المرجح ان السادات رحمة الله عليه كان يرغب في استعادة سيناء وفقط. وبهذا يحقق مكسبا سياسيا مصريا وشخصيا. ولم يكن يدري ان جماعات التطرف الاسلامي التي تحالف معها ضد قوي اليسار المصري سوف تحتل سيناء. وتتغلغل في دروبها وجبالها. واسرائيل كانت وستظل الراعي الاول لهذا التطورالتاريخي لانجاز السادات.ولن تتنازل اسرائيل مطلقا الا بقوة مصر عن نفوذها المشمول برعاية الملحق الامني لاتفاقية كامب ديفيد والتي لن توافق علي التفاوض حوله الا اذا رأت من مصر القوة القادرة علي فرض هذا الحوار والتفاوض حتي لو لم يرض الراعي الامريكي للاتفاقية والحامي الاول لاسرائيل.وامريكا كانت مشغولة بالانتخابات الرئاسية.والان الرئاسة المصرية مطالبة بدعوة الجانب الامريكي لارغام اسرائيل او علي الاقل اقناعها بالحسني للوصول الي مائدة اعادة التفاوض علي الملحق الامني .ولابد من هذا الموقف والا ستصبح مقولة ان النظام الحاكم في مصر الان يعيش في جلباب المخلوع في تعامله مع ماما امريكا.وان الاخوان لن تواجه امريكا او تعاديها من اجل اسرائيل.وهنا لابد من اعادة نظر الدولة في تعاملها مع سيناء الي حين حل مشكلة الملحق الامني.وان تسعي الدولة بكل ما اوتيت من قوة الي فرض نفوذها. حتي لو خالفت نصوص الكامب.وان تفرض نفوذها علي البوابة الشرقية لمصر. وأن يشعر المصريون انهم اصحاب هذه الارض وليست اسرائيل او تنظيم القاعدة او جيش الاسلام او غيرها ممن يجوبون سيناء طولا وعرضا ولا يتم السيطرة عليهم.والشاهد الان ان نفوذ الدولة ناقص في سيناء .ونفوذ قوي التطرف متغلغل.وان الرعاية الاسرائيلية تسمح لهذه الفصائل بالدخول الي العمق المصري.ولا تسمح لها بالخروج مرة اخري. وخير شاهد ما تم مع قتلة شهداء رمضان عندما حاولوا الهروب الي فلسطينالمحتلة.وتدميرهم بنيران الاباتشي عندما اقتربوا من اول برج مراقبة اسرائيلي. واذا كانت الدولة تسعي الي معالجات او مسكنات. فإن ردود جماعات الظلام المسلح تكون موجعة.ودم الشهداء يكون ثمنا غاليا للدور المتبجح والمتواطئ لهذه الجماعات بالرعاية الاسرائيلية. واذا كانت قوات الجيش والشرطة تحاول بيد مغلولة فيجب ان نقول للشعب ونعترف اننا لن نستطيع السيطرة علي ارضنا ما دامت اسرائيل تضع الملحق الامني سيفا مصلتا علي رقاب المصريين.وهنا يجب الالتفات الي ان هذه الخطوة الاولي لاضاعة جزء عزيز جدا علينا من ارضنا المصرية.وهذه البقعة الطاهرة ارتوت بدماء الالاف من الشهداء دفاعا عن الوطن.وان ضياعها يدخل في سياق مخطط التقسيم الذي يتوهمون تنفيذه علي مجمل الاراضي المصرية في زمن ربما يصل الي 20 عاما او اقل.واذا نجحوا في بداية التقسيم عبر سيناء. فإن بقية الوطن سوف يتوالي تحريك السكين فيه لتكون الكعكة المصرية قطعة حلوي تلتهمها اسرائيل ومن وراء اسرائيل.واذا كنا نرصد البدايات بإعلان الدولة القبطية والتي يدعون أن لها تمثيلا دبلوماسيا في 9 دول اوربية .ثم رايات انفصال النوبة .وبعدها الاعلام السوداء التي غطت سيناء والعريش منذ انطلاق انتخابات الرئاسة.واخيرا اعلام الصعيد ذات النجوم التسع واللونين الازرق والاصفر. إنها نواقيس الخطر تدق.وسنظل ندقها الي أن يفيق الجميع او ينتفض الوطن لحماية اركان الدولة.والا سنظل نغني وراء النظامين الساداتي والمخلوع اغنية الرائعة شادية :سينا رجعت تاني لينا ومصر اليوم في عيد.حقيقي سيناء رجعت لمصر ولا لاسرائيل ؟!!.