يخوض الاخضر الابراهيمي مبعوث العرب والعجم لحل الازمة السورية شوطا جانبيا لوقف ما يجري علي الارض السورية ولو مؤقتا ويركز اليوم خلال زيارته لدمشق علي مشروع الهدنة او وقف اطلاق النار بين السوريين خلال 4 ايام هي عطلة عيد الاضحي واذا حصل المبعوث علي موافقة كل السوريين علي هذا الوقف او الهدنه فإن احترامها او الالتزام بها لن يكون مضمونا بأي شكل من الاشكال.كما ان ما يسعي اليه الاخضر لا توجد له حتي الان اي آلية للتنفيذ ولكن اذا تمكن الابراهيمي من تحريك قوات" اليونيفيل" التابعة للامم المتحدة من لبنان الي سوريا وهذا شئ من الصعوبة تحريكه إلا بقرار من مجلس الامن الدولي.وفي هذا تحول نوعي في التعامل مع المشكلة السورية.لان اي ارض سوف تقف عندها اي قوة دولية سوف تشكل حدودا جديدة وواقعا آخر علي الارض السورية وبهذا يتم دق اساس او اعمدة وعلامات للتقسيم الجغرافي بين السوريين وهنا يكون معني الرحمة والعذاب في الهدنة او وقف اطلاق النار وبداية في رسم سيناريو التقسيم الفعلي للجمهورية العربية السورية.وهذاالذي لن يقبله جموع السوريين من دولة الاسد ومعارضيها واذا كان الابراهيمي يجتهد في تنفيذ مقترحه إلا ان التنفيذ اذا لم يتم بأيدي السوريين انفسهم فلن تكون هناك هدنة او وقف لاطلاق النيران المتصاعدة.وسيكون الشعب السوري هو الاضحية الفعلية في عيد الاضحي.واتصور ان الابراهيمي اليوم في حواره مع وليد المعلم وربما يلتقي الاسد لايجب ان يتوقف عند طرح فكرته التي تحمل ظاهرا انسانيا. ولكن يترك تنفيذها لاهلها.لانها لن تتم تحت اي ظرف بايدي غيرهم.وعلي الجانب الاخر فعلي الابراهيمي ان يكمل حواراته التي بدأت في جولته الثانية في المنطقة بعد حواراته علي هامش الجمعية العمومية. ولقد ذهب الابراهيمي الي السعودية وايران وتركيا والقاهرة ولبنان واليوم في دمشق. ولم يتبق له في هذه الجوله المهمة سوي موسكو وبكين. وسوف تكتمل الرؤي التي بدأت تتضح له بشكل واقعي.وهو الان امام ارادتين الاولي سمعها في جدة وانقرة والقاهرة.ومقابلها كانت رؤية ايران.والطرح الاول يشير الي ضرورة رحيل الاسد ونظامه.وتطبيق الرؤية الاولي التي ولدت في الجامعة العربية وتبنتها الاممالمتحدة ومجلس الامن. وتتم من خلال تبادل السلطة بشكل تدريجي ولا يكون للاسد وجود فيها.والطرح الايراني يؤمن ايضا بالتحول التدريجي وتبادل السلطة ولكن من خلال وجود الاسد وادارته لهذه العملية ويوجد مشترك بسيط بين هاتين الارادتين.وربما يتمكن الابراهيمي خلال زيارته المقبله لروسيا والصين من اختراق موقفها الداعم للاسد ونظامه من خلال مصالح تختلف عن المصالح العربية علي الارض في هذه الازمة رغم ان العرب يستطيعون سحب الموقف الروسي والصيني الي ارضية المصالح العربية الاكبر بينهم وبين موسكو وبكين.وهذه تحتاج الي اتساع المطبخ الذي شكله الابراهيمي من خلال مكتبه الجديد في الجامعة العربية وخبرة الخارجية المصرية.ويجب ان يضاف لها الخبرات السعودية والقطرية كطرف اساسي في تمويل العمليات المنتظره من خلال ما تقوم به تركيا .وفتح الطرق داخل سوريا لقوات الجيش الحر.وايضا تعمل تركيا كرأس حربة لقوات الناتو في تمهيد الارض لكسر عظام الاسد الصغير. وقد حصلت تركيا امس علي دعم دولي وغربي من خلال اجتماعات الاتحاد الاوربي والتي اختتمت اعمالها منذ ساعات.والمشهد الان سوف يكتمل في موسكو وبكين ويكون امام الابراهيمي الاستمرار او اعلان انسحابه كما فعل كوفي عنان.فهل ستنجح الهدنة في فتح الطريق لحل الازمة ام تزيدها تعقيدا ؟!!