تخطو مصر حاليا نحو مرحلة جديدة في العلاج باستخدام الخلايا الجذعية لاستعادة نسبة كبيرة من وظائف الكبد في حالات الاستسقاء والفشل الكبدي بصورة تعيد المريض لحياة شبه طبيعية . هذا العلاج الذي يبدأ تطبيقه في القريب العاجل بمستشفي أحمد ماهر التعليمي كان ضمن الأبحاث الهامة التي تطرق اليها المؤتمر الثاني عشر لمعامل الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والذي تناول الجديد في دلالات الأورام وأبحاث النزف والتجلط. تقول د.عزة منيب أمين عام مساعد المستشفيات التعليمية وسكرتير المؤتمر أن الخلايا الجذعية تستخدم حاليا في علاج كثير من الأمراض المزمنة التي قد تحتاج لجراحة دقيقة تكون فيها نسبة النجاح قليلة أو تكبد المريض تكاليف باهظة . ويتم الحصول علي الخلايا الجذعية من خلال عينة دم من نفس المريض ومعالجتها لاعادة زرعها بداخله أو يتم أخذها من بنوك الحبل السري وهي خلايا آمنة لاتحمل أي صفة وراثية وتتم اضافة بعض المنشطات والانزيمات الكيماوية اليها لتحويلها الي النسيج الخاص بالعضو المطلوب تنشيطه. وأكدت د. عزة استشاري التحاليل الطبية أن استخدام الخلايا الجذعية يمثل طفرة في طرق العلاج فقد حقق نسبة نجاح كبيرة في علاج الكبد والسكر والأعصاب بالخارج كما أنه يحول دون تعريض المريض لمضاعفات الجراحة والتخدير وأضافت أن هذا العلاج صرح باستخدامه في مصر بعد تكوين اللجنة العليا للخلايا الجذعية في وزارة الصحة برئاسة د.عبد الحميد أباظة في عام 2011 حيث قامت بدراسة بروتوكولات العمل والاتفاق علي اختيار مستشفي أحمد ماهر التعليمي من هيئة المستشفيات التعليمية لتكون مركزا لعلاج مرضي الكبد في المراحل المتقدمة بالخلايا الجذعية . ويستقبل المستشفي حاليا الحالات المصابة بالاستسقاء والتليف الكبدي والفشل الكبدي حتي تخضع للعلاج الجديد بدلا من تعرضها المستمر لعمل »بزل« وقد ثبت أن العلاج بالخلايا الجذعية يقضي علي الاستسقاء ويعيد وظائف الكبد بدرجة كبيرة تجعل المريض يعيش حياة شبه طبيعية. فوق الخمسين وفي مجال دلالات الأورام أوضحت د.ايمان كامل استشاري التحاليل الطبية بمستشفي المطرية التعليمي أن العالم كله يسعي لتقليل حدوث مرض السرطان والذي زاد انتشاره في السنوات الأخيرة مما يكلف المريض مبالغ كبيرة ويمثل عبئا اقتصاديا علي الحكومات بسبب العلاج المدعم . وأكدت أن دلالات الأورام لم يثبت حتي الآن فاعليتها في التشخيص فقد ترتفع في شخص طبيعي وتظهر منخفضة في شخص مريض لسبب غير معلوم .ولذلك فإن التأكد من الاصابة بالسرطان لابد أن يتم عن طريق أخذ عينة من أنسجة الورم لتحليلها لمعرفة ما اذا كان حميدا أو خبيثا مشيرة لخطأ الاعتقاد بأن أخذ العينة يسبب انتشار المرض في الجسم. وأضافت د. ايمان أنه ثبت علميا وجود دلالات أورام تختص بأعضاء معينة مثل PSA الخاص بسرطان البروستاتا وهو الأكثر انتشارا بين الرجال . ويجب عمل هذا التحليل طبقا لأحدث الأبحاث العلمية علي جميع الرجال فوق الخمسين، فاذا ظهر ارتفاعه يتبعه تحليل FREE PSA لحسم الامر فلو كان مرتفعا يجب أخذ عينة من البروستاتا. ولذا فإن اكتشاف الورم مبكرا واستئصاله يحول دون انتشاره في الجسم وتحدد دلالات الاورام الاخري قرار العلاج ونوعيته وتقييم مدي استجابة المريض له. كما أن دلالات الأورام تكشف عما اذا كان الورم أساسيا أم ثانويا. وبعد انتهاء علاج مريض السرطان لابد من اجراء تحليل دوري كل 3 شهور في نفس المعمل وبنفس الطريقة حتي يمكن مقارنتها بدقة بالتحاليل السابقة. وتعد الدلالات الجينية هي أحدث وسيلة للكشف عن الاورام حيث يتجه العالم الآن للاعتماد علي الخريطة الجينية للانسان. فقد تبين أن حدوث السرطان يرجع لتكوين جيني وتوجد هذه الدلالات الجينية في كبري المعامل في مصر. لمنع الجلطات وعن الجديد في مجال مضادات التجلط تقول د. مني نصار رئيس قسم المعمل بمستشفي الساحل التعليمي أن هناك أدوية حديثة حاليا تمنح لكبار السن لمنع حدوث تجلط داخل الأوعية الدموية مما يسبب الاصابة بالجلطة وهي أكبر المشاكل التي يتعرض لها المسنون، علما بأن هذه الادوية لا تمنع تجلط الدم بصورة طبيعية عند حدوث جرح. وأكدت د. مني نصار أن كثيرا من أصحاب الامراض المزمنة والسرطانية لديهم مشاكل في النزف والتجلط تحتاج لمتابعة معملية لضبط جرعة مضادات التجلط. ويشمل ذلك مرضي القلب والضغط والكوليسترول والدهون الثلاثية والفشل الكلوي والسكر والروماتويد خاصة من يعانون مشاكل في النزف والتجلط لأن لديهم قابلية لحدوث جلطة دموية. كذلك يجب علي الاشخاص الاصحاء عمل تحليل سنوي يشمل صورة دم كاملة وأبحاث النزف والتجلط ووظائف الكلي والكبد.