انتهت جلسات استماع عامة تجري للمرة الأولي علي الإطلاق للمرشحين الثمانية المتنافسين حتي الآن علي منصب الأمين العام للأمم المتحدة، طرح خلالها ممثلو الدول الأعضاء بالجمعية العامة (193 دولة)، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الاعلام الاجتماعي اسئلتهم لتقييم كفاءة المرشحين قبل التعيين كما هو الحال عند اختيار المرشح لاي منصب كبير، كان الحوار مذاعا علي الإنترنت وشاهده الجميع في بث مباشر، وقام كل مرشح بالحديث لمدة ساعتين حول رؤيته لدور الأمين العام وكيفية تفعيل المنظمة الدولية والتحديات التي تواجهها بالإضافة إلي كيفية التصدي للمشاكل التي تواجه العالم اليوم. ويتنافس علي المنصب، حاليا 4 رجال و4 نساء، إلا أن أيا من المرشحين لا يحظي بإجماع. وكان أول من مثل أمام الجمعية العامة وزير خارجية الجبل الأسود، إيجور لوكسيتش، وهو أصغر المرشحين سنا (39 عاما)، وقدم نفسه علي أنه يمثل "بلدا صغيرا تاريخه صاخب". وقد بدا عليه التوتر عندما تحدث بالإنجليزية والفرنسية عن التحديات الحالية (الإرهاب واللاجئين ونزع السلاح وحقوق الإنسان) قبل أن يشكر الدبلوماسيين الموجودين بكل لغات العمل المعتمدة في الأممالمتحدة. ويحمل لوكسيتش درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة مونتنجرو وعمل رئيسا للوزراء ووزيرا للمالية وعضوا في برلمان بلده وبرلمان صربيا ومونتنجرو سابقا. ويتقن التحدث ب 4 لغات. وفيما يلي أسماء باقي المرشحين: - د. سرجان كريم، رشحته مقدونيا وهو دبلوماسي واقتصادي وأكاديمي ورجل أعمال بخبرة سياسية تزيد علي 30 عاما، ويحمل الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بلجراد ويتقن التحدث ب9 لغات. - د. فيسنا بوستش، رشحتها كرواتيا وهي تحمل الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة زغرب، وهي سياسية متمرسة منذ أكثر من 20 سنة، إضافة إلي خبرتها الأكاديمية والأهلية. - د. دانيلو تورك، رشحته سلوفينيا. ويحمل درجة الدكتوراه في القانون من جامعة لوبليانا. ولديه باع طويل في السياسة، عمل سابقا كمبعوث أممي للشؤون السياسية في عهد كوفي عنان وخدم قبل ذلك كممثل دائم لسلوفينيا في الأممالمتحدة. ويتقن التحدث ب4 لغات. - إيرينا بوكوفا، رشحتها بلغاريا. وهي ناشطة في حقوق الإنسان، شغلت سابقا منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو لفترتين وكانت أول امرأة تتولي هذا المنصب. وهي حاصلة علي الماجستير في العلاقات الدولية من معهد موسكو للعلاقات الدولية. وتتقن التحدث ب5 لغات وتعيش حاليا مع عائلتها في امريكا. - نتاليا جرمان، رشحتها مولدوفا وتعمل في الحقل السياسي والدبلوماسي وناشطة بحقوق الإنسان منذ حوالي 25 عاما. خدمت كنائب لرئيس وزراء مولدوفا ووزيرة للخارجية وشؤون الانضمام للاتحاد الأوروبي. تحمل درجة الماجستير في الدراسات الحربية من جامعة لندن. تتقن التحدث ب4 لغات. - انتونيو جوتيريس، رشحته البرتغال.خدم لمدة 10 سنوات كمفوض سام لشؤون اللاجئين وعمل قبلها في القطاع العام لأكثر من 20 سنة. عضو في نادي مدريد. يتقن التحدث ب4 لغات. -هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلاندا السابقة، وتتولي حاليا رئاسة برنامج الأممالمتحدة للتنمية. وتنتهي مهام الأمين العام الحالي بان كي مون مع نهاية العام الجاري 2016 بعد ولايتين كل منهما خمس سنوات. ويجري اختيار الأمين العام للأمم المتحدة منذ إنشاء المنظمة الدولية عام 1945 في الكواليس بالتداول بين الدول ال15 أعضاء مجلس الأمن وكان المجلس يختار مرشحا واحدا تصادق عليه الجمعية العامة. وتعد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) صاحبة الوزن الأكبر في عملية الاختيار. ويقول عدد من الدبلوماسيين إنه من أجل الحصول علي حظ وافر لا بد للمرشح أن يحظي بدعم امريكا وأن يكون مناسبا لروسيا. وتعاقب 8 رجال علي منصب الأمين العام الأممالمتحدة خلال 79 عاما وبالرغم من أنه لا يوجد ما يحول دون ترشح امرأة إلا أن قرارا اتخذ عام 1946 يحد لهذا المنصب "رجلا رفيع القيمة" إذ لم يكن من الوارد في تلك الحقبة اختيار امرأة. ولأول مرة ستكون الأممالمتحدة واضحة في هذا الصدد إذ نص القرار علي أن الجمعية العامة تدعو الدول الأعضاء إلي التفكير في تقديم مرشحات لهذا المنصب". والمطلوب من الأمين العام المقبل أن "يثبت أنه يتمتع بصفات قيادية وإدارية، ويتحلي بخبرة طويلة في العلاقات الدولية وحس رفيع في الدبلوماسية والتواصل ومهارات لغوية متعددة". وطبقا للأعراف فإن الدورة الحالية من نصيب اوروبا الشرقية بعد آسيا (الكوري الجنوبي بان كي مون) وإفريقيا (كوفي عنان). لكن الكلمة الفصل تعود إلي ممثلي الدول الخمس الكبار الذين يجتمعون، اعتبارا من يوليو القادم، لإجراء سلسلة اقتراعات بالبطاقة السرية قبل رفع الاسم إلي الجمعية لتصادق عليه في سبتمبر. وأوضح السفير البريطاني في الأممالمتحدة، ماثيو رايكروفت، أن المسألة تتعلق بإجراء فرز أولي وإبعاد "المرشحين الذين لا يتمتعون برؤية مقنعة ولا تبدو لديهم مقومات قيادية". وقال دبلوماسي آخر في المجلس: "قد نشهد مفاجآت"، علي غرار بروز مرشح لم تبد حظوظه جيدة في البداية أو العكس. في النهاية، تبقي النتيجة مرهونة بالمساومات بين الدول الخمس الكبري ويفترض بروز مرشحين آخرين في الفترة المقبلة، حيث طرح اسم المفوضة الأوروبية، كريستالينا غيورغييفا، البلغارية الجنسية ووزيرة الخارجية الأرجنتينية، سوزانا مالكورا، المديرة السابقة لمكتب بان كي مون، غير أن بعض الدبلوماسيين الذين لم يتحمسوا لأي من المرشحين الحاليين بدأوا يبحثون عن شخصية طاغية "علي مقاس ميركل" في إشارة إلي المستشارة الألمانية.