محمد عبدالقدوس قال صديقي الحائر في عصبية: السنة التي نودعها بعد أيام أراها »زي الزفت«! عام كبيس بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني! قلت له بهدوء: هذا كلام غير موضوعي.. هناك أشياء حلوة وأخري بالغة السوء. كاد صاحبي أن ينفجر في وجهي وهو يصيح: ما هذا الذي تقوله؟ »بامارة إيه فيه أشياء حلوة كما تزعم ياحضرة! أنت بتقول أي كلام«!! واعترف لكم أنني كدت أن أفقد أعصابي، لكنني كظمت غضبي بصعوبة.. وقلت: »هذه ليست طريقة مناقشة.. خليك هادئ وبلاش مقاطعة« وبعد أن وعدني بذلك قلت حدث في عام 2102م أمر لم يحدث في تاريخ مصر منذ إنشائها علي يد »مينا« موحد القطرين!! سألني صاحبي في لهفة ودهشة عن هذا الحدث فقلت فوز رئيس الجمهورية ب15٪ فقط من أصوات الناخبين وأراها أشرف من الخمس تسعات المعهودة التي كان يحصل عليها دوما فراعنة مصر، وفيها يقوم الأموات بالتصويت جنبا إلي جنب مع الأحياء! رد بابتسامة بعدما هدأت أعصابه: أيوه صحيح.. أنا كنت ناسي هذا الحدث.. وأنا شخصيا انتخبت الدكتور مرسي، وكان من المستحيل اختيار خصمه عدو الثورة أحمد شفيق! تجاهلت كلامه قائلا: والحدث الثاني الي أعجبني جدا في العام الذي نودعه انتهاء الحكم العسكري الذي كان جاثما علي أنفاسنا منذ عام 2591 كانت ضربة معلم من الرئيس عندما قال للمشير طنطاوي ورفاقه في المجلس العسكري: مع السلامة واقعدوا في بيوتكم. قال صاحبي: لكن الرئيس مرسي أصابنا بعد ذلك بخيبة أمل شديدة.. هل تنكر ذلك؟ كانت إجابتي: بدايته كانت جيدة، لكن الإعلان الدستوري الذي أصدره كان بالغ السوء وأفقده الكثير، وأنا شخصيا اعترضت عليه بشدة من قلب الإخوان المسلمين الذين أنتمي إليهم، ولم أقبل أن يحصل بمقتضي هذا الاعلان علي سلطات واسعة ولو بصفة مؤقتة تضاهي صلاحيات مبارك الذي شاركت منذ البداية في الثورة عليه.. وربما يستر في العام الجديد.