ابوغراب منطقة يعيش سكانها تحت خط الفقر.. محرومون من أبسط حقوقهم حتي المياه والتعليم والفقر لا يفترس الكبار فقط بل تمتد انيابه القاسية لتنهش الصغار أيضا.. العشوائية تطمس امالهم واحلامهم وتطفئ براءتهم وتصنع منهم اجيالا غير سوية «الاخبار» قامت بجولة في منطقة ابو غراب بمصر القديمة لترصد الحياة الصعبة التي يعيشها اهالي المنطقة قبل ان تمتد اليها أيادي التطوير. البداية كانت من ابو غراب بمصر القديمة حيث حارة ضيقة شوارعها متهالكة وبها منازل آيلة للسقوط بها غرف لاتزيد مساحتها علي ثلاثة امتار يقطن بها اسرة تتعدي 6 أفراد.. وولد في سن البلوغ وبنت «علي وش زواج».. تخيل مدي المأساة والمعاناة التي تعيشها هذة الاسر.. فهي منذ ان سكنت هذة الغرف من 40عاما لم تتركها ولم تخرج منها.. أليس لديهم احلام لم تتحقق.. اليس لديهم دعوات لم تستجب.. الأطفال أيضا والشباب لهم احلام لم تتحقق وذلك بسبب غياب العدالة الاجتماعية عن هذه الفئة الكادحة والفقيرة.. ورغم كل هذة المعاناة والألم الا انهم يشكرون ربهم ليل نهار علي نعمة الستر.. « الاخبار» توجهت اليهم في بيوتهم او بالاصح في الاماكن التي تؤويهم والتي لاترقي لوصفها بالبيوت، اقتربت منهم، حاورتهم، استمعت لمآسيهم وأوجاعهم وهمومهم وحتي أحلامهم التي وجدناها لا تتجاوز رغيف عيش آدمي او قسطا بسيطا من التعليم او وظيفة في ادني درجات السلم الاجتماعي، او حتي مجرد كيلو « لحمة » مرة كل شهر.. وتنقل مآسيهم بالكلمة والصورة وتحذر الحكومة من ثورة قادمة لهم ان لم تلتفت اليهم. هم بالفعل خارج نطاق الزمن، حياتهم مليئة بالهموم لا يذوقون فيها سوي طعم المر والحزن.. تناستهم الحكومات المتعاقبة ولم تصل أصواتهم ولا صرخاتهم.. البيوت متلاصقة بجوار بعضها البعض تمتلي بعشرات الاسر التي تعيش دلخب غرفة صغيرة مساحتها ثلاثة امتار ليس بها نوافذ ولا شبابيك ولا تدخلها الشمس.. سقف الغرفة عبارة عن « عروق » خشبية متهالكة وتعيش فيها الحشرات والقوارض.. تحتوي الغرفة علي سرير لايتسع الا لفردين و«دولاب وثلاجة وكنبة».. و«حبال» لنشر الغسيل فوق السرير زجاجات فارغة مجهزة لتعبئتها بالمياه من المسجد المقابل للغرفة.