بعد أن خسرت وزارة التربية والتعليم رهانها في تأمين امتحانات الثانوية العامة وكسبت صفحات الغش الالكتروني أصبح اصحاب القرار التربوي في مأزق يفرض عليهم البحث عن نظام جديد لامتحانات الثانوية العامة يقضي علي الغش ويحقق تكافؤ الفرص.. وجاءت أبرز اقتراحات الوزارة في هذا الشأن بطباعة ورقة اجابة بداخلها 50 سؤالا علي الاقل يتم ابلاغها للجان قبل بدء الامتحان بدقائق حتي يتم الحفاظ علي سريتها والمقترح الثاني تضمن إلغاء المطبعة السرية لتكون طباعة الاسئلة داخل اللجان موصولة بكمبيوتر مركزي تتحكم فيه الوزارة. خبراء التعليم والتربية شنوا هجوما عنيفا علي اقتراحات وزارة التعليم وهاجموا الفكر الرجعي الذي يعتمد علي الاستمرار في نهج الوسائل القديمة وانفاق المزيد من الأموال دون تعديل المنظومة التعليمية من الأساس. وانتقد عبدالناصر اسماعيل رئيس اتحاد المعلمين اقتراحات الوزارة التي تلغي مطبعة سرية واحدة وتخلق آلاف المطابع السرية، لأن المطالب بتعديل الثانوية العامة ليس الهدف منه منع الغش فقط، ولكن تطوير التعليم هوالهدف الفعلي، واقترح فكرة لا مركزية الامتحانات لان المركزية هي المشكلة، وطالب باطلاق مبادرة قومية باعتماد التعليم الاستقصائي، فالطالب في الثانوية العامة ليس دوره الحفظ والتلقين، ويجب أن نعتمد نظام التقويم علي مدار العام بالأبحاث والامتحانات الشهرية ويبقي امتحان آخر العام عليه من 20 إلي 30% فقط من التقييم النهائي وهو ما سيقضي تماما علي فكرة الغش أوالسعي إليه، والوزارة بالفعل تطبقه في مدارس المتفوقين فلماذا لايتم تعميمه علي كل الطلاب.. واضاف د. مصطفي رجب الخبير التربوي ومقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلي للثقافة، أن اقتراحات وزارة التربية والتعليم هي أسرع طريقة للفشل، والبحث عن بدائل للنظام الحالي في امتحانات الثانوية العامة بهذه الطريقة يدل علي «خواء» عقلي لدي أصحاب القرار التربوي، لأن مكمن الداء وأصل المشكلة هو أن نحدد طريقة تقييم الطالب، ولانريد أن نقيس مدي حفظه، ونتجاهل أن أمامنا عاما دراسيا كاملا من 7 أشهر، فغالبية الدول التي تقدمت عنا كثيرا اعتمدت نظام «التقييم التراكمي» الشهري أوالنصف شهري من 60 إلي 70% من التقييم الشامل وتتبقي نسبة قليلة لامتحان آخر العام.. ووجه د. كمال مغيث الخبير التربوي رسالة إلي وزارة التربية والتعليم بضرورة البحث عن حلول لتطوير التعليم بدلا من البحث عن وسائل جديدة «بوليسية» لتقييد الطلاب وكأننا في حلقة مفرغة نرفض مغادرتها مطالبا بامتحانات شهرية للطلاب حلا للأزمة.