لم يكن فوز منتخب فرنسا علي أيسلندا 5/2 مجرد نتيجة كبيرة غيرت النظرة للديوك الذين بدأوا كأس أمم أوروبا مرتبكين إلي حد ما.. إنها نظريا تدخل في تصنيف المفاجآت لان أشد المتفائلين لم يكن يظن إحراز خمسة أهداف في مرمي فريق صلب مندفع بدنيا ويجيد الدفاع إنما الاداء الفرنسي هو الذي أعطي مؤشرات جديدة لما يمكن ان تؤول إليه المنافسة في الدور قبل النهائي.. فقد وجه المنتخب الفرنسي انذارا شديد اللهجة لنظيره الالماني بطل العالم وأيضا يطمئن الجماهير والمتابعين إلي أن الموقعة القادمة ستكون مثيرة وممتعة وبين فريقين يملكان نفس حظوظ الوصول إلي المباراة النهائية. ويدين المنتخب الفرنسي الذي اصبح اول منتخب يسجل 5 اهداف في مناسبتين خلال النهائيات (5-صفر علي بلجيكا في الدور الاول عام 1984)، ببلوغه الدور نصف النهائي للمرة الاولي منذ تتويجه الثاني والاخير عام 2000 الي اوليفييه جيرو (12 و59) وبول بوغبا (20) وديمتري باييت (43) وانطوان غريزمان (45) الذين سجلوا الاهداف الخمسة، فيما كان هدفا ايسلندا من نصيب كولباين سيغثورسون (56) وبيركير بيارناسون (84). لم تذق فرنسا طعم الهزيمة امام ايسلندا للمباراة الثانية عشرة بين الطرفين، موعدا في الدور نصف النهائي الخميس المقبل علي «ستاد فيلودروم« في مرسيليا مع المانيا في مواجهة ثأرية وذلك لان منتخب «الديوك» خرج قبل عامين من الدور ربع النهائي لمونديال البرازيل 2014 علي يد «ناسيونال مانشافت» بالخسارة امامه صفر-1. ومن المؤكد ان ايسلندا ورغم الخسارة القاسية تودع البطولة بذكريات جميلة لان بلد ال330 الف نسمة وصل الي الدور ربع النهائي في اول مشاركة له علي صعيد البطولات، وهو خرج من دور المجموعات دون هزيمة بتعادل مستحق مع البرتغال والمجر 1-1 قبل ان يقصي النمسا (2-1) وينتزع المركز الثاني في مجموعته متقدما علي البرتغال. وفي ثمن النهائي، حقق مفاجأة مدوية باسقاطه نظيره الانجليزي العملاق 2-1 علي الرغم من تخلفه بهدف مبكر لكن المغامرة انتهت علي يد منتخب لم يذق طعم الهزيمة علي ارضه في بطولة كبري للمباراة السابعة عشرة علي التوالي (كأس اوروبا 1984 حين توج باللقب وكأس العالم 1998 حين توج ايضا وكأس اوروبا 2016). ولم تشهد المباراة من الناحية الخططية تغييرا في التشكيل.. وإنما عكس تغييرا في إيقا أداء منتخب فرنسا وتحرر نجومه الموهوبين وإجادة اللمسة الاخيرة. واجري ديشان تبديلين علي التشكيلة التي تغلبت علي جمهورية ايرلندا (2-1) في الدور الثاني بهدف تعويض غياب المدافع عادل رامي ولاعب الوسط نجولو كانتي الموقوفين. واشرك ديشان مدافع برشلونة الاسباني الجديد الشاب سامويل اومتيتي (22 عاما) للمرة الاولي علي الاطلاق، ليصبح اول لاعب فرنسي يسجل بدايته مع المنتخب الوطني خلال بطولة كبري منذ ان حقق ذلك غابرييل دو ميشيل في مونديال انكلترا 1966 (ضد المكسيك في الجولة الاولي من الدور الاول). اما بالنسبة لكانتي، فعوضه ديشان بلاعب وسط نيوكاسل يونايتد الانجليزي موسي سيسوكو. وفي المقابل لم يجر مدربا ايسلندا هيمير هالجريمسون والسويدي لارس لاجرباك اي تعديل علي التشكيلة التي فاجأت انجلترا واقصتها من الدور الثاني، لتصبح ايسلندا اول منتخب في تاريخ النهائيات يلعب بالتشكيلة ذاتها في المباريات الخمس الاولي من البطولة القارية. ولم تكن هناك ضغوط علي منتخب أيسلندا لانه ليس مطالبا بأكثر مما وصل إيه.. ولذلك بدأ. اللقاء دون اي عقد اذ كانت صاحبة الفرصة الاولي عبر لاعب الدوري الانكليزي الممتاز مع سوانسي سيتي جيلفي سيجورسون الذي استلم الكرة داخل المنطقة ثم التف وسددها لكن القائد هوغو لوريس كان متيقظا (3). ورد الفرنسيون بتسديدة بعيدة من باييت تمكن الحارس هانيس هالدورسون من صدها علي دفعتين (6)، ثم سرعان ما افتتحوا التسجيل عبر جيرو الذي كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة طولية متقنة من بلايز ماتويدي ثم تقدم قبل ان يطلقها بيسراه بعيدا عن متناول الحارس الايسلندي (12). ولم يكد المنتخب السكندينافي يستفيق من صدمة الهدف حتي اهتزت شباكه مجددا وهذه المرة برأسية من بوغبا اثر ركلة ركنية نفذها باييت (20)، ليسجل لاعب وسط يوفنتوس الايطالي هدفه الاول في البطولة. وحاول الايسلنديون العودة الي اللقاء وكانوا قريبين من ادراك التعادل عبر يون بودفارسون الذي وصلته الكرة من سيغثورسون داخل المنطقة فحولها مباشرة لكنها علت العارضة بقليل (25).