بقدر حب المصريين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبقدر حبهم لزعيمها وموحدها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب وصاحب المواقف الأصيلة، التي كانت تعبر طوال حياته عن حبه وتقديره لمصر والمصريين.. بقدر ما يشعرون به من حزن ومرارة، لما حدث هناك من إلقاء القبض علي أحد عشر مصرياً، يعملون ويعيشون في أماكن مختلفة هناك، ومنهم من تم القبض عليه في منزله، ومنهم من تم القبض عليه في المطار وهو في طريق عودته إلي مصر.. وبعد ذلك لم يعرف عنهم أحد شيئاً، لا أسرهم ولا أصدقاؤهم، ولم تعلن السلطات الإماراتية عن أي أسباب للقبض عليهم، بالرغم من أن ذلك حدث منذ أكثر من عشرة أيام، بل إنها لم تسمح حتي للسفير المصري بمقابلتهم أو الاتصال بهم، أو حتي معرفة الأسباب المريبة التي أدت بها إلي هذا العمل المستفز لمشاعر المصريين هناك وفي مصر.. وبالرغم من عدم إعلان الأسباب حتي الآن، إلا أن بعض الصحف العربية، تحدثت عن انهم يشكلون ما أسمته »خلية إخوانية«. ويبدو أن ذلك الادعاء هو سبب إلقاء القبض عليهم.. وذلك علي خلفية الجنون الذي أصاب المدعو ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، بمجرد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، فقد دأب هذا »الخرفان« منذ ذلك الوقت علي الهجوم علي مصر ورئيسها، سواء في تصريحات رسمية أو من خلال تغريداته علي موقع »تويتر«، واتهاماته لجماعة الإخوان المسلمين بالعمل علي قلب نظام الحكم في الإمارات، وتأليب الشعب الإماراتي علي حكامه، وهو وهم لا يدور إلا في خياله المريض.. وبالرغم من أن مصر لم تعر ترهات الخرفان أي اهتمام، ولم تجعلها تؤثر علي علاقتها مع دولة الإمارات الشقيقة، إلا أنه كان يجري في نفس الوقت عمليات ترحيل للمصريين بعد إنهاء عملهم هناك فجأة! إنني أثق في حكمة حكام دولة الإمارات وعروبتهم الأصيلة.. وأتمني أن يدركوا الخطورة التي يمكن أن تؤدي إليها أعمال ضاحي خلفان هذا وتصرفاته الحمقاء.. ويكفي ما تسبب فيه حتي الآن من إيذاء لمشاعر المصريين، الذين لم يمدوا أياديهم إلا بالخير لدولة الإمارات، وساهموا عبر عشرات السنين في بناء وتطوير وتنمية هذه الدولة الشقيقة، وقدموا عصارة فكرهم وجهدهم وعرقهم ولم يبخلوا بشيء أبداً، وإذا كانوا اليوم ينالون مثل غيرهم من الجنسيات الأخري، عربية أو أجنبية مقابل عملهم وجهدهم، بعد أن منَ الله سبحانه وتعالي، علي الإمارات بالخير الوفير، فإن الجميع يعرفون أن مصر وأبناءها قدموا الكثير لدولة الإمارات عند بداية قيام الدولة الاتحادية، عن إيمان وقناعة أن هذا هو دور مصر وواجبها. إن مصر أبداً لم تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة خاصة الإمارات، وحتي عندما استقر الهارب أحمد شفيق في دبي، وبدأ في إطلاق بذاءاته وتدبير المؤامرات التي شارك فيها للأسف هذا »الخرفان« لم تقدم أي احتجاجات ولم تطالب بتسليمه بالرغم من الاتهامات الموجهة ضده من كسب غير مشروع وتربح وإهدار للمال العام.. فلماذا تسمح الإمارات لخلفانها هذا، بالتدخل في الشئون الداخلية لمصر؟.. ومهما بلغت كراهيته لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، فإن ذلك شأن خاص به فقط، ولا يهم مصر وقادتها إن كان يعيش أو يموت بأحقاده، ولكن علي ألا يتعدي ذلك بالتدخل في اختيارات الشعب المصري، وتوهم أنه يستطيع الإساءة لهذا الشعب العظيم صاحب حضارة آلاف السنين، والذي عرف معني الدولة، يوم كان العالم من حوله يعيش في فوضي وهمجية، وساهم في نشر العلم والحضارة للعالم كله. وإذا كانت مصر تحترم دائماً خيارات الشعوب ولا تتدخل فيها، فإنها حريصة أيضاً علي أن يحترم العالم كله خيارات شعبها، وأشقاؤها العرب يجب أن يكونوا هم الأحرص دائماً علي ذلك. أما علي المستوي الداخلي.. فإنني أحمل الرئيس مرسي مسئولية تأمين جميع المصريين وليس المقبوض عليهم فقط في الإمارات وفي غيرها من الدول، وأثق في قدرته علي ذلك. ملحوظة: لم أجد أي اهتمام من نقابة الصحفيين التي استولي عليها »الحنجوريون الثوريون« بأن أحد المقبوض عليهم هو الزميل أحمد جعفر عضو النقابة.. وعلها رأت فيه عدواً وفرحت فيه!!