سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أول وزير خارجية مصري في إسرائيل منذ 9 سنوات شكري : زيارتي تأتي في توقيت مهم وحرج لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
نتنياهو: الزيارة تدل علي تحسن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب
أكد سامح شكري وزير الخارجية ان الزيارة التي قام بها إلي إسرائيل أمس تأتي في إطار جهد مصري نابع من شعور بالمسئولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولاسيما الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين عانا لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموي البغيض. تأتي الزيارة في إطار الرؤية التي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في السابع عشر من مايو الماضي لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ووضع حد نهائي لهذا الصراع الطويل. جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها وزير الخارجية امس خلال زيارته إلي اسرائيل وهي الاولي لوزير خارجية مصري منذ 9 سنوات. عقد شكري جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعقبها مؤتمر صحفي مشترك. وقال إن الزيارة التي أقوم بها إلي إسرائيل تأتي في توقيت مهم وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع فلسطيني/إسرائيلي امتد لما يزيد علي نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت علي جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لحدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلي في العيش في أمان واستقرار وسلام. وأشار شكري إلي أن ما يزيد من هشاشة الأوضاع في الشرق الأوسط وخطورتها، ذلك التنامي والانتشار المخيف لظاهرة الإرهاب، وما باتت تمثله من خطر وجودي علي شعوب المنطقة، بل والعالم أجمع، دون استثناء أو حصانة لأي شخص أو جماعة أو شعب. ويضاف إلي ذلك امتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في منطقتنا، وما يصاحبها من معاناة إنسانية خطيرة تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط لعهود طويلة قادمة. واضاف : أن انجاز السلام إذا تحقق ستكون له آثار إيجابية علي منطقة الشرق الأوسط، واستعداد مصر للإسهام بفاعلية في تحقيق هذا الهدف استناداً إلي تجربتها التاريخية في تحقيق السلام والثقة التي تحظي بها كداعمة للاستقرار ونصير لمبادئ العدالة. وتقدر مصر الثقة التي يوليها الطرفان والمجتمع الدولي فيها نتيجة التزامها بالسلام والاستقرار والعدالة. وقال وزير الخارجية انطلاقاً مما تقدم، فقد قمت في التاسع والعشرين من يونيو الماضي بزيارة مهمة إلي رام الله، التقيت خلالها مع القيادة الفلسطينية، وأجرينا حواراً مطولاً. وهأنا اليوم أزور إسرائيل لاستكمال نفس الحوار، كي نهتدي معا إلي خطوات جادة علي الطريق السليم لتفعيل مقررات الشرعية الدولية واحترام الاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع من أجل تحقيق حل الدولتين. فالثقة المطلوب تحقيقها هي تلك القائمة علي العدل والحقوق المشروعة... واحترام حق الآخر في الحياة في سلام واستقرار... والرغبة المتبادلة في التعايش السلمي في دولتين مستقلتين إلي جوار بعضهما البعض في سلام وأمن. وأكد سامح شكري أنه منذ توقف محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إبريل 2014، والأوضاع علي الأرض تمر بتدهور مستمر، سواء الأوضاع الإنسانية أو الأمنية أو الاقتصادية. فمعاناة الشعب الفلسطيني تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، وحلم السلام والأمن يصبح بعيد المنال عن الشعب الإسرائيلي طالما بقي الصراع. ولم يعد من الممكن القبول بمنطقية مقولة «الحفاظ علي الوضع الراهن» باعتبارها أفضل ما يمكن تحقيقه من آمال وطموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. فالوضع الراهن، وللأسف، ليس مستقراً أو ثابتاً، ولا يتناسب مع تطلعات وطموحات الشعبين، أو شعوب المنطقة والعالم، المتطلعة إلي السلام والأمن والاستقرار. وأختتم شكري كلمته قائلا: إن رؤية حل الدولتين ليست ببعيدة المنال، وهناك الكثير من الأفكار والمبادرات المطروحة التي يمكن أن تسهم في ترجمته إلي واقع عملي، إلا أن تنفيذ تلك الرؤية يقتضي اتخاذ خطوات جادة علي مسار بناء الثقة، وتوافر إرادة حقيقية غير قابلة للتشتت أو فقدان البوصلة تحت أي ظرف من الظروف. وأود التأكيد علي أن التزام مصر بدعم حل عادل وشامل ودائم للنزاع «الفلسطيني - الإسرائيلي»، وبدعم السلام والأمن في الشرق الأوسط، هو التزام أصيل وثابت، وأن القيادة المصرية جادة في اعتزامها تقديم كل أشكال الدعم لتحقيق هذا الهدف. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة شكري لتل أبيب مؤكداً أن اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر هو حجر الأساس للاستقرار في المنطقة. وقال انه يثمن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط داعيا الفلسطينيين إلي اعتماد الموقف الشجاع لمصر والاردن والانضمام إلي المفاوضات المباشرة باعتبارها الطريقة الوحيدة للوصول إلي السلام علي اساس حل الدولتين بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال نتنياهو ان زيارة وزير الخارجية سامح شكري بتعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسي ونحن نرحب به.