أكدت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم أن نجاح مشروع الهدنة التي يقترحها الوسيط العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي مرهون بوقف كل ألوان الدعم الخارجي للنظام السوري. وأبدت هذه الصحف مخاوفها من ان تستغل القوى المؤيدة للنظام السوري الهدنة التي يدعو إليها الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي من اجل إمداد النظام بمزيد من الدعم المادي واللوجيستى حتى يعيد تنظيم صفوف قواته بعد الهدنة ويصير أكثر قدرة على دحر الثورة وتصفية المعارضين.
وقالت صحيفة "اليوم" تحت عنوان (دعوة الإبراهيمي.. هدية نظام الأسد ورعاته) أن دعوة الأخضر الإبراهيمي لوقف الحرب الوحشية التي يشنها نظام الأسد على سوريا، تمثل عجزا من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العبثية.
وأضافت الصحيفة:أن دعوة الإبراهيمي لوقف الحرب بمناسبة عيد الأضحى، ستكون مناسبة لو يضمن الإبراهيمي التزام النظام ورعاته ، وامتناعهم عن تحريك أي قواتٍ أو
ميليشياتٍ تابعة لنظام الأسد، ووقف الإمدادات العسكرية من طهران وموسكو، وإن لم يضمن الإبراهيمي هذه الالتزامات فان هذه الهدنة حتما ستصب في صالح النظام .
وختمت "اليوم" بالقول: بهذه الإستراتيجية نجحت طهران وموسكو في التلاعب واللعب مع المبادرات العربية والدولية. وفي النهاية أهدتا إلى نظام الأسد ما يقرب السنتين من البقاء في الحكم على أمل أن تتغيّر المعادلات الدولية والموازين والمصالح ويفوز بالبقاء.
من جانبها تساءلت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان (هل يقع الإبراهيمي في الفخ؟) ، الوسيط الدولي العربي في القضية السورية الأخضر الإبراهيمي دبلوماسي مخضرم عايش الصدامات والحروب الإقليمية المعقدة المتصلة بالصراعات الدولية، وهو ذو نفس طويل، متمرس في تمرير المشاريع والأفكار إلى المختلفين بأكثر من صيغة.
ورغم تأكيد الإبراهيمي أنه لم يقدم خطته بعد وأنه في مرحلة استكشاف النوايا والتعرف على المواقف الثابتة للأطراف كلها إلا أن المتداول من المعلومات يشير إلى عدم حماس الدول المؤيدة لحقوق الشعب السوري في تمكينه من اختيار نظامه ومن يحكمه لما طرحه الوسيط الأممي.
وأوضحت بالقول: يذهب البعض إلى أكثر من عدم الحماس حين يرى أن أفكار الإبراهيمي للحل لا تختلف كثيرا عن الخطة الإيرانية الداعية إلى مرحلة انتقالية بإشراف بشار ثم إيقاف إطلاق النار وإيقاف دعم المعارضة ثم الدخول في حوار وطني يمهد لانتقال السلطة.
وتابعت: وإذا صح ما تسربه بعض المصادر الدبلوماسية والإعلامية عن خطة الإبراهيمي ومقارنتها بالتصور الإيراني المعلن يتضح تقارب المشروعين إلى الدرجة التي يظن معها أن الإبراهيمي مهدد بالوقوع في فخ إيران وتمرير تصورها للحل، وهو تصور لا يخفي انحيازه لنظام بشار بل يرى أن المعركة معركتهم جميعا.
ورأت صحيفة "المدينة" أن مبادرة الإبراهيمي ل" عيد أضحى بلا حرب" تستحق الاهتمام، فهي ليست مجرد لفته إنسانية، أو استراحة محارب سيعاود الحرب بعد انتهاء أيام الأضحى، لكن قبول الأطراف بها واستعدادهم للالتزام بمقتضياتها يشير إلى إمكانية الحصول على هدنة طويلة يمكن التفاوض خلالها حول حل سياسي يضع نهاية للمأساة الدائرة في سوريا، دون التفريط في أهداف ثورة الشعب الثوري وتضحياته من أجل تحقيقها. مواد متعلقة: 1. 38 قتيلا سوريا اليوم.. والعربي يدعو للاستجابة لنداء الهدنة 2. "نيويورك تايمز": تأييد إيران وتركيا للهدنة في سوريا 3. الإبراهيمي: وقف المعارك بالعيد يمهد لهدنة حقيقية بسوريا