تولت تيريزا ماي مهام رئاسة الحكومة البريطانية عقب تكليفها بذلك من قبل الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، علي إثر تقديم رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون استقالته رسميا إلي الملكة. وحث كاميرون رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي علي أن تبقي بريطانيا علي صلة وثيقة بالاتحاد الأوروبي، وذلك في آخر جلسة أسبوعية حضرها كاميرون للرد علي أسئلة النواب في مجلس العموم قبل زيارته للملكة. وقال كاميرون «نصيحتي لخليفتي التي هي مفاوض بارع هي محاولة الإبقاء علي أوثق صلة ممكنة بالاتحاد الأوروبي لمصلحة التجارة والتعاون والأمن» مضيفا أن «هذا سيكون جيدا للمملكة المتحدة ولاسكتلندا». وكان كاميرون قد توجه إلي قصر باكنجهام لتقديم استقالته رسميا للملكة اليزابيث الثانية كما تقضي الأعراف تاركا «مهمة جبارة» لخليفته تيريزا ماي وهي تطبيق قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي تسبب في استقالته. جاء ذلك بعد جلسة استجواب لكاميرون في مجلس العموم للمرة الأخيرة كرئيس للوزراء قبل ان يدلي بكلمته الأخيرة أمام الصحفيين. وقال كاميرون لصحيفة «ديلي تليجراف»: «إنه في الوقت الذي أغادر فيه منصبي، آمل أن يري المواطنون بلدا أقوي. لقد كان شرفا لي أن أخدم هذا البلد الذي أحبه.» وذكرت صحيفة «الجارديان» أن ماي (59 عاما) تخطط لتعزيز دور النساء في الحكومة الجديدة، إذ إنها تعتزم ترقية بعض حليفاتها في حزب المحافظين إلي مناصب رئيسية. وأضافت الصحيفة أن وزيرة الطاقة الحالية «آمبر رد» ووزيرة التنمية الدولية «جستين جرينينج» تتصدران قائمة من سيتم ترقيتهن. ومن المقرر أن تعلن رئيسة الوزراء الجديدة أسماء الوزراء في حكومتها خلال ساعات. وترث ماي المعروفة بشخصيتها القوية وهي ابنة قس، بلدا يشهد انقسامات كثيرة ويشكك في مستقبله بعد الاستفتاء. وذكرت صحيفة « الجارديان» انها «تتولي مهامها في مرحلة كانت قد طرحت معضلة حتي لونستون تشرشل» لإظهار صعوبة المهمة الملقاة علي عاتقها بين المشاكل الاقتصادية وضغوط القادة الأوروبيين لتطلق بريطانيا في اسرع وقت اجراءات الخروج من الاتحاد. وتعلق الأسواق آمالا كبري خلال الأيام الأولي من تولي رئيسة الوزراء الجديدة مهامها، بحثا عن استقرار بعد صدمة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.وقال نيل ويلسون من مؤسسة «اي تي اكس كابيتال» المالية ان «تعيين تيريزا ماي اعطي زخما للجنيه في حين بدأ يتبدد الغموض الذي اعقب قرار بريكست». وفي الوقت الذي سيكون للبلاد مسئول جديد، تشهد المعارضة العمالية ازمة زعامة حادة جراء انعكاسات نتائج الاستفتاء.وحقق زعيم الحزب جيريمي كوربن الذي لم ينجح في ان يفرض نفسه لدي غالبية من كوادره، انتصارا كبيرا علي معارضيه بعد ان قررت اللجنة التنفيذية للحزب السماح له بأن يترشح بشكل تلقائي في الانتخابات الجديدة لرئاسة حزب العمال.إلا ان القرار «لن يحل مشاكل حزب العمال» بحسب صحيفة «ديلي ميرور» اليسارية التي اضافت ان «السم الذي يجري في عروق حزب العمال يحول دون التوصل إلي حل ايجابي».اما صحيفة «تايمز» فأوردت ان حزب العمال امام «خطر انفجار دام».وأعلن أوين سميث وهو نائب بالبرلمان البريطاني عن حزب العمال المعارض أنه سيرشح نفسه أمام كوربن علي زعامة الحزب في الانتخابات المقبلة. من جهة اخري، ولم يخف القادة الأوروبيون نفاد صبرهم بانتظار ان توضح الحكومة البريطانية موقفها وذلك لتبديد القلق الناتج عن الاستفتاء الذي جري في 23 يونيو الماضي. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند سيعقد «قمة او لقاء» حول تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في «اواخر اغسطس المقبل» مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي.