محمد عبدالقدوس سألني: ما هذا الذي يجري في بلدنا؟ أخشي علي مصر من هذا الانقسام الذي نراه، وتلك الجبهات التي يتربص بعضها ببعض، وأخشي أن تتطور المواجهات الحادة بين القوي السياسية يوما إلي قتال مسلح يتم فيه الاحتكام الي السلاح!! أما المشاكل التي يعاني منها رجل الشارع العادي، فحدث ولا حرج خاصة في الانفلات الأمني، وانقطاع الكهرباء، وغلاء الاسعار.. وختم صاحبي كلامه قائلا: بصراحة أنا خائف ومتشائم من المستقبل!! وفوجيء محدثي أنني أبتسم بعد سماع كلامه: وكان يتوقع أن أكون مثله في حالة حزن وتجهم وسخط علي الاوضاع القائمة وكانت مفاجأته أشد حينما قلت له: أنا متفائل يا حضرة المتشائم!! سألني في حدة: هل تسخر مني، دلني علي أي شيء تبني عليه تفاؤلك هذا؟ قلت له في هدوء: أولا الانسان الذي يحب ربه ويؤمن به لا يعرف النظرة السوداء للأمور وصدق القرآن الكريم: »ومن يتوكل علي الله فهو حسبه«، ثم أن ربنا حافظ لمصر وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم أكثر من مرة وكل ما تراه حاليا يا صديقي شيء طبيعي، ولا تنسي أن بلدنا في حالة ثورة.. قامت بهدم البناء القديم وفي طريقها حاليا الي بناء نظام جديد قوي وراسخ بإذن الله ، وبين القديم والجديد لابد أن تمر بلادنا بحالة اضطراب، وشهدنا أزمات عديدة منذ قيام الثورة، وكانت كل واحدة منها أشبه بكارثة، ولكننا في كل مرة حفظنا الله وخرجنا سالمين، والحمد لله بدأت بلادي تعرف طريقها الي الاستقرار منذ انتخاب أول رئيس مدني لها الذي فاز بصعوبة بنسبة 15٪ من الاصوات، والفوز في حد ذاته بهذه الطريقة تدعونا إلي التفاؤل حيث كان المعتاد خلال الستين عاما الماضية أن يفوز كل من يحكم مصر بالخمس تسعات الشهيرة، لكن الدنيا والحمد لله تغيرت إلي الأفضل والأحسن والأجمل.