انتشرت في السنوات القليلة الماضية الملاعب الرياضية. علي الاراضي الزراعية بصورة عشوائية.. واصبحت تنافس الاستثمار العقاري بما تحققه من مكاسب هائلة بأقل مجهود دون خضوع لأي ضرائب او قيود حكومية. وتشهد تلك الملاعب اقبالا جماهيريا من جانب الشباب يوما بعد يوم لوجود قصور في مراكز الشباب الحكومية ولارتفاع قيمة عضوية الاندية الرياضية التي تصل آلاف الجنيهات. يقول محمد صبحي موظف لقد شهدت معظم القري تسابقا شرسا بين المواطنين لشراء مساحات من الاراضي الزراعية أو تأجيرها بمبالغ باهظة لاقامة ملاعب رياضية خاصة عليها لما تحققه من مكاسب مالية بأقل مجهود و اقصر وقت ويحرص هؤلاءالمواطنون علي انشاء تلك الملاعب بجودة عالية وتغطية ارضها بالنجيل الصناعي وتأمينها بأسوار من الشباك الحديدي وتزويدها بكافتيريات متميزة وتوصيل التيار الكهربائي بطرق غير رسمية تارة وبمولدات الكهرباء تارة اخري. وقد تم انشاء اكثر من ملعب في القرية الواحدة وتعمل علي مدار اليوم بالكامل بقيمة ايجارية مختلفة وفق ساعات اليوم فإيجار الساعه النهارية لا يتجاوز ال60جنيها وترتفع الي 120جنيها في الفترة المسائية... وتشهد تلك الملاعب اقبالا متزايدا من الشباب حيث لا توجد شروط خاصة لدخولها ولا تخضع لأي نوع من الرقابة. ويضيف اشرف محمد احمد محاسب لقد حرص العديد من اصحاب الاراضي الزراعية علي اقامة ملاعب رياضية خاصة كنوع من البيزنس الذي يدر عائدا ماليا كبيرا في اسرع واقل وقت ممكن حيث لم يقتصر تأجير تلك الملاعب بنظام الساعة علي الفرق الرياضية بل يتم تأجيرها لكثير من المدارس والشركات والبنوك التي تحرص علي اقامةدورات رياضية لطلابها وموظفيها كما ان بعض الاكاديميات الرياضيه المتخصصة في نشاط كرة القدم تؤجر تلك الملاعب لتدريب الاطفال والصبية الذين تتراوح اعمارهم ما بين 5 و 15 عاما لصنع اجيال ترفع اسم مصر في البطولات العربية والعالمية. واشار اشرف الي ان تكلفة الملعب الرياضي الخاص تصل الي 280 الف جنيه الا ان العائد المادي سريع ويحقق الملعب الواحد ارباحا هائلة حيث ان الملعب لا يقتصر نشاطه علي المسابقات والدورات الرياضية لشباب و لكبار السن بل يتم تزويده بشاشات عرض كبيرة يتم من خلالها بث مباريات كرة القدم دون اجر ومقابل المشروبات التي تقدم بأضعاف سعرها. ويقول عثمان سعد محمد عامل ان الملاعب الرياضية الخاصة تعد متنفسا لشباب القري الذين يفتقرون لأي نوع من مراكز الشباب. ويقول عمرو حامد خلف ان تلك الملاعب لها ايجابيات عديدة لكن في نفس الوقت لها سلبيات حيث انها تشكل خطورة علي الامن العام لعدم خضوعها لأي نوع من الرقابة الحكومية والامنية ويقوم بعض الشباب المنحرف بتعاطي المواد المخدرة بها.. كما انها لا تخضع لقوانين الضرائب العامة او التأمينات ولا يصدر لها اي تصريح او ترخيص بالعمل من الجهات المختصة والاكثر من ذلك ان بعض اصحاب تلك الملاعب يقومون بسرقة التيار من اعمدة انارة الطرق لاضاءة الكشافات المنتشرة حول سور الملعب ويبادرون بفصله حين شعورهم بحملات مباحث الكهرباء ويسارعون بتشغيل المولدات الكهربائية لابعاد اي شبهة عنهم. وطالب بضروره تقنين اوضاع تلك الملاعب التي اصبحت حقيقة علي ارض الواقع.. ويقول وائل الالفي وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة ان المديرية غير مسئولة عن تلك الملاعب العشوائية ولا سلطان لها عليها مشيرا إلي ان المديرية اعدت خطة لتطويرالملاعب في 400 مركز شباب وتم الانتهاء من 80٪ منها واصبحت جاهزة لاستقبال الشباب بها الا ان مافيا الملاعب الخاصة وراء تشويه صورة الملاعب الحكومية.. ويقول المهندس علاء عفيفي وكيل وزارة الزراعة بالشرقية إن اقامة الملاعب الرياضية الخاصة يعد جريمة يعاقب عليها القانون وتقوم لجان من ادارة حماية الاراضي برئاسة المهندس محمد عبد العزيز بتحرير محاضر بتلك الملاعب التي تمثل اهدارا للثروة الزراعية.. واشار الي ان المحافظة تضم ما يقرب من 154ملعبا خاصا وتم تحرير محاضر واصدار قرارات ازالة لعدد 119 نفذ 40٪ منها بالكامل.. ويقول مصدر امني رفيع المستوي ان تلك الملاعب ليس لها صفة شرعية ولا قانونية وانه يتم تكثيف حملات شرطة الكهرباء عليها لضبط سرقات الكهرباء المنتشرة فيها ويتم تحرير محاضر وفرض غرامات باهظة عليهم واحالتهم للنيابة العامة لاتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم. الشرقية - سناء عنان