوجد الآن مبرر لشاعر ليمدح شخصا، لانه سوف يسقط في نظر التاريخ ومثلهم مثل الصحفي المتلون الذي يجيد الطبل والزمر لكل حاكم.