ما الدور المطلوب من نقابة الإعلاميين فى المرحلة المقبلة ؟ وهل إعلان بيانها التأسيسى يكفى لتفعيل هذا الدور؟ ومتى يتم اعتماد مشروع قانونها ولوائحها ..قبل أم بعد البرلمان؟ وكيف تواجه العقبات والإشكاليات التى قد تعرقل مسيرتها المستقبلية ؟. هذه التساؤلات الحائرة ،أثيرت فى محيط أبناء المهنة وأوساط الرأى العام بمناسبة إشهار النقابة قبيل الاحتفال بعيد الإعلاميين فى 31 مايو الحالى بعد 80 عاما من ميلاد الإذاعة المصرية فى 1934م . موقع أخبارمصر www.egynews.net قام باستطلاع آراء عدد من الممارسين للمهنة والخبراء الأكاديميين ونقيب الإعلاميين لرصد مبادراتهم وتصوراتهم لإعتماد نقابتهم وتفعيل دورها كى تحقق طموحاتهم لمستقبل المهنة فى المرحلة المقبلة. مبادرات ..متعددة الكاتب الصحقى محمد بسيونى منسق تأسيسية الإعلاميين، قال لموقع أخبارمصرإن هناك مبادرات متعددة لتأسيس النقابة بدأت قبل الثورة بمبادرة منه كعضو نقابة الصحفيين بوضع مشروع قانون للنقابة عام 2010 وتم تأجيلها لاعتبارات غير مهنية ثم بادرت مجموعة اخرى بمشروع قانون اخربعد ثورة يناير 2011وتلتها مبادرة ثالثة حتى تم التوافق على مشروع متوازن يجمع مزابا ومطالب المشروعات الثلاثة وبعد إعلان تأسيس النقابة سيتم الضغط على الرأى العام لإصدار القانون قبل تشكيل البرلمان حتى يمكن تفعبل دور النقابة . وأشار الى أن مشروع القانون يضمن تمثيل كل الشعب والتخصصات الإعلامبة فى مجلس النفابة للتعبير عن هموم وشئون مختلف القطاعات من خلال كيان جديد وفق قانون من المقرر رفعه إلى جهة التشريع لإصداره فى أسرع وقت ممكن خاصة أن المشروع تم مراجعته من الناحية القانونية والمهنية . وأوضح بسيونى أن دور النقابة مهم فى المرحلة المقبلة لأنه من خلالها يمكن دعوة الإعلاميين لوضع ميثاق شرف بأنفسهم على أن تراقب التقابة تنفيذه وتحاسب أعضاءها دون المساس باسنقلال الإعلام وفقا للدستور والاتفاقبات الدولية لحربة الصحافة ،فلابد أن تضع النقابة الميثاق حتى تكون جهة محايدة للحساب والعقاب بدلامن الحكومة التى تعنى تدخل السلطة التنفيذية. ولفت الى أن النقابة لن تشكل المجلس الوطنى للاعلام ولا الهيئة الوطنية لأن التشكيل سيتم وفقا لقرار جمهورى ولكنها يمكن أن تشارك فى تحدبد دوره وتوجيهه . إشكاليات ..تنتظرالحسم بينما نبه الإعلامى جمال الشاعر إلى وجود عدة إشكاليات لابد من حسمها كى تتمكن النقابة من القيام بدور فاعل ومؤثرخلال المرحلة المقبلة ، ومن أبرزها فى رأيه ،أن يتم الوصول الى صيغة توافقية حول تحديد من هو الإعلامى الذى يستحق عضوية النقابة ؟ موضحا أن الوضع الحالى يسمح لجميع العاملين بالإعلام من المتخصصين وغيرالمتخصصين والمهنيين والإداريين وكل خريجى وأساتذة الإعلام بدخول النقابة كما لوكانت نقابة عمالية وليست مهنية !. ولفت جمال الشاعر إلى ضرورة التمييز بين نقابة العاملين بالإعلام ونقابة الإعلاميين المهنيين أى الممارسين لمهنة الإعلام حتى نؤسس نقابة قوبة أسوة بنقابة الصحفيين التى تقتصر العضوية بها على من تم التعاقد الرسمى معه بمؤسسة صحفية وتم اختباره لمدة عامين على الأقل بعد التعيين لغير خريجى الاعلام وله أرشيف مهنى مشرف ..قائلا "لانريد تكرار تجربة نقابة المهن السينمائية ، فيجب بناء النقابة على أساس سليم حتى تتمكن من متابعة تنفيذ خريطة الطريق الإعلامية بنجاح ". وأكد جمال الشاعر ضرورة اعتماد مشروع قانون النقابة من البرلمان أو الجهة التشريعية الحالية المتمثلة فى رئاسة الجمهورية حتى يتسنى لها القيام بدورها والمهام المنوطة بها وفقا للمواد من 211 – 213 بدستور 2014 موضحا أن هناك فخا قد يقع فيه الإعلاميون وهو الضغط لإصدار تشريع سريع بتأسيس النقابة مما قد يفرض عليهم قرارات متعجلة بتأسيس كيانات لم يشاركوا فى تشكيلها ولم يتوافقوا على طريقة أداء عملها بصورة قد تهدد استمراها لتأثيرها على حرية الاعلام واستقلاله واصفا ذلك "بأكبر معركة للإعلاميين فى الفترة الانتقالية". وطالب الشاعر الإعلاميين بالتريث وانتظار البرلمان القادم مع مواصلة دورهم من خلال النقابة بالتعاون مع نقابة الصحفيين التى تدعم حرية الرأى والتعبير في إطار من الحرية المسئولة ،وذلك عن طريق التوعية والمبادرة بتصورات مدروسة للمجلس الوطنى للاعلام والهيئة الوطنية للإعلام وللصحافة حتى يضمنوا خروجها بالشكل المطلوب . وإقترح الشاعر تطبيق النموذج الفرنسى فى تأسيس المجلس الوطنى للاعلام بمعنى أن يضم 9 أعضاء من المتخصصين بحيث يختار رئيس الجمهورية 3 أعضاء والبرلمان 3 أعضاء و النقابات 3 أعضاء مع ترك مسألة إختياررئيسه لانتخابات حرة داخل النقابة . ميثاق الشرف والضميرالمهنى وأضافت د.نجوى كامل أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق أن هناك إشكالية فى تحقيق التوازن بين رقابة نقابة الإعلاميين والمجلس الوطنى للإعلام ،وتمسك الممارسين للمهنة بآلية ضبط ذاتى وفق ضمير مهنى وميثاق شرف لتنظيم الممارسة المهنية وما ينص عليه الدستور من حرية الإعلام وإستقلاليته وتعدديته وتنوعه . وأكدت أهمية دور الإعلام فى القترة القادمة من منطلق الانتماء الوطنى والمسئولية الاجتماعية مراعاة لدقة المرحلة التى تمر بها مصر مما يستلزم تفعيل هذه النقابة التى تمثل ضمير الإعلاميين حفاظا على تقاليد المهنة وآداب المجتمع خاصة فى المحطات والقنوات الخاصة . واقترحت أستاذ الصحافة تأسيس "مفوضية إعلامية " مؤقتة لحين تأسيس مجلس وطنى تقوم بمناقشة شئونهم ومنها الميثاق وتأسيس المجلس والهيئة الوطنية للإعلام وللصحافة وفق الدستور الجديد لافتة إلى أنه يجب اعتماد تأسيس النقابة تنفيذا للمادة (77) من الدستور والتى تنص على إنشاء نقابة مهنية واحدة مستقلة للمهنة الواحدة ،تقوم بناء على رغبة الممارسين للمهنة أنفسهم وتكون مرجعية مهنية وأخلاقية للإعلاميين والمجتمع مع إصدار قانون حرية تداول المعلومات ليتسنى ضبط الأداء الصحفى ومراعاة الدقة ونشر الحقيقة. فى حين يرى د.محمد مرعى عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة أنه يجب إشراك كل الجهات المعنية فى بلورة كيان مجلس الإعلام الوطنى الذى سيحل محل وزارة الإعلام طبقا لنصوص الدستور الجديد . ولفت إلى أنه يجب على الإعلاميين بدء سلسلة إجتماعات وحوارات موسعة للإتفاق على تصورات ومقترحات وتوصيات من خلال نقابتى الإعلاميين والصحفيين والمجلس الأعلى للثقافة وغيرها من المؤسسات المختصة ،مع متابعة الإجراءات حتى لايستولى الدخلاء من أصحاب المصالح على ثمار وأفكار أبناء المهنة . آليات تفعيل النقابة أما الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين ،فقال للموقع إنه بعد إشهار النقابة فى 22 مايو 2014 بمؤتمر بنقابة الصحفيين التى تتبنى الفكرة منذ الثمانينيات ،لابد من تفعيل دورها حتى تشارك فى وضع ميثاق الشرف الإعلامى و تضع مشروعا لكيفية تأسيس المجلس الوطنى للإعلام وفقا لدستور2014. وذكر نقيب الاعلاميين أنه تم توقيع مشروع قانون نقابة الإعلاميين ولوائحها بحضور سامح عاشور نقيب المحامين و أن تشكيل مجلس النقابة المؤقت لمدة عامين من نحو 17 عضوا ،ستصدق عليه الجمعية العمومية. وأوضح أن رحلة النضال لإنشاء النقابة بدأت منذ عشرات السنين لكنها واجهت عقبات من الأنظمة السابقة و تم تتويج الكفاح بفضل ثورتى يناير ويونيو حيث تجاوزت طلبات العضوية 4 الآف عضو من الاعلاميين باتحاد الاذاعة والتلفزيون والمحطات والقنوات العامة والخاصة بل أعلنت نقابة الصحفيين دعمها وتأييدها لنقابة الإعلاميين ووعدت بخصيص مقر مؤقت لها . وأكمل الكنيسى بأن أبرز أولويات عمل النقابة وضع ميثاق شرف يصلح للتطبيق على العاملين بالإعلام العام والخاص مع مراعاة خصوصية كل وسيلة موضحا أنه من المهم طرح مشروعات النقابة للنقاش المجتمعى وإتاحة الفرصة لجميع الممارسين لقراءتها جيدا وتجميع مقترحاتهم وملاحظاتهم تمهيدا لبلورة مبادرات يتوافق عليها خبراء وقيادات المهنة . ودعا إلى تضامن الإعلاميين وتوحيد صفوفهم لتأسيس نقابة تدافع عن حقوقهم وتحميهم من التعسف مع وقابة المجتمع من تجاوزات البعض بالتوازى مع مناقشة مختلف قضايا المهنة . ومازالت معارك الإعلاميين مستمرة حتى تزول العقبات وتتحقق الطموحات وتثمر خريطة الطريق الإعلامية خطوات إيجابية على أرض الواقع من أجل إعلام وطنى مستقل ومسئول يسهم فى تنوير الشعب .