* خبراء تربويون: * التعليم النشط" يخلصنا من غش الامتحانات للأبد * نظام "المدرسة الفعالة" يقضي على الغش الامتحاني * "الامتحان المشفر" حل مؤقت لأزمة التسريبات * "الكتاب المفتوح" ينهي أزمة الغش * تسريب الامتحانات يخرج من الوزارة * غلق "فيس بوك" تصريح يبعد الأنظار عن الفساد الممنهج إن تقدم الوطن والأمة مرهون بإعداد متميز للقوى البشرية، وهذا الإعداد لا يتم بطريقة عشوائية أو ارتجالية، ولذا كان لزاما على "صدى البلد" فتح ملف التلقين والحفظ في العملية التعليمية، حيث أكد عدد من المهتمين بالمجال التعليمي أن التلقين سبب انتشار الغش الجماعي في الامتحانات. الحفظ والتلقين سبب ظاهرة الغش أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن الغش الامتحاني أصبح ظاهرة خطيرة تهدد الأمن القومي للبلاد لما يسهم به في خلق أجيال غير قادرة على التفكير والإبداع، مشيرا إلى أن النظام التعليمي القائم على أسلوب الحفظ والتلقين هو السبب في شيوع ظاهرة الغش في امتحانات جميع المراحل التعليمية. وللقضاء على ظاهرة الحفظ والتلقين من المناهج التعليمية المصرية، شدد الخبير التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، على ضرورة خلق مدرسة فعالة بحيث يحصل فيها المعلم على مرتب كاف يسمح له بالعيش الكريم وأن يشعر بأن الدولة تقدره ماديا ومعنويا، بالإضافة إلى تدريبه على أساليب التعليم والتقويم الحديثة كما هو مطبق في كل دول العالم المتقدمة. كما طالب "مغيث" بضرورة تغيير المناهج التعليمية، بحيث تدور على فكرة العلم وليس الكتاب المقرر، وأن يتم التركيز على القدرات العقلية العليا للطالب وليس المستويات الدنيا للعملية التعليمية، والتي تقوم على التذكر والحفظ. وشدد على ضرورة أن يتم التشديد على الطلاب للاستعانة بالمكتبات والمراجع العلمية لتنمية روح البحث والابتكار والاطلاع، بحيث يكون تقييم الطالب على قدرته على الابتكار والاطلاع والبحث وليس امتحان آخر العام الذي يعتمد على الحفظ وتفريغ المعلومات في كراسة الإجابة. تعلم مهارات جديدة كما أكد الدكتور أحمد طوبار، مساعد وزير التربية والتعليم السابق، أن أسلوب التعليم المصري القائم على التلقين والحفظ سبب انتشار الغش الامتحاني، وذلك للحصول على أعلى الدرجات من أجل الفوز بالكلية المرجوة، مشيرا إلى أن نسبة الطلاب الذين يحصلون على أعلى من 90% هو سبب ارتفاع تنسيق كليات القمة التي يبحث عنها جميع الطلاب. وللقضاء على ظاهرة الغش الامتحاني وكذلك ظاهرة الحفظ والتلقين، أوضح طوبار، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أنه لابد من اللجوء إلى وسائل التعليم النشطة وهو طريقة تعليمية وتربوية تعتمد على قدرة الطالب في التعامل مع البيئة التعليمية، ويُعرف أيضا، بأنه جميع الوسائل التدريسية التي تساهم في تفعيل دور الطالب في تعلم المادة الدراسية، عن طريق إيجاد بيئة من التعاون بين المعلم، والطلاب. وألمح مساعد وزير التربية والتعليم السابق إلى أن فكرة وسائل التعليم النشطة تصنف ضمن وسائل التعليم الذاتية، والتي تهدف إلى تعلم مهارات جديدة والتعرف على معلومات حول المواد الدراسية، فيختلف هذا الأسلوب التعليمي عن الأساليب الأخرى لأنه يتميز باستخدام الأساليب التعليمية الحديثة، والمختلفة عن الأساليب القديمة في التعليم، والمعتمدة على التلقين، والتي لا تتناسب مع التطور التعليمي الحديث. وعن أبرز الدول التي تطبق أسلوب وسائل التعليم النشطة، قال "طوبار": "إنجلترا، أمريكا، البرتغال والأمارات العربية"، مشيرًا إلى أن تطبيق تلك الفكرة يحتاج إلى ميزانية وزارة التربية والتعليم في الموازنة العامة حتى يتم تطبيقها على الطالب منذ المرحلة الابتدائية. الكتاب المفتوح بينما أكد طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعلم السابق، أن الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم السابق، تقدم بخطة لمجلس الوزراء حينما كان وزيرًا للتربية والتعليم للقضاء على نظام الامتحان الحالي خلال ثلاث سنوات بحيث يكون 25% من الدرجات على الامتحان و75% على النشاط ومشاريع التخرج، وهو ما يوازي أسلوب امتحان الكتاب المفتوح المطبق في عدد من الدول، منها سنغافورة وكوريا وغيرها من الدول، ولكن التشكيل التالي للوزارة ألغى الخطة بعدما تمت الموافقة عليها من رئيس الدولة آنذاك. وكعلاج مؤقت لحل أزمة تسريب الامتحانات إلكترونيا، قال نور الدين، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، إن هناك مشروعا يسمى "الامتحان المشفر" الذى يطبع قبل الامتحان بساعة فى كل اللجان على التوازى بالتعاون مع وزارة الاتصالات من خلال كود مشفر يسمح لرئيس اللجنة بطباعة الامتحان بعد دخول الطلاب اللجان وقبل ميعاد الامتحان بساعة. وأضاف أنه كان من ضمن آليات هذا المشروع وجود رقم جلوس الطالب بعلامة مائية على ورقة الأسئلة حتى يصعب تسريب الامتحان، موضحا أن هناك نموذجا من آلة الطباعة التي تقوم بتوفير تلك النوعية من أوراق الأسئلة بالمكتب الفني لوزير التربية. من جانبه، استنكر عبد الحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم، تصريحات بشير حسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، بشأن إغلاق موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمواجهة ظاهرة الغش الإلكتروني، مؤكدا أن تسريب الامتحانات ظاهرة بدأت منذ ما يقرب من 20 عاما، حينما كان يتم تسريب نماذج الامتحانات إلى أبناء كبار المسئولين، وهو ما شكا منه وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور يسري الجمل. وقل "طايل"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي السبب في الأزمة، وإنما تسريب الامتحانات من داخل وزارة التربية والتعلم نفسها هو الأزمة بذاتها، وهذا ما يفسر تسريب الامتحانات قبيل ساعات من انعقاد اللجان الامتحانية. وأكد مدير المركز المصري للحق في التعليم أن تصريحات المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم هدفها لفت انتباه الرأي العام عما يحدث من فساد وغش ممنهج داخل الوزارة، مشيرا إلى أن رئيس لجنة في مدرسة البداري اعتذر عن عدم الاستمرار داخل اللجنة بسبب عدم قدرته على مقاومة الغش داخل تلك اللجنة لأبناء القضاة وضباط الشرطة.