يبدو أن هذا الشعب قد كتب عليه أن يعيش معذباً يصارع الزمن ورغم ان ثورته في 52 يناير قد اعطته الأمل في الاستقرار وفي مستقبل أفضل إلا أن ما يحدث الآن من انقسام وفرقة بين أبناء الوطن الواحد يدفع بنا نحو المجهول وتحويل الوطن إلي ساحة للصراع والفوضي وتضييع الوقت وتدمير لأي بارقة أمل في المستقبل.. فلمصلحة من تصل الجماهير إلي هذا الحد من الاحتقان ويصل الوطن إلي هذه الحالة من التمزق وتتحول الميادين والشوارع إلي ساحات للقتال والدم.. ولمصلحة من كل هذا الإصرار علي تمرير الإرادة قهراً فيضيع الأمن والأمان ويتربص كل بالآخر وتحتشد الميليشيات والاتباع لإراقة الدماء وإشعال نيران الفتنة وإهانة المواطنين المسالمين.. ولمصلحة من تغليب لغة الاستقواء والكيد والمغالبة ولمصلحة من يتم إدخال الوطن في هذا النفق المظلم ولا يتم التراجع عن أسباب الخلاف للخروج الآمن من تلك الفتنة السياسية.. لمصلحة من كل هذه الأزمة التي وصلت بنا إلي طريق مسدود في ظل تعنت وصلف وإصرار علي فرض الرأي والارهاب الفكري والنفسي والبدني.. ولمصلحة من لا يتم التخلي عن العناد لتلتقي كل التيارات في جو ودي يعيد الثقة لوأد الفتنة وإنقاذ الوطن من خطر يعصف بمستقبله.