تشهد بريطانيا انقساما غير مسبوق بين مشاعر الفرح والغضب إثر صدمة الخروج من الاتحاد الاوروبي، إذ بعد يوم من صدور نتيجة الاستفتاء يحاول البريطانيون استيعاب القرار التاريخي الذي أثار غضب كثيرين واحدث زلزالا سياسيا مروعا أشبه ب «تسونامي» تخطي القارة الأوروبية. وتجاوزت عريضة علي الإنترنت موجهة إلي البرلمان البريطاني للمطالبة بإجراء استفتاء ثان حول الاتحاد الاوروبي عتبة المليون توقيع أمس. ويتحتم علي البرلمان النظر في أي عريضة تجمع أكثر من 100 ألف توقيع غير أن هذه المناقشات لا تلزم بأي عملية تصويت أو إصدار قرار ولا يمكن بأي من الأحوال أن تؤدي إلي إعادة النظر في نتيجة الاستفتاء. وتعكس العريضة الانقسامات العميقة التي ظهرت في بريطانيا ولا سيما بين المسنين والشباب الذين صوتوا بشكل مكثف لصالح البقاء والذين أعربوا علي شبكات التواصل الاجتماعي عن غضبهم ضد الناخبين الاكبر سنا الذين اتهموهم بتعريض مستقبلهم للخطر وتساءل البعض مندهشا: «ماذا فعلنا؟»!. في المقابل واصل معسكر الخروج الاحتفالات بما أسموه «يوم الاستقلال» وعرض زعيم حزب «يوكيب» المناهض لأوروبا نايجل فاراج الاحتفال ب23 يونيو كعيد وطني. وامتد الانقسامات أيضا بشكل جغرافي حيث صوتت اسكتلندا وأيرلندا الشمالية ولندن لصالح البقاء في حين صوتت أطراف المدن والمناطق الريفية لصالح الخروج. وفي اسكتلندا التي صوت أكثر من 60% من ناخبيها لصالح البقاء قالت رئيسة الوزراء نيكولا ستورجيون إن الحكومة تعد لتقديم تشريع يسمح بإجراء استفتاء ثان علي الاستقلال عن بريطانيا. وفي ختام اجتماع طارئ في ادنبره طالبت ستورجيون ببدء محادثات «فورية» مع بروكسل ل»حماية مكانة» اسكتلندا في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه.