قال الدكتور محمد بسيوني، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن مهنة الصحافة في مصر لم يعرفها العالم إلا في الثلاثينيات، وجاء الاعتراف بها متأخرا لأن التعامل مع المهنة حينها كان كهواية وليس مهنة، وقد عرفت بعد ذلك عندما تم وضع تعريف محدد لها باعتبارها نشاطات وممارسات يمارسها الأفراد وليس تجارة. وأضاف بسيوني، خلال كلمته بالمؤتمر العام الخامس للصحفيين، الذي بدأ فعالياته اليوم، الأحد، أن هناك آليات تنظيم ذاتي للمهنة،وفي حال الالتزام بها ستحل الكثير من المشاكل وسيتم الحفاظ على المهنة ومكانتها، والتي لا تتعارض مع القوانين أو العرف العام. ولفت إلى أن آليات التنظيم الذاتي متمثلة في أربعة محاور من المفترض الالتزام بها، منها مدونة السلوك، والتي نتبعها في اجتماعاتنا ونستخدمها طوال الوقت، والتي أطلقت عليها الجماعة الصحفية مدونة السلوك المهني، ويرجعون إليها للحفاظ على مظهرهم أمام مصادرهم. وأوضح أن مدونة السلوك من المفترض أن تكون موجودة بجميع المؤسسات الإعلامية، وعلى الرغم من ذلك نجد كثيرا من المؤسسات الصحفية لا تعمل بها. وأكد بسيوني أن الأداة الثانية لآليات التنظيم الذاتي "كتيب المعلومات"، والذي يوضح لجميع الصحفيين والإعلاميين طبيعة السياسة التي تتبعها المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها، والتي تعطي معلومات للصحفي ماذا يكتب وما الذي يجب أن يفعله في حال حدوث مأزق مع المؤسسة التي يعمل بها. كما أكد أهمية كتيب المعلومات، مشيرا إلى أن المؤسسة الوحيدة التي يوجد بها كتيب المعلومات هي "الأهرام"، والذي قام هيكل بوضعه وكان مرتبطا بالتنظيمات وكيفية الكتابة، بالإضافة إلى الكتاب الخاص باتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1962. وحول الأداة الثالثة من آليات التنظيم الذاتي، رأى بسيوني أنها تتمثل في شكل النقابة، والتي يصدر عنها قانون النقابة وميثاق الشرف الإعلامي، وهناك بعض الدول يطلق عليها نادي، مشيرا إلى أن مشكلتنا الرئيسية أنه لا توجد آلية لتطبيق ميثاق الشرف الإعلامي. ولفت إلى أن الأداة الرابعة لآلية التنظيم متمثلة في الاتفاقيات الدولية، والتي لها تأثير ضخم على الأداء الصحفي والإعلامي، لافتا إلى أنه يجب تطبيق آليات التنظيم الذاتي على الأقل كتيب المعلومات. وأكد بسيوني أنه إذا لم تطبق الآليات أثناء ممارسة المهنة ستجد العديد يتدخل بالمهنة. وتابع: "إننا بحاجة للاهتمام وتفعيل آليات نقابة الصحفيين منذ نشأتها، وهي أول من أسست التنظيم الذاتي للمهنة، بجانب كيفية التعامل مع المواطن أو السلطة".