فى وسط أجواء الصدمة فى الولاياتالمتحدة عقب مقتل 50 شخصًا فى الهجوم المسلح على ملهى ليلى للمثليين فى مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا أمس الأول، كشف مسئولون أمريكيون أن منفذ الهجوم عمر صديقى متين (29 عاما) - وهو من أصل أفغانى - قد اتصل بالطوارئ، معلنا ولاءه لتنظيم «داعش» وذكر منفذى تفجيرات بوسطن. وقال رونالد هوبر من مكتب التحقيقات الفيدرالية « أبلغنا أن متين أجرى اتصالات ب 911 هذا الصباح أعلن فيها مبايعته لزعيم داعش» أبو بكر البغدادى». فيما، ذكرت وكالة أعماق التابعة لداعش إن منفذ الهجوم ينتمى للتنظيم. وكان داعش قد دعا أنصاره إلى تنفيذ هجمات فى أمريكا وأوروبا خلال شهر رمضان، وفقا لتسجيل صوتى نشر لشخص يدعى أبو محمد العدنانى رئيس قسم الإعلام فى تنظيم «داعش». وتم التأكيد فيه على أهمية الهجمات الفردية فى الغرب. وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالى «أف بى آي» أن عناصره استجوبوا منفذ الاعتداء مرتين: المرة الأولى فى 2013 عندما أدلى أمام زملائه بأقوال تدفع للاعتقاد باحتمال وجود علاقات بينه وبين إرهابيين. وأضاف أن منفذ الاعتداء جذب انتباه الأف بى آى إليه مرة أخرى إثر الاشتباه بوجود رابط بينه وبين متطرف انتحارى أمريكى فى الخارج. وقالت شركة جى 4 إس وهى أكبر شركة أمن فى العالم إن متين كان يعمل بالشركة منذ 2007 ويحمل سلاحا فى إطار عمله. يذكر أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص وأصيب أكثر من 50 آخرين فى أعنف حادث إطلاق نار فى أمريكا بما فى ذلك مذبحة جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عام 2007 التى قتل فيها 32 شخصا. وكان داخل الملهى وقت الحادث نحو 350 شخصا للمشاركة فى احتفالات للمثليين تستمر أسبوعا، علما أن أورلاندو تعد واحدة من أشهر المدن السياحية الأمريكية، وتوجد هناك مدينة «ديزنى لاند» السياحية. من جهته، أكد والد متين أن ما حصل «ليس له أى علاقة بالدين». وقال مير صديق وهومن أصل أفغانى لشبكة «إن بى سي» أن ابنه أغضبته مؤخرا الأخيرة مشاهدة رجلين يتبادلان القبل أمام زوجته وابنه. فيما كشفت سيتورا يوسفى الزوجة السابقة للمسلح إنه كان يعانى من اضطراب عاطفى وعقلى وحاد الطبع وكان يطمح بأن يصبح شرطيا، موضحة أن عائلتها «أنقذتها» منه بعد زواج عاصف استمر أربعة أشهر وانتهى بالطلاق. فى سياق متصل، أعلنت الشرطة الأمريكية أنها اعتقلت بمقاطعة لوس أنجلوس رجلا بحوزته أسلحة ومتفجرات، كان يخطط لشن هجوم على مسيرة للمثليين أمس الأول. وقالت رئيسة شرطة سانتا مونيكا جاكلين سيبروكس إن الموقوف جيمس هويل قال لعنصر فى الشرطة لدى اعتقاله إنه أراد التسبب بأذى خلال المسيرة السنوية للمثليين. على صعيد ردود الفعل، ندد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالمجزرة، معتبرا أنها عمل إرهاب وكراهية، مضيفًا أن أى هجوم على عرق أو دين هو هجوم على الأمريكيين جميعا. وأعرب البابا فرنسيس عن «اشمئزازه من الكراهية غير المبررة» التى دفعت المسلح إلى قتل 50 شخصا فى أورلاندو. فيما، دعا مرشح الحزب الجمهورى للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الرئيس الأميركى للاستقالة من منصبه لأنه لم يقل تعبير «الإسلام المتشدد» فى بيانه. وعلى الطرف الآخر، أعلن البيت الأبيض وفريق حملة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون إرجاء المهرجان الانتخابي، الذى كان مقررا تنظيمه غدا الأربعاء بولاية ويسكونسن بسبب اعتداء أورلاندو. وكان مقررا أن يشكل هذا المهرجان أول مشاركة لأوباما، فى الحملة الانتخابية لكلينتون، التى ضمنت الثلاثاء الماضى بطاقة الترشح.