بدأت مصر جولة من المفاوضات الشاقة مع صندوق النقد الدولي أمس من أجل الحصول علي قروض تقترب من 12 مليار دولار ضمن حزمة تمويلية أكبر تسعي مصر للحصول عليها تقترب من 21 مليار دولار من عدة مصادر دولية.. هذا الدواء المر يعني أن الحكومة لم تجد مفرا بعد أن نضب المعين، وتوقفت عجلة الانتاج، ولم يعد لدينا غير الكلام والتناسل.. ويعني اننا سنتجرع جميعا الدواء المر ومن لا تعجبه قسوة هذه الأيام، فلينتظر الأكثر قسوة.. بالتأكيد سيكون هناك تبعات للاتفاق مع صندوق النقد فيما يتعلق بالدعم الذي يقدم، ولمن يقدم، بالتأكيد سوف ترتفع أسعار الخدمات، وسوف نضطر لدفع فاتورة كهرباء أعلي، ما دمت سيادتك تشعل التكييف علي الفاضي والمليان بالساعات حتي لو لم تكون في الغرفة.. بالتأكيد سترتفع أسعار البنزين، ومعها أسعار النقل والمواصلات، ومن ينتظر غير ذلك إنما هو واهم. نحن أمام وضع صعب، ويجب علي الرئيس أن يصارح الشعب بقسوة الأوضاع الاقتصادية، بداية العلاج أن يعرف المريض أنه أصلا مريض، أما أن يرفض فكرة المرض أصلا، أو يعرف ويتصرف كأنه سليم فتلك هي الكارثة. الأمر صعب، لكنه ليس سوداويا، والصندوق نفسه يقول إننا نملك امكانيات الخروج من النفق، وإلا ما أقدم علي فكرة اقراض مصر. يبقي الأهم أن نضع اقدامنا علي أول الطريق، وتنطلق القاطرة، وهو ما لم يحدث حتي الآن للأسف الشديد.