دعا أعضاء «الاسرة الصحفية» في اجتماعهم الثاني أمس لانتخابات نقابية مبكرة تساعد علي توحيد الصف النقابي، وإحياء وحدة العمل النقابي، والحفاظ علي جبهة موحدة للصحفيين تضم الجميع بصرف النظر عن توجهاتهم الفكرية.. ودعا الاجتماع إلي الاحتكام للحل الديمقراطي في الازمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية.. وأكد الصحفيون أنهم لا يهدفون إلي استبعاد أحد أو عقاب أحد، ولكنهم يطالبون بنقابة لكل الصحفيين لا يسيطر عليها تيار واحد وذلك من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة يشارك فيها جميع الصحفيين وقد استضافت الاجتماع وكالة أنباء الشرق الاوسط بدعوة من علاء حيدر رئيس التحرير ورئيس مجلس إدارة الوكالة بحضور لفيف من كبار الصحفيين أبرزهم محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام، والكاتب الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الاسبق، والكاتب الصحفي محمود بكري، والصحفي والبرلماني د.نادر مصطفي والكاتب محمد أبوحامد. وطالبت الأسرة الصحفية في بيان صدر في ختام الاجتماع أمس بالموازنة بين الدور النقابي والسياسي للنقابة، بما يمكنها من القيام بدورها الاساسي في حماية حقوق الصحفيين الاقتصادية والحفاظ علي كرامتهم وحرياتهم، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والنشر والإصدار وتفعيل مراكز التدريب في النقابة التي لم تعد تقوم بواجبها رغم التجهيزات الحديثة التي تضمها هذه المراكز وإحياء مشروع كمبيوتر لكل صحفي وفصول اللغات والمحاضرات المهنية. وشدد البيان علي ضرورة قيام النقابة بدورها الخدمي لتسهيل حياة الصحفيين والاهتمام بقضايا الاسكان والصحة والعلاج ورفع الاجور، مطالبين مجلس النقابة بالشفافية الكاملة في توزيع هذه الخدمات وتشكيل لجنة محايدة يشارك فيها اعضاء موثوق بهم من الجمعية العمومية للتحقيق في أسباب انهيار مشروع مدينة الصحفيين في السادس من اكتوبر رغم أعداد المشاركين، ورغم ان المشروع استوفي شروط تخصيص الارض وعقد البناء مع هيئة الاوقاف. كما طالب البيان بلجنة تحقيق ثانية للنظر في الظروف التي أدت إلي سقوط حق النقابة في أرض طريق السويس التي كانت مخصصة لبناء ناد للصحفيين، وإعلان نتائج هذين التحقيقين وإخطار الجهاز المركزي للمحاسبات عن أية مخالفات مالية ذات بال تكون قد وقعت في المشروعين ودعا المجتمعون إلي إصدار قانون جديد لنقابة الصحفيين ينظم عمل النقابة في حماية الصحفيين والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، وعن دور النقابة الخدمي والتزامها بتطبيق ميثاق الشرف الصحفي، مشددين علي ضرورة التحقيق في أسباب توقف لجان التحقيق والتأديب في النقابة عن أعمالها وتصحيح النصوص التشريعية بما يضمن حضور ممثلي النقابة في هذه اللجان. وقد افتتح علاء حيدر المؤتمر بكلمة أكد فيها تراجع الجانبين الخدمي والمهني اللذين كانت تقدمها النقابة في السابق، ولكن الآن يحتاج الصحفيون الشباب إلي مشروعات الإسكان، وذلك بسبب تردي هذا الجانب الذي كانت تقدمه النقابة من قبل، فضلا عن الجانب التدريبي الذي تراجع هو الآخر بعد ان كانت النقابة تقدم منحا تدريبية للصحفيين الشباب في الخارج. وقال محمد عبدالجواد احد مؤسسي وكالة انباء الشرق الأوسط ورئيس مجلس إدارتها الأسبق ان مؤسسي الوكالة نجحوا في مهمتهم لانهم لم يكونوا سياسيين بل كانوا مهنيين ، وأن مجلس النقابة حاد عن مهنيته. وتابع : «اندهشت من التشنج الشديد وقرارات إعلان الحرب التي قام بها مجلس النقابة وظهر امام الجميع ان الرأي العام ضدنا وان الاغلبية لا تريد ما حدث، وكان بمقدور النقيب ان ينهي الأمر ببعض العتاب لوزير الداخلية، الذي لم يكن بعيدا عن النقيب وكان في الامكان حل هذه المشكلة وكان الصحفيون قد توحدوا في التسعينيات واجبروا الدولة ان تغير القانون، ولذا نظل متكاتفين وأن نحافظ علي المهنة وعلي سمعتنا كصحفيين لتعلوا هذه المهنة». بينما قال محمد عبدالهادي علاء رئيس تحرير جريدة الأهرام «نفتقد الي الصدق والموضوعية فالرأي العام اصبح معاديا للصحفيين والإعلاميين، وإذا تكلمنا عن ما سمي اقتحام النقابة، نجد انها رواية غير صحيحة كذبها موظفو الأمن، مما أثار انفعالات صحفيين كثيرين». واضاف ان مجلس النقابة قدم رواية غير صادقة، كما ان ما انعقد لم يكن جمعية عمومية وفق القانون، واتخذت 18 قرارا دفعة واحدة في خطوة لم تحدث من قبل، رافضا ما أسماه محاولة اختطاف النقابة من تيار سياسي لانها نقابة مهنية. وعن اتهام مجلس النقابة لمؤسسات صحفية بشق الصف، قال انه «من بين 12 عضوا في مجلس النقابة حضر خمسة اجتماع مؤسسة الأهرام ، فلم لا تحافظون علي وحدتكم أولا قبل ان تتهموا غيركم بشق الصف». وقال علي حسن نائب رئيس التحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط «نختلف اختلافا جزئيا وكليا عن مجلس نقابة الصحفيين حين تخلي عن شعار ان من له انتماء حزبي عليه ان يخلع رداءه الحزبي أمام باب النقابة. وقال الصحفي محمود بكري ان النقابة دافعت عن ما اسماه ب «شخص قام بالتحريض علي القتل وهنا يجب ان يسمو الشعور بالوطن وقت الأزمات، وأدعو إلي ان يتكاتفوا دفاعا عن المهنة وعن الوطن والأمة. وقال سيد هلال رئيس الشركة القومية للتوزيع ان نقابة الصحفيين هي نقابة عريقة، ومن اقدم النقابات علي مستوي الشرق الأوسط ويجب ان توازن النقابة بين الدولة وبين المواطن أو الرأي العام كي لا يتم التدليس في هذه المواقف. من جانبه اعتبر محمود نفادي رئيس شعبة المحررين البرلمانيين ان المجلس الحالي اخضع النقابة بأكملها لتيار سياسي وعلاقة لأدائهم بالمهنية، مشيرا إلي أن تقرير لجنة الثقافة بخصوص الأزمة يدين مجلس النقابة، مؤكدا تراجع ترتيب نقابة الصحفيين في موشر الخدمات إلي رقم 38 بين 42 نقابة مهنية. وقال النائب البرلماني محمد أبو حامد ان قيام الصحفيين بتصحيح مسار نقابتهم يعد عاملا محفزا للنقابات الأخري، كي تقوم بتصحيح مسارها، ولذا فان الصحفيين رائدون فيما يتعلق بذلك.