بحيرة المنزلة من أكبر بحيرات الدلتا إذ تطل عليها محافظات بورسعيد.. دمياط.. الشرقية والدقهلية.. وتقع بين فرعي النيل غربا وقناة السويس شرقا وتتصل بالبحر الأحمر وكانت تتميز بتنوع ثرواتها الحيوية، الآن الحقائق تدل علي تناقص مساحتها من 750 ألف فدان أواخر القرن 18 إلي 130 ألفا عام 1996 بسبب التوسعات العمرانية والتجفيف من أجل استصلاح شواطئ البحيرات الزراعية ومازالت تتناقص وأدي ذلك إلي قلة انتاجها من الاسماك والكائنات البرية الاخري وكان متوسط انتاجها من الاسماك أكثر من 53 ألف طن خلال عام واحد «2009-2000» لكنه تراجع أيضا بفضل العديد من المشاكل التي تحاصر بحيرة المنزلة من كل اتجاه من الأسباب سالفة الذكر إلي جانب عصابات البلطجة وأصحاب الصيد الجائر ورغم الجهود التي تبذل لعلاج تلك المشاكل إلا أن تأثيرها محدود في ظل غياب منظومة متكاملة للعلاج الجذري. يقول الحاج أحمد الخولي شيخ الصيادين ببورسعيد إن ما حدث علي مدي السنوات الماضية لبحيرة المنزلة هو كارثة بعينها تمثلت في توالي معاول الهدم وعمليات الردم لاقامة مشروعات سكنية و غيرها وأضيفت إليها كارثة مصادر الصرف المتعددة من الصرف الزراعي و الصناعي و الصحي والتي أضاعت علي مصر ثروة ذهبية وليست سمكية فقط وقد كانت مصدرا لأفخر أنواع الأسماك من البوري و القاروص والوقار وثعبان البحر وأفخر أنواع البلطي وأصبحت البحيرة الآن عبارة عن بركة يغطيها التلوث كما انتشر ورد النيل فوق سطح مياه البحيرة بسبب توقف حركة المياه التي أعاقت دخول وخروج المياه من البحر المتوسط بعد تراكم الملوثات في قاع البحيرة وارتفاعها لعدة أمتار وسمعنا كثيرا عن محاولات ومشروعات حكومية لإنقاذ البحيرة ولكنها لم تكن مجدية. ويستكمل الحاج محمود مزروع : أعمل بمهنة الصيد ببحيرة المنزلة منذ 50 عاما وكانت مصدرا لرزق آلاف الأسر لوفرة الأسماك فيها وأصبحت البحيرة الأن سبب مأساة هذه الاسر بعد أن قضي التلوث علي الثروة السمكية وحولت حياة الصيادين و أسرهم إلي جحيم ومشروع التطهير التي تقوم به الدولة حالياً وسمعنا أنه يتكلف 100 مليون جنيه لن يكون مجديا أو ذات فائدة ويمثل إهدارا للمال العام حيث تقوم كراكات وزارة الري بحفر وتعميق قناة تمتد من البوغازين اللذين يربطان البحيرة بالبحر المتوسط لإدخال مياه البحر للبحيرة لتدوير مياهها الراكدة وإخراجها للبحر المتوسط للقضاء علي التلوث ولكن لم يفكر أحد في إقامة حاجز أمواج أو حاجز للمياه في المنطقة الممتدة خارج البوغاز والبحر المتوسط بمسافة كيلو أو كيلو ونصف أسوة بما تم ويتم من إقامة حواجز للأمواج أمام مداخل الممرات المائية الكبيرة مثل قناة السويس و الموانئ فهذه الحواجز لا تكسر الأمواج العالية فقط ولكن تمنع التيارات المائية من حمل الرمال من قاع البحر إلي هذه الموانئ وهذا ما يحدث الآن في مشروع تطهير البحيرة حيث يتم تعميق مدخل البحيرة من البوغاز لإدخال مياه البحر وستدخل بالفعل ولكن وهي محملة برمال ستعيد التراكم مرة أخري داخل البحيرة وبالتالي فنحن نحرث في البحر بدون جدوي كما يجب تطهير قناة الوصل بين البحيرة وقناة السويس حتي يتم تدوير المياه من كل جانب للبحيرة سواء من البحر المتوسط او قناة السويس لإعادة المياه النظيفة إليها وبالتالي عودة الأسماك المهاجرة منها مرة أخري وبدون ذلك ستستمر المشكلة وستستمر مأساة آلاف الأسر من الصيادين الذين أصبحت حياتهم في منتهي الصعوبة بعد توقف مصدر رزقهم ولنا ان نتخيل كيف تعيش اسرة علي معاش مقرر للصيادين لا يتجاوز 400 جنيه. بحيرة الملاحة وفي شرق بورسعيد بأرض سيناء وعلي البحر المتوسط تقع بحيرة الملاحة وتبلغ مساحتها 5200 فدان كما يقول علي وحيش مدير فرع بورسعيد للشركة المصرية للصيد ومعداته وكانت من أغني البحيرات ذات الأنواع الفاخرة من الأسماك والجمبري وغيرها وتم تخصيص 3000 فدان من مساحتها للقوات المسلحة بهدف تطويرها بالتزامن مع إقامة أكبر مزارع سمكية في الشرق الأوسط بجوار البحيرة وهو أمر جيد و رائع لزيادة حجم الثروة السمكية وتغطية احتياجات مصر منها وتبقي للشركة 2200 فدان ولكن مع بدء مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد وعمليات الحفر لتعميق المدخل الملاحي للميناء تم توجيه خطوط الطرد لنواتج الحفر إلي داخل بحيرة الملاحة رغم ان مساحات السحارة المجاورة لها كبيرة وكان يمكن توجيه هذه النواتج إليها ولكن الأمر انتهي إلي تراكم الرمال في الجزء المخصص للشركة وقضي علي ما يقرب من 2000 فدان ولم يتبق سوي 200 فدان من المياه الضحلة ووصلنا إلي مرحلة إننا ننتج ما بين 30 إلي 50 كجم من الاسماك يوميا بعد ان كان الانتاج يصل من 500 إلي ألف كيلو جرام ولم يعد هناك من حل إلا أن تتولي القوات المسلحة إنقاذ الجزء الذي ردمته رمال الحفر بتطهيره ضمن مشروع تطوير الجزء المخصص لها بالبحيرة أو أن تتولي كراكات هيئة قناة السويس المتواجدة في المنطقة تكريك الجزء الذي تم ردمه وتحويل خطوط الطرد إلي أماكن بعيدة عن البحيرة فهي مصدر مهم لتغطية إحتياجات بورسعيد بأكملها من أفضل أنواع الأسماك إذا عادت للعمل بكامل طاقتها. تدهور البحيرة يقول حسن الشوا نقيب الصيادين بالمطرية دقهلية إن بحيرة المنزلة أكبر وأهم البحيرات المصرية كان يتوفر لها أهم مقومات المربي السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وكانت تنتج فيما سبق ما يقرب من 48% من إنتاج البحيرات الطبيعية تقلصت تلك النسبة مؤخرا. كما كان لاتصالها بالبحر الأبيض من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك ميزة ساعدت علي وجود أفخر أنواع الأسماك قبل أن تحاصرها المشاكل وتتقلص مساحتها حيث كانت قبل التجفيف 750 ألف فدان تقلصت إلي أقل من 130 ألف فدان. وتلك المشاكل المتراكمة خاصة التلوث الذي حاصرها من كل جانب وعدم تطهير البواغيز أدي لانخفاض إنتاجها واختفاء بعض أنواع الأسماك التي كانت تتميز بإنتاجها سابقا. ويشير إلي معاناة صغار الصيادين خاصة أبناء المطرية والمنزلة الذين فقدوا فرص الصيد الحر داخل البحيرة وأصبحوا يواجهون المخاطر يوميا بالبحث عن فرص للصيد خارج البحيرة سطوة أصحاب النفوذ ويقول رضا السعيد: زمان كان الخير كثير.. كنا نخرج للصيد ونعود في أمان أما اليوم فالصياد الغلبان لم يعد له مكان لأن كل واحد له نفوذ بيردم منطقة من البحيرة أو يعمل حوشة أو اتنين ويجيب شوية بلطجية ويعطيهم سلاح ويقول دي أملاكي وممنوع الاقتراب.. وللأسف هناك بعض الشخصيات التي كانت تعمل في السياسة ساعدت أصحاب النفوذ علي الاستيلاء علي مساحات شاسعة وحرمان جموع الصيادين من نشاط الصيد الحر. أما محمود فوزي فيشير إلي أن الحملات الأمنية التي تتوجه لإزالة التعديات في البحيرة تبذل جهودا كبيرة ويكون تركيزها علي جوانب البحيرة من ناحية الشواطيء أما داخل البحيرة من الجزر وما يحيط بها من مياه فتكون الملاذ والملجأ للبلطجية والمهربين والخارجين عن القانون ولنجاح الحملات الامنية داخل بحيرة المنزلة يجب ان يكون هناك تركيز علي خطة تشمل جزر البحيرة جميعها وهذا يتطلب الاستعانة بالقوات البحرية بما تملكه من زوارق ولنشات وآلات تعمل بالمياه وإزالة التعديات فورا والأمر يتطلب بقاء قوة من حرس الحدود داخل جزيرة من الجزر التي تتوسط البحيرة لمراقبة الوضع الأمني داخلها. حلول حاسمة من جانبه أكد المحافظ حسام الدين إمام أن هناك تنسيقا بين عدد من الوزارات والمحافظات المجاورة لمواجهة تلك المشاكل خاصة تلك المتعلقة بتطهير البواغيز ووقف الصرف بما يحمله من ملوثات بالبحيرة. . وفي دمياط أكد عوض العلمي رئيس اللجنة النقابية للزراعة والصيد بدمياط أن بحيرة المنزلة كانت تعد مصدر رزق لما يقرب من 7000 صياد بالمحافظة لكن الآن تدهورت الأحوال مع تزايد التعديات التي التهمت آلاف الأفدنة منها بالإضافة إلي تجفيف المسطح المائي وانتشار البلطجة وإقامة المنازل علي حوافها بالإضافة إلي تلوث مياهها نتيجة الصرف الملقي فيها بكل أنواعه مع انخفاض إمكانيات الثروة السمكية من حيث المعدات للتطهير وإزالة التعديات. يضيف علي الهباب صياد اعمل بمهنة الصيد منذ أكثر من 40 عاما وكانت بحيرة المنزلة مساحتها كبيرة جدا وتسع الجميع وكانت مليئة بالخيرات لكن الآن أصبحت تحت سيطرة أصحاب النفوذ والبلطجية مما أدي لخروج الصيادين من مياهها وأصبحت البحيرة محرما علينا نزولها ولان البلطجية لا يعرفون قواعد مهنة الصيد يقومون بالصيد الجائر عن طريق رش البودرة التي تعتبر سامة والصيد بالكهرباء مما يهدد بالقضاء علي الثروة السمكية ويهدد بانقراض مهنة الصيد التي ورثناها عن ابائنا وأجدادنا. وعلي الجانب الآخر أكد المهندس مجدي عبد الواحد مدير إدارة المشروعات بهيئة الثروة السمكية بدمياط ان الهيئة تسعي لمواجهة هذه المشكلات أولا لإزالة التعديات بالتنسيق مع قسم المسطحات المائية والأجهزة الأمنية من خلال شن حملات مكبرة وثانيا محاولة التصدي للصيد الجائر ثالثا مواجهة تلوث المياه بتطهيرها عن طريق فتح البواغيز للسماح لمياه البحر بدخول البحيرة وشق قنوات إشعاعية لتطهير مياهها وأيضا إزالة ورد النيل أن هناك تكليفا مباشرا من مجلس الوزراء لحماية الشواطئ لتطهير بوغاز الصفارة بعزبة البرج بطول 7 كيلو مترات وعرض 480 مترا وعمق يتراوح من 1.5 متر إلي 2.5 متر كما يتم تطهير البوغاز نفسه بعرض 80 مترا بتكلفة 220 مليون جنيه إضافة إلي كراكتين جديدتين لعمليات التطهير بالبحيرة في منطقة مثلث الديبة. نبيل التفاهني حازم نصر محمد قورة