عيب أن يكون هذا هو واقع الإعلام الرياضي في دولة الريادة الإعلامية، هذا ما قلناه أمام مؤتمر موسع عُقد بمؤسسة الأهرام العريقة للبحث في مأزق الإعلام الرياضي، وحضره الكاتب الصحفي محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام الذي وضح اهتمامه الشديد بالقضية التي دعي لمناقشتها أيضا عدد من كبار رجال الإعلام الرياضي وبينهم مع حفظ الالقاب والقيمة الاساتذة: فهمي عمر وكامل البيطار وعصام عبدالمنعم وفتحي سند وعادل ماهر وحسام الدين فرحات وعمر عبدالخالق ومني المنياوي وجمال هليل وخالد كامل وأيمن بدرة وأشرف محمود وأسامة إسماعيل ومحمد القوصي وأحمد الخضري وعلاء عزت وقد شعرت حقيقة بالمرارة في حلق الخال فهمي عمر أحد رواد الاذاعة المصرية ورئيسها السابق وهو يتحدث عن ما آلت إليه أوضاع الإعلام الرياضي خاصة في شقه الفضائي من تدهور وانفلات وتدن، وأسهب الحضور في مناقشة الأسباب والظروف والمخاطر التي باتت تهدد العملية الرياضية برمتها إن لم تهز السلام الاجتماعي كله خاصة بعد تأكد غالبية الحضور من «تعمد» البعض إحداث الفتنة الرياضية واستخدام تعليقات هدفها بالأساس اثارة الجماهير والفتن، ولمواجهة هذا «الفاول المتعمد» في الإعلام الرياضي طرح كل رؤيته ومقترحاته، وكانت في مجملها صائبة وشارحة للأزمة ومشرحة لأسبابها، وقلنا ونؤكد ان مشروع ميثاق الشرف الإعلام الرياضي الذي طرحه علي الحضور الصديق العزيز أشرف محمود رئيس اتحاد الثقافة الرياضية فكرة جيدة خاصة انه يحوي الكثير من الجوانب، لكننا نري ان خطوة فرض ميثاق شرف يجب أن تسبقها حالة من التوعية وضبط ايقاع الأداء خاصة في ظل تسلل كثير من غير المؤهلين علميا إلي مواقع مؤثرة في تقديم الرسالة الإعلامية الرياضية بالخصوص، وهو ما يفرز بالطبع كل هذه النتائج العبثية، ومن ثم فالحاجة ماسة لتقديم ما يمكن اعتباره «مدونة سلوك» يتوافق رموز وكبار الإعلام الرياضي عليها وتقدم إلي كل أطراف المنظومة، بحيث تبصر كل من يتصدي للأداء الإعلامي الرياضي بضوابط وأصول الممارسة والمهنية السليمة والمحاذير التي يجب مراعاتها، ويمكن بعد تعميم مدونات السلوك التي تصدر عن رؤية كبار رجال المهنة، كل بحسب تخصصه، ما بين الصحفي ومقدم البرامج ومعلق المباريات وغيرهم، يمكن فرض ميثاق الشرف علي أن يتأسس ما يمكن اعتباره مجلس أمناء الإعلام الرياضي يضم - مثلا- الخال فهمي عمر ومعه اثنان من كبار رجال الإعلام الرياضي ورئيس وأعضاء لجنة الإعلام بمجلس النواب وبعض رجال الإعلام الرياضي من أعضاء البرلمان ثم نقيب الصحفيين ومقرر رابطة النقاد الرياضيين ومقرر رابطة المعلقين الرياضيين ورئيس اتحاد الثقافة الرياضية، كل بصفته، ويصدر بهذا التشكيل قرار يحدد اختصاصات هذا المجلس الذي يضطلع بمتابعة وتقييم وتقويم الأداء في جميع جوانب الإعلام الرياضي، واتفق مع ما قاله الصديق أيمن بدرة بأن تكون عقوبة «التجريس» بنشر اللوم، والادانة في كل وسائل الإعلام لأي متجاوز أو خارج عن حدود المهنة وتقاليدها وضوابطها، كافية لردع هؤلاء. وبالمناسبة، ونحن نرفض وبشدة ما صدر من الكابتن أحمد شوبير والمعلق أحمد الطيب، ولكل منهما اخطاؤه وخطاياه في هذه «الأزمة» وما كان يجب أبدا أن يذهب شوبير برجليه إلي «حريقة الابراشي» ثم يصدر منه ما صدر، لكن، وللأمانة، شهر رمضان علي اذاعة الشباب والرياضة هذا العام بدون شوبير ينقصه الكثير أو «مالوش طعم» برغم تألق نجلاء حلمي واخواتها!