إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا أعرف أن الزواج قسمة ونصيب، لكني أعرف أيضاً أن قرار الزواج ليس سهلاً، وأن التلاعب بقلوب الفتيات من شباب مستهترين أو متسرعين لا يمر علي بنات الناس مرور الكرام.. والآن - سيدتي - أنا أبحث عن حل لمشكلتي التي بدأت كالتالي: - أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري.. حاصلة علي بكالوريوس تجارة.. علي قدر من الجمال والتدين لكن قدري في الزواج لم يأت بعد، لكن منذ فترة تم ترشيحي لشاب كان يبحث عن زوجة عن طريق صديقة لأختي.. كان في منتصف الثلاثينات من عمره ويعمل بإحدي الدول العربية، ولأنه خاض تجربة زواج سابقة فقد بادرت أنا بالرفض، لكن صديقة أختي أخذت تدافع عنه محاولة أن تقرب بيننا، وأوضحت لي أن انفصاله عن زوجته الأولي كان لسبب مقنع لن أذكره الآن، لكني فعلاً التمست له العذر، وبدأت أعيد النظر والتفكير في الأمر حتي وافقت. أتت والدته وأخته إلي منزلنا لكي نتعارف أكثر، وأعطتني أخته بريده الالكتروني لكي أتمكن من التحدث إليه والتواصل معه بشكل يوضح شخصية كل منا للآخر، وبالفعل حدث ذلك.. تكلمت معه عن طريق الانترنت ثم أعطيته رقم هاتفي وكان يتصل بي دائماً.. كان سؤاله الدائم لي: »ماذا تفعلين الآن.. حاولي أن تثقفي نفسك.. لا تجلسي هكذا في البيت بدون شاغل«، وأحياناً كثيرة كان يثور عليَّ بدون سبب ثم ينهي المكالمة فجأة. ظل علي هذه الحال لفترة طويلة، وكان يسألني دائماً: كم من الوقت مر منذ حصولك علي شهادتك.. ماذا فعلت في هذا الوقت؟ وفي مرة طلب أن يري صورة لي.. فاستأذنت أهلي أن أرسل له صورتي فوافقوا.. أرسلت له صورتين كنت في إحداهما أرتدي الحجاب وفي الأخري لا أرتديه، وكانت الصورة الثانية سبباً في ثورته رغم أنني أوضحت له أنها كانت في أيام الدراسة وحينئذ لم أكن محجبة، أما الثانية فهي منذ وقت قريب وأنا الآن أرتدي الحجاب بالفعل. المهم.. مر هذا الموقف علي خير، ثم قال لي أن أجهز نفسي لأنه سوف يأتي إلي مصر في إجازة قصيرة لنتزوج، وبالفعل قمت بتجهيز كل شيء، حتي لم يتبق سوي أن أضع اللمسات الأخيرة علي عش الزوجية، لكن هنا حدثت المفاجأة الكبري. كان معتاداً أن يتصل بي كل يوم، لكن فجأة قلت الاتصالات بشكل ملحوظ حتي أصبحت مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع، ثم تغيرت لهجته في الحديث معي.. شعرت أنه بدأ يتراجع عن قراره بالزواج مني، في البداية لم يصرح بذلك لكني استشعرته في كل تصرفاته حتي عندما جاء إلي مصر في إجازته، وعرفت فيما بعد أن تجربته في الزواج سابقاً لم تكن تجربة واحدة، بل تجربتين، لكنه لم يصارحني بالحقيقة من البداية، وانتهي الأمر بأن اتصلت بي والدته لتخبرني أن كل شيء قسمة ونصيب، وأنه تراجع بالفعل عن قراره. منذ ذلك الحين وأنا أعيش كابوساً لا ينتهي.. ولا أعرف كيف أتصرف ولا أستطيع أن أنسي الأمر.. ما تحليلك لشخصيته سيدتي؟ وبم تنصحينني؟ المعذبة »ه« الكاتبة: - أقدر تماماً مدي صدمتك وحزنك، فمثل هذه المفاجآت غير السارة تصيب الإنسان بالدهشة وأحياناً بالذهول! فقد تقبلت ظروفه، وحاولت الاقتراب منه تحت الغطاء العائلي ومباركته، ومع تقاربكما ظهرت شخصيته المهزوزة، وطباعه الحادة، ثم انتهي الأمر بقطيعة كاملة من طرفه! لا تحزني.. تماسكي.. وتجاوزي صدمتك، وعودي إلي نفسك، ابحثي عن مواطن قوتك.. علمك.. ثقافتك.. هواياتك.. أصدقائك. وأعتقد أن التعارف من خلال الانترنت ليس كافياً لكي نعرف الناس جيداً، ولا أن نبني علي تلك المعرفة الهشة قرارات مصيرية في حياتنا. رب ضارة نافعة.. وربما أراد الله أن يحميك من التورط في زيجة غير مدروسة، وكانت لو تمت يمكن أن تسبب لك آلاماً وعذاباً مقيماً! احمدي الله أن حدث ذلك كله قبل أن يحدث الزواج ثم تكتشفين طبيعته، وأخلاقه الخشنة، وطباعه الغليظة التي تبدو من خلال التصرفات القليلة التي ذكرتيها في رسالتك. أنت لا تزالين في عز الشباب.. متعلمة.. مثقفة.. متدينة.. وعلي قدر من الجمال. إذن لِم التسرع؟ ولِم التورط في زيجة تعيسة لا تجلب لك إلا الشقاء؟! تأكدي يا عزيزتي أن انتظار العريس المناسب.. المتوافق معك فكرياً ونفسياً وعاطفياً واجتماعياً خير ألف مرة من الزواج بشخص لا يلائمك، ولا يشاركك أحلامك وآلامك، ولا يكون الصديق والحبيب، والشريك الحقيقي الذي يساندك وتسانديه.. في رحلة العمر.. انتظري نصيبك.. وسوف يأتي.!