منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
نهر النيل ذلك العبقري.. كيف نحبه
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 06 - 2016

النيل هو شريان يربطنا بإخوة يمر الماء بيننا فنحن لانشعر بأن السودانيين سوي أشقاء لنا لايفصلنا عنهم سوي الواقع السياسي ولكن الرابط الإنساني بيننا شديد القوة
استطيع أن أرسم خريطة النيل العبقرية بيديه اللتين تحتضنان الدلتا ثم تمسكان بالجسد عند القاهرة ثم أنزل حتي «اللفة» الصغيرة عند قنا ثم اتواصل حتي أخرج من خريطة مصر إلي منابع النيل والبحيرات أما اللفة عند بحيرة طانا في الحبشة فهي كأنها ذراع حنون تصلنا بالحبشة ومن منا لم ينظر إلي النيل بحب واعجاب وكنافي شبابنا لابد أن «نتمشي» صيفاعلي النيل خصوصا في منطقة «جاردن سيتي» حيث الهدوء ولامواصلات تزعج الذين يتمشون ثم يجلسون علي الجدار المنخفض المطل علي النيل ولامانع من شراء اللب والسوداني «وحب العزيز» أو «الآيس كريم» والنيل حنون يحتضننا ونحن نتحدث سواء في عتاب أو حوارات لنتواصل في حياة جميلة ما بين شد وجذب. نحن لانتأمل النيل ولكن نتعامل معه بواقع موجود مثل الأسرة نحن نتعامل مع النيل علي أنه موجود منذ وجدنا علي أرض مصر وهذا واقع فكلنا عاش النيل أبا عن جد وننظر إليه كجزء من حياتنا فكل منا له أب وأم وإخوة وعمات وأعمام وله النيل أيضا.. ولكننا بكل تأكيد لانحافظ علي هذا النهر بل هذه النعمة التي أعطاها الله لنا ومهما تقدم العلم وتناهت الاختراعات فإن الماء هو سر الحياة وهو الأساس لأي تطور.. من منا لم يتمتع في كازينو علي النيل مع الأولاد والصحبة!
والنيل هو شريان يربطنا بإخوة يمر الماء بيننا فنحن لانشعر بأن السودانيين سوي أشقاء لنا لايفصلنا عنهم سوي الواقع السياسي ولكن الرابط الإنساني بيننا شديد القوة ومهما حدثت خلافات سياسية ولكن الوفاق بين الشعبين مستمر في تواصل جميل وكأن ماء النيل مثل «العيش والملح» يلزم بالمعايشة والحب والتلازم والأخوة ولكننا في واقع الأمر نتعامل مع النيل كما نتعامل مع أي واقع موجود لن يذهب ابدا.. وهذا واقع فعلا ولكن هذا الموجود الذي يمتد جامعا مصر كلها علي جانبين ويحتضنها في دلتاه محتاج هنا أن نحبه والحب ليس عاطفة بلا إلتزام ولكن لكي نحب النيل لابد أن نعتني به وقد آلمني أن وجدت كثيرا من القري تلقي بفضلاتها الآدمية في النهر العظيم الذي يروي البشر والزرع والحيوان ولم يفكر أحد كيف نجعل النيل نظيفا للبشر والزرع وكيف نمنع بالقاء فضلاتنا الآدمية في النيل اعتقادا بأنه يستوعب الكثير ولكن تلوث المياه يصل بلاجدال للبشر والزرع والحيوانات وهذه جريمة بكل المقاييس.
لابد من قانون لحماية النيل
وعلي الدولة ان تصدر قوانين بحماية النيل لأن حمايته من حمايتنا وقد سبق منذ عشرين عاما أن انتشر مرض بين الأطفال اتضح أنه تلوث من ماء النيل.. وحماية النيل ليست صعبة لو وضعها حكام الأقاليم علي أولويات عملهم وبرامجهم وتجريم تلويث ماء النيل واجب قومي وهو واجب لحماية البشر ولابد أن تضع الدولة له قانونا حتي يكون هذا القانون هو الذي يحمي البشر ويحمي النهر العظيم الذي كلما نظرت إليه أحسست أن الله سبحانه وتعالي أحب مصر فأهداها هذا النهر العظيم.
ولولا نهر النيل العظيم لما رأينا هذه الأرض الخضراء ولما وصلنا «رغيف العيش» من القمح الذي يرويه النيل ولما وصلنا صحن الأرز اللذيذ الذي رواه النيل.
ان كل ما في حياتنا مرتبط بالنهر العظيم نظافة أجسامنا سلامة صحتنا كلها من خير مياه النيل ونحن نحافظ علي علاقتنا ببعضنا البعض فكيف لانحافظ علي علاقتنا بهذا النهر العظيم الذي يمدنا بالحياة؟
سواء بالماء الذي نشربه أو الطعم الذي نأكله أو النظافة التي نحرص عليها ان علينا واجباً لنهر النيل بعد كل هذا العطاء عبر التاريخ ان واجبنا أن نحافظ عليه نظيفا نقيا وعلي السيسي أن يطلب من رجاله سن قوانين لحماية النيل وهي في واقع الأمر حماية للمصريين.. صحتهم وحياتهم ولابد أن تسن قوانين لحماية النهر هذه القوانين تتواصل مع البشر علي شواطئه ليعرفوا أن هذه القوانين هي رسالة حب للنهر العظيم الذي لا يتكلم ولا يشكو ولكن يتدفق بالماء في سعادة وهو يروينا جميعا.. علينا أن نحب النيل لنحافظ عليه.
أطفالنا والتليفزيون
أطفالنا كما أحب أن أقول هم الاحتياطي البشري للزمن القادم ولكن نحن كعادتنا نزرع وننتظر أن يثمر الزرع فنقطف ولكن في حالة البشر لابد أن نتأني ولابد أن نعلم أن الزمن ليس في صالحنا ولاصالح أولادنا والتليفزيون ليس به برامج مدروسة للطفل المصري مع أن هناك متخصصين ولكن لايهتمون بالطفل ومثلا أتمني أن يكون لدينا برنامج يطوف بخريطة مصر كلها مع اطفال كل محافظة ويختار المقدمون أطفالا متميزين من كل قرية ليتحدثوا عن قريتهم وعن أحلامهم لها.
اتمني أن يشارك الاطفال بأنفسهم في البرامج سواء بالاسئلة أو بتقديم مالديهم لأن الطفل الذي يستقبل يقتنع اكثر من طفل آخر اكثر من الكبار ولدينا في مصر عشرات القري بل مئات القري المتميزة سواء بالبشر او رواد التاريخ أو القري التي تتميز بمحاصيل معينة وكل ذلك هو محصول ثقافي ووطني هام للانتماء للوطن لكل الاولاد.
والتليفزيون نادرا ما يخرج من الاستوديوهات واذا خرج فلأحدي الاحتفالات أو المناسبات القومية وهذا هام ولكن الأهم هو خريطة مصر الممتدة من الدلتا حتي بعد أسوان حتي ابوسنبل هذه الخريطة شديدة الغني سواء بالآثار أو المحاصيل أو البشر أو القري التي تحمل كما قلت مميزات مختلفة.
رجاء وأمنية أن تخرج كاميرات التليفزيون مع مجموعة من الاطفال ليطوفوا مصر ويروا بلدهم من منظور جديد وزاوية هامة سوف تزيدهم معلومات أهم من الكتب مئات المرات وقد زرت كثيراً من القري المتميزة وكتبت عنها ولكن زيارة التليفزيون والحوار مع اطفال القري شيء آخر ان اطفالنا في حاجة إلي ثقافة العين والأذن وليست ثقافة الكتب وهم مازالوا في سن التعليم أي لن يكون الحرف هو الموصل الجيد لهم وقد كنا قديما ونحن في المدرسة لدينا حصص نخرج فيها من المدرسة احيانا إلي حديقة الحيوانات وأحيانا إلي المتحف الزراعي واحيانا إلي شاطئ النيل ليتحدث لنا المعلمون عن النهر العظيم.
وأنا الآن أجد العذر لأولادي المعلمين والمعلمات حيث الفصل اصبح مدرسة أي عدد تلاميذه يصل ببساطة إلي اكثر من ثمانين تلميذا كما قلت ولكن بقدر الامكان يمكننا أن ننظم الخروج بحيث يخرج كل اسبوع فصل من الفصول ومعه اربعة من المدرسين والخروج هو جزء من ثقافة العين وهي ثقافة لاتنسي أبدا وأهم من ثقافة الحرف وعلينا أن نعود إلي هذا الاسلوب خصوصا أن الأسرة المصرية لم يعد لديها الوقت أو التفكير في الخروج بالأولاد لهذا نلاحظ تواجد عدد كبير من الاطفال في الشوارع حائرين بين بائع غزل البنات وبائع البليلة وغيرها بحيث يصبح الطفل مجرد حيوان استهلاكي فقط وحتي الاسرة اصبحت تساهم بقدر كبير ليصبح الطفل حيوانا استهلاكيا حيث ترتب الأم حقيبة الطعام قبل ارتداء الملابس فيكون الطعام هو أهم شيء يأخذونه معهم إلي الحديقة أو المتحف أو أي رحلة خارج البيت لهذا لم يعد الاطفال يهتمون بشيء سوي الطعام لأنهم يسمعون الاسرة كل صباح «حناكل إيه النهاردة» ولكن لم تفكر الاسرة في أن تبعد عن الصغار أن أهم شيء في الحياة «الطعام».
ولعل وجود «الساندويتش» في حقيبة المدرسة لدي الأم أهم من الكتب فدائما تقول الأمهات: أوعي تنسي الساندويتش ولاتقول أوعي تنسي كتاب الحساب أو كراسة الواجب وهذه اشياء لاتتعمدها الأمهات ولكنها ثوابت في التراث المصري حيث تبدأ الأم الصباح بالتفكير في الطعام حتي لو كانت موظفة فقبل خروجها للعمل لابد أن تعرف ماذا ستأكل الأسرة ولان الأم المصرية خرجت إلي العمل في السنوات الاربعين الأخيرة فإنها مازالت مسئولة عن الطعام والملابس وكل ما هو استهلاكي في الأسرة وللحق أجد كثيراً من الأباء الشباب هذه الأيام يحضرون الطعام الجاهز إذا كان حضورهم إلي البيت قبل حضور الأم من العمل وهي ظاهرة طيبة كنوع من التعاون والإحساس بالمسئولية.
وفي واقع الأمر أننا لابد أن نغير من اسلوبنا في اعطاء الأولوية للطعام حتي من أجل الاجيال والذين يجب ان يشعروا أن الطعام يمكن تدبيره بلامشكلة حيث العمل هو الأهم والطعام يمكن تدبيره بأي شكل من الاشكال حتي لو كان «ساندويتش» بسيطاً وأن الطعام يجب ألا يأخذهذا الجزء الكبير من تفكيرنا في عصر اصبح الحصول علي الطعام سهلا وبالتليفون وأن المطاعم اصبحت تزاحم كل ما يريده البشر وهي حقيقة لامرد لها أن الطعام هام ولابد من ترتيبه ومعرفة مورده وأن تكون الاسرة كلها بعد أن يكبر الاولاد مسئولة عن الطعام وليس الأم وحدها ويمكن تقسيم الاسبوع بين أفراد الاسرة بحيث يكون كل يومين أو كل يوم حسب عدد الافراد يكونون مسئولين مسئولية كاملة عن الطعام وقد وجدت أن مناقشة هذا الموضوع مهمة لأن القاء العبء علي الأمهات اصبح صعبا لأن الأم أصبحت تعمل مثل الأب تماما فلايجب أن تظل مسئوليتها كما هي ولابد أن يتعود الأباء علي تحمل مسئوليات جديدة مع الأم العاملة وفي الواقع هناك فعلا اباء تحملوا المسئوليات بصدر رحب وبحب للأسرة وهذا من طباع المصريين وهذا جيد لسير الحياة.
اعملوا الواجب
ومن أعباء الأسرة الواجبات المدرسية والواجبات المدرسية اصبحت مهمة جدا لأن عدد التلاميذ في الفصل اصبح كبيرا واصبح العبء علي المدرسين كما أحب أن أؤكد عبئا كبيرا جدا وكما سبق أن قلت أنه «كاد المعلم أن يكون رسولا » فعلا ليتعب مثل الرسل في توصيل الرسالة لهذا اصبح الواجب المدرسي جزءاً مهما من التعليم حيث لاتكفي «الحصة» ليستوعب التلاميذ كل شيء لهذا كانت الواجبات المدرسية جزءاً مهما من التعليم وعلي الاسرة ان تهتم بأن يقوم التلاميذ بعمل الواجب كمهمة مكملة للعملية التعليمية او هي في الواقع جزء منها لهذا لم يعد الواجب مجرد مكمل لما يعطيه المعلم في الفصل ولكنه جزء مهم من العملية التعليمية.
وكنت حينما كان أولادي صغارا أحاول أن أجلس معهم في عمل الواجب ولكن طول عمري كنت «بليدة» في الحساب ثم في الجبر والهندسة وقد كنا نخضع لنظام تعليم نأخذ فيه شهادتين شهادة في الرابعة الثانوية ثم شهادة في الثانوية العامة وكان اسمها «التوجيهية» فكنا نختار «أدبي أو علمي» فأخترت أدبي فورا لأبعد عن الرياضة والجبر والهندسة التي عانيت منها ودخلت أدبي هربا من الرياضيات وليست حبا في الادبي وفي واقع الأمر أنني لم أجد في بيتنا من يشجعني علي فهم الرياضيات فقد كان شقيقي الراحل الدكتور جمال الباز كان مازال في كلية الطب أما الراحل مأمون فقد كان مثلنا يلعب اكثر مما يذاكر ودخل أدبي طبعا والتحق بكلية الحقوق ونجح بتفوق ورحل وهو في منصب وكيل الوزارة في رئاسة الجمهورية.
أما أنا فمازلت أعاني حتي الآن ولا استطيع أن احصي «فكة جنيه» فقد ازدادت عداوتي للارقام حتي وصلت «للفلوس» والحمدلله انني لا املك منها إلا القليل فيسهل علي احصاؤه.
رحيل العظيم محمد عبدالحميد
اصبحت الحياة صعبة! صعبة لدرجة ألا نعلم بفقد الأحباء فوجئت برسالة من السيد عبدالحميد السيد عبدالوهاب الشقيق الأصغر للزميل الغالي محمد عبدالحميد.
فوجئت برحيل الصديق الغالي؟ ما هذه الدنيا؟
كيف لم أعلم بخبر الوفاة؟ والمرحوم من أعز الزملاء؟
لعل قراءة الجرائد اصبحت لاتأخذ الشكل الكافي المطلوب كما كنا نفعل ولكن يصعب عليّ أن يفوتني هذا الخبر وألا أشارك في العزاء وهو مني بمثابة الأخ!!
ان محمد عبدالحميد الراحل العظيم لم يعش لنفسه أبدا ولكنه عاش لمصر ولمشاكل مصر ولأهل مصر.. لقد كان ولوعا بالكتابة عما ينقص بلدنا ليزدهر وقد كنت أقول له
- يا محمد بطل تحلم!
ولكنه كان يقول لي رحمه الله
الأحلام هي واقع الغد ولو لم نحلم لما استطعنا أن نحقق شيئا من احلامنا ولما استطعنا أن نصل لغد اجمل من اليوم.
كان محمد عبدالحميد- ويصعب علي أن أقول كان - كان ولوعا بالاستلهام من التاريخ ليذكر ناس الحاضر فبينما كتب كتابه عن الفريق عزيز المصري قال لي: هذه النماذج يجب أن نذكر الاجيال بها لأنها لابد أن تكون أمام اعينهم ليقتدوا بها. وحينما قرأت ابنتي كتاب عزيز المصري قالت لي «ياه.. ده انتوا كان عندكم ناس عظيمة جدا».
أما كتابه عن «النخلة في بستان التاريخ» فقد كان بقعة ضوء هامة جدا عن النخل وربطها بالتاريخ وقد كانت كتابات الغالي محمد عبدالحميد في السياسة لها أهمية قصوي حيث هي اشارات كلها للاجيال حول مايرونه ولكنهم لايعرفون عنه تفاصيل مثل النخلة التي نعيش جميعا وننظر إليها إلي أعلي ولكن لا نفكر في ربطها بالوطن.
وأحييّ ابننا وائل محمد عبدالحميد المدير العام بالجهاز المركزي للمحاسبات لاهتمامه واصراره بطباعة كتب الوالد والتي تزين المكتبة المصرية وتسد فراغا مهما بها.
وأحييّ السيد عبدالحميد السيد عبدالوهاب الشقيق الأصغر للراحل الغالي محمد عبدالحميد أحييه والاسرة كلها لاهتمامهم بالكتب التي تحت الطبع والتي تعتبر اضافة هامة للمكتبة المصرية وهي «الشوري من محمد علي حتي الآن».
وكتاب هام عن أبوالكنيسة المصرية الراحل العظيم.
البابا شنودة ومشواره الكنسي والانساني.
والاستشراق الأسود وقد تحول إلي اللون الأبيض
ثم كتاب هام عن مواليد 1889 من العلماء والباحثين وهو تحت الطبع في كتاب اليوم للأخبار.
هذا الفكر العظيم لراحل عظيم احب مصر والتزم بها وبتاريخها وسجل للأجيال هذه الملاحم العظيمة الهامة انه كمن ترك كنزا لاينفد أبدا لأن مكانه عقول البشر لقد كان محمد عبدالحميد صديقاً غالياً وعظيما وكنت أعرف ولعه بالثقافة والتزامه الثقافي نحو مجتمعه ولكن في واقع الأمر ليس بهذه الدرجة من «الغزارة» لقد تحول حبه لمصر إلي عطاء ثقافي شديد المقدرة علي التغير وشديد الأهمية للاجيال.
ان الرحمات التي سوف يبعثها كل من يقرأ للغالي الراحل محمد عبدالحميد سوف تكون بلاجدال نورا لقبره وراحة أبدية لاحساسه أنه اعطي لبني وطنه ذوب نفسه وكل المقدرة ثقافيا وعطاء لبناء الانسان المصري واثبات ان الثقافة بناء هام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.