كلنا ننفق أوقاتنا عن سعة وكأنها لن تنفد ونظن أننا نحقق بها أفضل منفعة.. فكيف نستفيد من منحة العمر أو المهلة المحددة قبل أن يأتي الموت؟! ما هو أفضل شيء يتقرب به الانسان الي الله؟ كل واحد منا لديه أعمال وطاعات ولكن ما هي الطاعة التي تجعل الإنسان لله أقرب حتي ينشغل بها ويقدمها علي غيرها؟ بصراحة شغلني هذا السؤال وسألته لثلاثة ممن أْعرف علاقتهم القوية بالله وكان أولهم الداعية الاسلامي منصور شتا وهو من العلماء العاملين المهمومين بدعوة الناس الي الله.. وقد جاب معظم الدول الاوروبية ويجيد اليونانية والانجليزية ودخل علي يديه كثيرون الي الاسلام... فقال لي الإسلام كله خير ولكنك سألت عن عظيم.. وكان الصحابة الكرام في غاية الإهتمام بهذا الأمر وكثيراً ما يسألون اسئلة مشابهة عن أفضل الأعمال وأفضل النفقة وأفضل الوسائل للتقرب الي الله.. وكان ﷺ يجيبهم وفقا لأحوالهم.. فالمقصر في صلاته أوصاه بالصلاة كأفضل الاعمال والمتقاعس عن الجهاد أوصاه بالجهاد. وأضاف الشيخ منصور: لكن أعلي شيء علي الإطلاق هو ان يتعدي خير الإنسان الي غيره.. وهذا هو مقصد الإنبياء فكان جهدهم وعملهم هو هداية الناس الي الله.. وهذا أرقي ما ينفقه الإنسان من ماله وجهده ونفسه بدعوة الاخرين لتوثيق علاقتهم بالله ولذلك يقول ﷺ «لمقام احدكم في سبيل الله يوما خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود» وتصور أجر ليلة القدر التي هي خير من عبادة ألف شهر أي أكثر من 83 سنة مضروبة في 100 ألف وهي أجر الطاعات في المسجد الحرام.. وقلت ولكن الناس يتشككون أحيانا عندما يرون أعمالا تبدو قليلة ولكنها تأتي بأجور هائلة كهذه! فقال لأنهم أولا لا يدركون ما عند الله من خزائن الرحمة التي لا تنفد.. وثانيا لانهم لا يعرفون قيمة هذا الإنسان الغالي علي الله.. أما رجل الاعمال عثمان عبدالعزيز.. الذي اوقف حياته الآن علي العبادة وهو الشخص الثاني الذي سألته عما علي الإنسان الكثير الذنوب والخطايا ان يفعل اذا أراد ان يتقرب الي الله فقال ببشاشة.. أكبر ذنب يرتكبه إنسان كثير الإخطاء أن يظن ان الله لن يغفر له ذنوبه لكثرتها أو جسامتها وهو سبحانه يطمئن كل عبد بقوله «قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله.. ان الله يغفر الذنوب جميعا» فماذا بعد هذه البشري الا ان يتوب الإنسان ويعزم علي عدم العودة للذنوب مرة أخري... فالتوبة عما مضي من ذنوب وتصحيح النية في الطاعات أهم ما يجب علي الإنسان أن يبدأ به.. ويجدده دائما ليفوز برضا الله. وأخيرا سألت المهندس احمد خليل الذي وضع لحياته أولويات فرضها علي نفسه فرضا فعمله كمهندس معماري شيء ولكن مقصده في الحياة فأمر آخر يختلف لأنه يري وظيفته الأولي هي الانخراط في العبادة مستفيدا من منحة الحياة التي قد تنتهي في أي لحظة يقول لي موضحا: الله خلق الإنسان لمقصد عظيم هو عبادته.. ولكن مهمة الإنسان من أمة محمد تختلف عن باقي البشر.. فهو يعبد ويدعو الآخرين للعبادة وهذا سبب جعل أمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس.. ويضيف: الأعمال المفضية الي رضا الله كثيرة وتحصيل تريليونات الحسنات ممكن وسهل لمن سهلها الله عليه.. هل تعرف مثلا أن الانسان يوم الجمعة اذا اغتسل وذهب الي المسجد مبكرا ماشيا واقترب من الإمام وانصت ولم يلغ كان له بكل خطوة خطاها للمسجد أجر عبادة عام كامل صام نهاره وقام ليله!! من أين يتحصل الإنسان علي مثل هذه الاجور العظيمة إلا من الاخلاص لله وطاعة النبي ﷺ. أما الأمر الثاني الذي يدعو اليه احمد خليل فهو أن يجعل كل إنسان ذكر الله مقدما في حياته.. فمن قال سبحانه الله وبحمده مائة مرة «تستغرق 5 دقائق» غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.. يعني في 5 دقائق تخرج من ذنوبك كلها.. اللهم ما أعظمك واكرمك وارحمك بعبادك الذين خلقتهم بيدك فمن يسابق الي رضا الله؟!