مع دقات الساعة التاسعة مساء اليوم بتوقيت القاهرة تتوجه انظار عشاق ومحبي الساحرة المستديرة في كل مكان صوب ستاد دو فرانس لمتابعة المواجهة النارية بين فرنساوالبرتغال في نهائي كأس الامم الاوروبية لكرة القدم يورو 2016. وبين ذكريات نوفمبر المؤلمة واحلام الحاضر الجميل تعيش جماهير فرنسا علي امل ان يتحول استاد دوفرانس الكائن في ضاحية سان دوني بباريس الي عرس كروي اوروبي بعدما حولته طعنة الارهاب الاسود الي ساحة للرماد في فبراير الماضي خلال مباراة فرنساوالمانيا الودية بسبب اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية اودت بحياة 130 شخصا وادت الي سقوط مئات الجرحي وتأمل فرنسا احراز لقبها الكبير الثالث علي ارضها بعد كأس اوروبا 1984 ومونديال 1998 وتبدو فرنسا مرشحة قوية لذلك اذ ترشحها مكاتب المراهنات بارقام مضاعفة عن البرتغال الباحث عن اول القابها الكبري. ويقف البرتغالي كريستيانو رونالدو وكراته الذهبية الثلاث بين فرنسا واحرازها لقبا قاريا ثالثا، عندما يتواجهان الليلة. قال مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد الفوز اللافت علي المانيا بطلة العالم (2-صفر) في نصف النهائي: «هناك حماسة وسعادة في فرنسا. انها قصة رائعة. لا ندعي ايجاد حلول لكامل الشعب الفرنسي، لكن لدينا القدرة علي توليد المشاعر ومساعدتهم علي تبديد مخاوفهم». كان جريزمان (25 عاما) علي ارض الملعب خلال اعتداءات باريس، ونجت شقيقته من موت محتم في الوقت عينه في مسرح باتاكلان، ثم اهدر ركلة جزاء في نهائي دوري ابطال اوروبا ضد ريال مدريد الاسباني، وكانت بدايته بطيئة في المباراة الافتتاحية ضد رومانيا (2-1). لكن «جريزي» فرض نفسه نجما للبطولة وفي المقابل، تعول البرتغال بشكل كبير علي عملاقها رونالدو صاحب الكرات الذهبية الثلاث. ابن ماديرا يبحث عن تسجيل اسمه باحرف ذهبية في تاريخ المنتخب البرتغالي، من خلال تحقيق ما عجز عنه كثيرون من كبار منتخب «سيليساو» واخرهم لويس فيغو. انتظر رونالدو (31 عاما و61هدفا في 132 مباراة دولية) اللحظة المناسبة في نصف النهائي ضد ويلز (2-صفر)، ليطلق رصاصة برأسه بعد تحليقه كالنسر فوق الدفاعات البريطانية، فرفع رصيده الي ثلاثة اهداف بعد ان اصبح اول لاعب يسجل في اربعة نهائيات مختلفة ومعادلا رقم بلاتيني (9 اهداف). يدرك هداف ريال مدريد جيدا، انه بعمر الحادية والثلاثين، لن تسنح له فرصة افضل للحصول علي اول القابه مع منتخب بلاده. يقول لاعب وسط البرتغال جواو ماريو: «نؤمن جيدا بقدراتنا، لقد منحنا المدرب هذه الثقة وروحية الفريق». أكبر مخاوف البرتغال قبل النهائي، الحالة الصحية لقلب دفاعها بيبي، اذ غاب لاعب ريال مدريد عن نصف النهائي بسبب اصابة عضلية في فخذه. وبحال غيابه عن النهائي، سيكون برونو الفيش جاهزا للحلول بدلا منه، فيما يعود لاعب الوسط الدفاعي وليام كارفاليو من الايقاف. كان مشوار فرنسا حتي النهائي متوازنا. اما البرتغال فواصلت «زحفها»، فوصولها الي دور الاربعة للمرة الرابعة في النسخ الخمس الاخيرة والخامسة من اصل سبع مشاركات لم يكن «سلسا» علي الاطلاق رغم ان طريقها لم تكن شائكة كثيرا. ويبحث مدرب فرنسا ديدييه ديشان عن قيادة فرنسا الي المجد بعد تألقه لاعبا في صفوفها. وكان ديشان (47 عاما) اول قائد والوحيد حتي الان لناد فرنسي يحرز دوري ابطال اوروبا (مع مرسيليا عام 1993)، واول قائد فرنسي يرفع كأس العالم عام 1998 ولا شك بانه يريد ان يصبح ايضا اول لاعب ومدرب يرفع الكأس القارية بعد ان توج بها عام 2000. يحظي لاعب مرسيليا ويوفنتوس الايطالي السابق بسمعة الرجل «المحظوظ» في فرنسا، فهل سيكون قادرا علي ترجمة هذه السمعة الي لقب اول مع فرنسا من مقعد المدرب؟. من ناحية اخري ابدي سانتوس المدير الفني للبرتغال جاهزية كتية الاحلام للفوز باللقب لعودتهم بالتتويج.