اكد تنظيم داعش امس مسئوليته عن أسوأ حادث اطلاق نار في تاريخ أمريكا استهدف ملهي ليليا للمثليين في مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا أودي بحياة خمسين شخصا. وكان التنظيم قد تبني امس الاول الهجوم لكن مسئولين امريكيين قالوا انهم لم يصلوا إلي اي دليل يربط بين التنظيم والمذبحة التي وقعت في اورلاندو. ومع تراجع حالة الطوارئ التي سادت في الساعات الاولي، تتوجه الانظار إلي التحقيق الذي يفترض ان يحدد ما اذا كان عمر متين منفذ الهجوم تحرك بمفرده. وكانت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) قد سمحت بتحديد هوية منفذ الهجوم علي انه عمر صديق متين ( 29 عاما) والمولود في نيويورك. وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن اطلاق النار في اورلاندو هو قضية إرهاب والتحقيق فيها شبيه بتحقيقات 11 سبتمبر. وقال مسئول بمكتب التحقيقات الفيدرالي في اورلاندو ان متين جري استجوابه مرتين سابقا، كان الاول في 2013 مرتبطا بتصريحات متطرفة ادلي بها في مكان عمله.واكدت الشركة البريطانية جي4اس احدي اكبر المجموعات الامنية في العالم انه يعمل لديها منذ 2007 لكن بعد مراقبته واجراء عمليات تدقيق، لم يتمكن اف بي آي من اثبات ان عمر متين ادلي بهذه التصريحات، لذلك الغيت القضية.وبعد عام، خضع لاستجواب جديد لعلاقته بمنير محمد ابو صالحة وهو امريكي من فلوريدا التحق بتنظيم داعش قبل ان يقتل في هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة في مايو 2014.وقال المسئول إن (اف بي آي) رأي حينذاك ان الاتصال بين الرجلين كان محدودا ولا يعكس علاقة كبيرة او تهديدا. واضاف «لم يكن هناك شيء يسمح بالابقاء علي التحقيق مفتوحا».وبما انه بقي حرا وبدون سوابق قضائية، كان لدي عمر متين اجازتا حيازة سلاح وتمكن من شراء سلاح يدوي وبندقية قبل ايام من الهجوم. من جهة اخري، قالت «سيتورا يوسفي» الزوجة السابقة لمنفذ الهجوم إنه كان يعاني من اضطراب عاطفي وعقلي وحاد الطبع وكان يطمح بأن يصبح شرطيا. ونظمت تجمعات في عدة ولايات امريكية تأبينا لضحايا الحادث الذي اثار حالة من الصدمة بين الامريكيين. واثار الهجوم ردود فعل عالمية وتأكيدات تضامن مع الولاياتالمتحدة خاصة مع المثليين. وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتداء أورلاندو ب «المجزرة المرعبة» مؤكدة ان بلادها ستظل محافظة علي نهجها الليبرالي حتي لو حدثت اعتداءات مثل أورلاندو. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان اصدره الكرملين الاعتداء ب»الجريمة البربرية». واعرب السكرتير العام لحلف شمال الاطلنطي ينس ستولتنبرج في بيان عن تضامنه مع «مجموعة المثليين والسحاقيات والمتحولين جنسيا والشعب الامريكي»، مؤكدا ان «الارهاب والكراهية لن يؤثر علينا». علي صعيد آخر، لا تزال السلطات تحاول تحديد دوافع مسلح آخر اعتقل بالقرب من لوس انجلوس امس الاول وكان يعتزم التوجه إلي مسيرة للمثليين في نفس اليوم. في غضون ذلك،استغل المرشح الجمهوري دونالد ترامب هجوم أورلاندو ليحقق مكاسب سياسية ويعزز موقعه في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض. وأكد ترامب ان الهجوم يؤكد صحة اقتراحه منع المسلمين من دخول الاراضي الامريكية. وقال في بيان انه «منذ 11 سبتمبر، تورط مئات المهاجرين وابناؤهم بالارهاب في الولاياتالمتحدة». وقالت ترامب إن مسلمي الولاياتالمتحدة مخطئون لأنهم لا يبلغون عن امثال مهاجم الملهي الليلي. ومن جانبها قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون انه يجب علي الولاياتالمتحدة ايجاد سبيل لحماية أمن البلاد دون شيطنة الامريكيين المسلمين. علي صعيد آخر قالت مصادر امريكية مطلعة ان ادارة الرئيس أوباما لم تصدر أمرا تنفيذا لإغلاق جونتانامو. وكان البيت الأبيض قد قال ان أوباما لا يستبعد خيارات لغلق سجن جونتانامو الذي استخدم في احتجاز من يشتبه بأنهم إرهابيون.