«الوطنية للانتخابات»: تلقينا طلبات من 18 سفارة و9 منظمات دولية و58 منظمة لمتابعة انتخابات «الشيوخ»    رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: 424 مرشحًا فرديًا و200 بنظام القوائم ل انتخابات مجلس الشيوخ    أحمد موسى: كلمة الرئيس السيسي حول غزة ارتجالية ونابعة من القلب (فيديو)    وزير الخارجية ونظيره الباكستاني يبحثان تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة    تحت شعار: «صحة كبد.. لمستقبل أكثر إشراقًا».. مصر تحتفل باليوم العالمي لالتهاب الكبد    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده    أمينة الفتوى: ملامسة العورة عند التعامل مع الأطفال أو أثناء غسل الميت تنقض الوضوء (فيديو)    رئيس الوزراء يستعرض خطوات إنشاء وحدة مركزية لحصر ومتابعة وتنظيم الشركات المملوكة للدولة    وزارة الصحة: حصول مصر على التصنيف الذهبي للقضاء على فيروس سي نجاح ل100 مليون صحة    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    عاجل.. أحكام رادعة علي 37 متهم بقضية الجوكر.. تعرف عليها    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    اسم مصري ولهجة عراقي.. شمس تكشف تفاصيل "طز" بعد تصدرها التريند    وفاة شقيق المخرج خالد جلال.. والجنازة بمسجد الشرطة بالشيخ زايد ظهر غد الثلاثاء    هيئة فلسطينية: كلمة الرئيس السيسي واضحة ومصر دورها محورى منذ بدء الحرب    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    رئيس الوزراء يتابع استعدادات إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    عبد الحميد معالي: شرف لي اللعب للزمالك وسأبذل كل جهدي لحصد البطولات    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    ختام فعاليات قافلة جامعة المنصورة الشاملة "جسور الخير (22)" اليوم بشمال سيناء    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    محافظ أسوان يكرم "إبتسام" خامس الجمهورية في الثانوية الأزهرية (صور)    مصرع شخص صدمته سيارة تقودها طفلة في إمبابة    إزالة 70 طن قمامة ومخلفات ب7 قرى بمركز سوهاج    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    نائب رئيس حزب المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بشأن تطورات الأوضاع في غزة تجسد الدور المصري الأصيل تجاه فلسطين    قرارات هامة من الأعلى للإعلام ل 3 مواقع إخبارية بشأن مخالفة الضوابط    السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الإيام العادية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    متحدث نقابة الموسيقيين يعلن موعد انتخابات التجديد النصفي    "ريبيرو مقتنع بيهم ولكن".. شوبير يكشف نهاية مشوار ثلاثي الأهلي    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    "13 سنة وانضم لهم فريق تاني".. الغندور يثير الجدل حول مباريات الأهلي في الإسماعيلية    بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة معلم مساعد "علوم"    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    إسرائيل تقرر تجميد خطة "المدينة الإنسانية" في رفح    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد منذ بداية الحرب    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    الداخلية تكشف ملابسات وفاة متهم محبوس بقرار نيابة على ذمة قضية مخدرات ببلقاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
نهر النيل ذلك العبقري.. كيف نحبه
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 06 - 2016

النيل هو شريان يربطنا بإخوة يمر الماء بيننا فنحن لانشعر بأن السودانيين سوي أشقاء لنا لايفصلنا عنهم سوي الواقع السياسي ولكن الرابط الإنساني بيننا شديد القوة
استطيع أن أرسم خريطة النيل العبقرية بيديه اللتين تحتضنان الدلتا ثم تمسكان بالجسد عند القاهرة ثم أنزل حتي «اللفة» الصغيرة عند قنا ثم اتواصل حتي أخرج من خريطة مصر إلي منابع النيل والبحيرات أما اللفة عند بحيرة طانا في الحبشة فهي كأنها ذراع حنون تصلنا بالحبشة ومن منا لم ينظر إلي النيل بحب واعجاب وكنافي شبابنا لابد أن «نتمشي» صيفاعلي النيل خصوصا في منطقة «جاردن سيتي» حيث الهدوء ولامواصلات تزعج الذين يتمشون ثم يجلسون علي الجدار المنخفض المطل علي النيل ولامانع من شراء اللب والسوداني «وحب العزيز» أو «الآيس كريم» والنيل حنون يحتضننا ونحن نتحدث سواء في عتاب أو حوارات لنتواصل في حياة جميلة ما بين شد وجذب. نحن لانتأمل النيل ولكن نتعامل معه بواقع موجود مثل الأسرة نحن نتعامل مع النيل علي أنه موجود منذ وجدنا علي أرض مصر وهذا واقع فكلنا عاش النيل أبا عن جد وننظر إليه كجزء من حياتنا فكل منا له أب وأم وإخوة وعمات وأعمام وله النيل أيضا.. ولكننا بكل تأكيد لانحافظ علي هذا النهر بل هذه النعمة التي أعطاها الله لنا ومهما تقدم العلم وتناهت الاختراعات فإن الماء هو سر الحياة وهو الأساس لأي تطور.. من منا لم يتمتع في كازينو علي النيل مع الأولاد والصحبة!
والنيل هو شريان يربطنا بإخوة يمر الماء بيننا فنحن لانشعر بأن السودانيين سوي أشقاء لنا لايفصلنا عنهم سوي الواقع السياسي ولكن الرابط الإنساني بيننا شديد القوة ومهما حدثت خلافات سياسية ولكن الوفاق بين الشعبين مستمر في تواصل جميل وكأن ماء النيل مثل «العيش والملح» يلزم بالمعايشة والحب والتلازم والأخوة ولكننا في واقع الأمر نتعامل مع النيل كما نتعامل مع أي واقع موجود لن يذهب ابدا.. وهذا واقع فعلا ولكن هذا الموجود الذي يمتد جامعا مصر كلها علي جانبين ويحتضنها في دلتاه محتاج هنا أن نحبه والحب ليس عاطفة بلا إلتزام ولكن لكي نحب النيل لابد أن نعتني به وقد آلمني أن وجدت كثيرا من القري تلقي بفضلاتها الآدمية في النهر العظيم الذي يروي البشر والزرع والحيوان ولم يفكر أحد كيف نجعل النيل نظيفا للبشر والزرع وكيف نمنع بالقاء فضلاتنا الآدمية في النيل اعتقادا بأنه يستوعب الكثير ولكن تلوث المياه يصل بلاجدال للبشر والزرع والحيوانات وهذه جريمة بكل المقاييس.
لابد من قانون لحماية النيل
وعلي الدولة ان تصدر قوانين بحماية النيل لأن حمايته من حمايتنا وقد سبق منذ عشرين عاما أن انتشر مرض بين الأطفال اتضح أنه تلوث من ماء النيل.. وحماية النيل ليست صعبة لو وضعها حكام الأقاليم علي أولويات عملهم وبرامجهم وتجريم تلويث ماء النيل واجب قومي وهو واجب لحماية البشر ولابد أن تضع الدولة له قانونا حتي يكون هذا القانون هو الذي يحمي البشر ويحمي النهر العظيم الذي كلما نظرت إليه أحسست أن الله سبحانه وتعالي أحب مصر فأهداها هذا النهر العظيم.
ولولا نهر النيل العظيم لما رأينا هذه الأرض الخضراء ولما وصلنا «رغيف العيش» من القمح الذي يرويه النيل ولما وصلنا صحن الأرز اللذيذ الذي رواه النيل.
ان كل ما في حياتنا مرتبط بالنهر العظيم نظافة أجسامنا سلامة صحتنا كلها من خير مياه النيل ونحن نحافظ علي علاقتنا ببعضنا البعض فكيف لانحافظ علي علاقتنا بهذا النهر العظيم الذي يمدنا بالحياة؟
سواء بالماء الذي نشربه أو الطعم الذي نأكله أو النظافة التي نحرص عليها ان علينا واجباً لنهر النيل بعد كل هذا العطاء عبر التاريخ ان واجبنا أن نحافظ عليه نظيفا نقيا وعلي السيسي أن يطلب من رجاله سن قوانين لحماية النيل وهي في واقع الأمر حماية للمصريين.. صحتهم وحياتهم ولابد أن تسن قوانين لحماية النهر هذه القوانين تتواصل مع البشر علي شواطئه ليعرفوا أن هذه القوانين هي رسالة حب للنهر العظيم الذي لا يتكلم ولا يشكو ولكن يتدفق بالماء في سعادة وهو يروينا جميعا.. علينا أن نحب النيل لنحافظ عليه.
أطفالنا والتليفزيون
أطفالنا كما أحب أن أقول هم الاحتياطي البشري للزمن القادم ولكن نحن كعادتنا نزرع وننتظر أن يثمر الزرع فنقطف ولكن في حالة البشر لابد أن نتأني ولابد أن نعلم أن الزمن ليس في صالحنا ولاصالح أولادنا والتليفزيون ليس به برامج مدروسة للطفل المصري مع أن هناك متخصصين ولكن لايهتمون بالطفل ومثلا أتمني أن يكون لدينا برنامج يطوف بخريطة مصر كلها مع اطفال كل محافظة ويختار المقدمون أطفالا متميزين من كل قرية ليتحدثوا عن قريتهم وعن أحلامهم لها.
اتمني أن يشارك الاطفال بأنفسهم في البرامج سواء بالاسئلة أو بتقديم مالديهم لأن الطفل الذي يستقبل يقتنع اكثر من طفل آخر اكثر من الكبار ولدينا في مصر عشرات القري بل مئات القري المتميزة سواء بالبشر او رواد التاريخ أو القري التي تتميز بمحاصيل معينة وكل ذلك هو محصول ثقافي ووطني هام للانتماء للوطن لكل الاولاد.
والتليفزيون نادرا ما يخرج من الاستوديوهات واذا خرج فلأحدي الاحتفالات أو المناسبات القومية وهذا هام ولكن الأهم هو خريطة مصر الممتدة من الدلتا حتي بعد أسوان حتي ابوسنبل هذه الخريطة شديدة الغني سواء بالآثار أو المحاصيل أو البشر أو القري التي تحمل كما قلت مميزات مختلفة.
رجاء وأمنية أن تخرج كاميرات التليفزيون مع مجموعة من الاطفال ليطوفوا مصر ويروا بلدهم من منظور جديد وزاوية هامة سوف تزيدهم معلومات أهم من الكتب مئات المرات وقد زرت كثيراً من القري المتميزة وكتبت عنها ولكن زيارة التليفزيون والحوار مع اطفال القري شيء آخر ان اطفالنا في حاجة إلي ثقافة العين والأذن وليست ثقافة الكتب وهم مازالوا في سن التعليم أي لن يكون الحرف هو الموصل الجيد لهم وقد كنا قديما ونحن في المدرسة لدينا حصص نخرج فيها من المدرسة احيانا إلي حديقة الحيوانات وأحيانا إلي المتحف الزراعي واحيانا إلي شاطئ النيل ليتحدث لنا المعلمون عن النهر العظيم.
وأنا الآن أجد العذر لأولادي المعلمين والمعلمات حيث الفصل اصبح مدرسة أي عدد تلاميذه يصل ببساطة إلي اكثر من ثمانين تلميذا كما قلت ولكن بقدر الامكان يمكننا أن ننظم الخروج بحيث يخرج كل اسبوع فصل من الفصول ومعه اربعة من المدرسين والخروج هو جزء من ثقافة العين وهي ثقافة لاتنسي أبدا وأهم من ثقافة الحرف وعلينا أن نعود إلي هذا الاسلوب خصوصا أن الأسرة المصرية لم يعد لديها الوقت أو التفكير في الخروج بالأولاد لهذا نلاحظ تواجد عدد كبير من الاطفال في الشوارع حائرين بين بائع غزل البنات وبائع البليلة وغيرها بحيث يصبح الطفل مجرد حيوان استهلاكي فقط وحتي الاسرة اصبحت تساهم بقدر كبير ليصبح الطفل حيوانا استهلاكيا حيث ترتب الأم حقيبة الطعام قبل ارتداء الملابس فيكون الطعام هو أهم شيء يأخذونه معهم إلي الحديقة أو المتحف أو أي رحلة خارج البيت لهذا لم يعد الاطفال يهتمون بشيء سوي الطعام لأنهم يسمعون الاسرة كل صباح «حناكل إيه النهاردة» ولكن لم تفكر الاسرة في أن تبعد عن الصغار أن أهم شيء في الحياة «الطعام».
ولعل وجود «الساندويتش» في حقيبة المدرسة لدي الأم أهم من الكتب فدائما تقول الأمهات: أوعي تنسي الساندويتش ولاتقول أوعي تنسي كتاب الحساب أو كراسة الواجب وهذه اشياء لاتتعمدها الأمهات ولكنها ثوابت في التراث المصري حيث تبدأ الأم الصباح بالتفكير في الطعام حتي لو كانت موظفة فقبل خروجها للعمل لابد أن تعرف ماذا ستأكل الأسرة ولان الأم المصرية خرجت إلي العمل في السنوات الاربعين الأخيرة فإنها مازالت مسئولة عن الطعام والملابس وكل ما هو استهلاكي في الأسرة وللحق أجد كثيراً من الأباء الشباب هذه الأيام يحضرون الطعام الجاهز إذا كان حضورهم إلي البيت قبل حضور الأم من العمل وهي ظاهرة طيبة كنوع من التعاون والإحساس بالمسئولية.
وفي واقع الأمر أننا لابد أن نغير من اسلوبنا في اعطاء الأولوية للطعام حتي من أجل الاجيال والذين يجب ان يشعروا أن الطعام يمكن تدبيره بلامشكلة حيث العمل هو الأهم والطعام يمكن تدبيره بأي شكل من الاشكال حتي لو كان «ساندويتش» بسيطاً وأن الطعام يجب ألا يأخذهذا الجزء الكبير من تفكيرنا في عصر اصبح الحصول علي الطعام سهلا وبالتليفون وأن المطاعم اصبحت تزاحم كل ما يريده البشر وهي حقيقة لامرد لها أن الطعام هام ولابد من ترتيبه ومعرفة مورده وأن تكون الاسرة كلها بعد أن يكبر الاولاد مسئولة عن الطعام وليس الأم وحدها ويمكن تقسيم الاسبوع بين أفراد الاسرة بحيث يكون كل يومين أو كل يوم حسب عدد الافراد يكونون مسئولين مسئولية كاملة عن الطعام وقد وجدت أن مناقشة هذا الموضوع مهمة لأن القاء العبء علي الأمهات اصبح صعبا لأن الأم أصبحت تعمل مثل الأب تماما فلايجب أن تظل مسئوليتها كما هي ولابد أن يتعود الأباء علي تحمل مسئوليات جديدة مع الأم العاملة وفي الواقع هناك فعلا اباء تحملوا المسئوليات بصدر رحب وبحب للأسرة وهذا من طباع المصريين وهذا جيد لسير الحياة.
اعملوا الواجب
ومن أعباء الأسرة الواجبات المدرسية والواجبات المدرسية اصبحت مهمة جدا لأن عدد التلاميذ في الفصل اصبح كبيرا واصبح العبء علي المدرسين كما أحب أن أؤكد عبئا كبيرا جدا وكما سبق أن قلت أنه «كاد المعلم أن يكون رسولا » فعلا ليتعب مثل الرسل في توصيل الرسالة لهذا اصبح الواجب المدرسي جزءاً مهما من التعليم حيث لاتكفي «الحصة» ليستوعب التلاميذ كل شيء لهذا كانت الواجبات المدرسية جزءاً مهما من التعليم وعلي الاسرة ان تهتم بأن يقوم التلاميذ بعمل الواجب كمهمة مكملة للعملية التعليمية او هي في الواقع جزء منها لهذا لم يعد الواجب مجرد مكمل لما يعطيه المعلم في الفصل ولكنه جزء مهم من العملية التعليمية.
وكنت حينما كان أولادي صغارا أحاول أن أجلس معهم في عمل الواجب ولكن طول عمري كنت «بليدة» في الحساب ثم في الجبر والهندسة وقد كنا نخضع لنظام تعليم نأخذ فيه شهادتين شهادة في الرابعة الثانوية ثم شهادة في الثانوية العامة وكان اسمها «التوجيهية» فكنا نختار «أدبي أو علمي» فأخترت أدبي فورا لأبعد عن الرياضة والجبر والهندسة التي عانيت منها ودخلت أدبي هربا من الرياضيات وليست حبا في الادبي وفي واقع الأمر أنني لم أجد في بيتنا من يشجعني علي فهم الرياضيات فقد كان شقيقي الراحل الدكتور جمال الباز كان مازال في كلية الطب أما الراحل مأمون فقد كان مثلنا يلعب اكثر مما يذاكر ودخل أدبي طبعا والتحق بكلية الحقوق ونجح بتفوق ورحل وهو في منصب وكيل الوزارة في رئاسة الجمهورية.
أما أنا فمازلت أعاني حتي الآن ولا استطيع أن احصي «فكة جنيه» فقد ازدادت عداوتي للارقام حتي وصلت «للفلوس» والحمدلله انني لا املك منها إلا القليل فيسهل علي احصاؤه.
رحيل العظيم محمد عبدالحميد
اصبحت الحياة صعبة! صعبة لدرجة ألا نعلم بفقد الأحباء فوجئت برسالة من السيد عبدالحميد السيد عبدالوهاب الشقيق الأصغر للزميل الغالي محمد عبدالحميد.
فوجئت برحيل الصديق الغالي؟ ما هذه الدنيا؟
كيف لم أعلم بخبر الوفاة؟ والمرحوم من أعز الزملاء؟
لعل قراءة الجرائد اصبحت لاتأخذ الشكل الكافي المطلوب كما كنا نفعل ولكن يصعب عليّ أن يفوتني هذا الخبر وألا أشارك في العزاء وهو مني بمثابة الأخ!!
ان محمد عبدالحميد الراحل العظيم لم يعش لنفسه أبدا ولكنه عاش لمصر ولمشاكل مصر ولأهل مصر.. لقد كان ولوعا بالكتابة عما ينقص بلدنا ليزدهر وقد كنت أقول له
- يا محمد بطل تحلم!
ولكنه كان يقول لي رحمه الله
الأحلام هي واقع الغد ولو لم نحلم لما استطعنا أن نحقق شيئا من احلامنا ولما استطعنا أن نصل لغد اجمل من اليوم.
كان محمد عبدالحميد- ويصعب علي أن أقول كان - كان ولوعا بالاستلهام من التاريخ ليذكر ناس الحاضر فبينما كتب كتابه عن الفريق عزيز المصري قال لي: هذه النماذج يجب أن نذكر الاجيال بها لأنها لابد أن تكون أمام اعينهم ليقتدوا بها. وحينما قرأت ابنتي كتاب عزيز المصري قالت لي «ياه.. ده انتوا كان عندكم ناس عظيمة جدا».
أما كتابه عن «النخلة في بستان التاريخ» فقد كان بقعة ضوء هامة جدا عن النخل وربطها بالتاريخ وقد كانت كتابات الغالي محمد عبدالحميد في السياسة لها أهمية قصوي حيث هي اشارات كلها للاجيال حول مايرونه ولكنهم لايعرفون عنه تفاصيل مثل النخلة التي نعيش جميعا وننظر إليها إلي أعلي ولكن لا نفكر في ربطها بالوطن.
وأحييّ ابننا وائل محمد عبدالحميد المدير العام بالجهاز المركزي للمحاسبات لاهتمامه واصراره بطباعة كتب الوالد والتي تزين المكتبة المصرية وتسد فراغا مهما بها.
وأحييّ السيد عبدالحميد السيد عبدالوهاب الشقيق الأصغر للراحل الغالي محمد عبدالحميد أحييه والاسرة كلها لاهتمامهم بالكتب التي تحت الطبع والتي تعتبر اضافة هامة للمكتبة المصرية وهي «الشوري من محمد علي حتي الآن».
وكتاب هام عن أبوالكنيسة المصرية الراحل العظيم.
البابا شنودة ومشواره الكنسي والانساني.
والاستشراق الأسود وقد تحول إلي اللون الأبيض
ثم كتاب هام عن مواليد 1889 من العلماء والباحثين وهو تحت الطبع في كتاب اليوم للأخبار.
هذا الفكر العظيم لراحل عظيم احب مصر والتزم بها وبتاريخها وسجل للأجيال هذه الملاحم العظيمة الهامة انه كمن ترك كنزا لاينفد أبدا لأن مكانه عقول البشر لقد كان محمد عبدالحميد صديقاً غالياً وعظيما وكنت أعرف ولعه بالثقافة والتزامه الثقافي نحو مجتمعه ولكن في واقع الأمر ليس بهذه الدرجة من «الغزارة» لقد تحول حبه لمصر إلي عطاء ثقافي شديد المقدرة علي التغير وشديد الأهمية للاجيال.
ان الرحمات التي سوف يبعثها كل من يقرأ للغالي الراحل محمد عبدالحميد سوف تكون بلاجدال نورا لقبره وراحة أبدية لاحساسه أنه اعطي لبني وطنه ذوب نفسه وكل المقدرة ثقافيا وعطاء لبناء الانسان المصري واثبات ان الثقافة بناء هام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.