تعبنا من الكلام وتعبت سيناء.. أكاد أسمع نحيبها وهي تبكي ويعتصر قلبها حزنا علي ما يحدث لزهرة شباب مصر الذين يسهرون علي حراستها ويبذلون الجهد للحفاظ علي أمنها... سنوات وعقود مضت ومازال يقطر قلبها دما لما تعانيه من الظلم والقهر والاهمال عمدا ضعفا ومهانة وخنوعا لاتفاقية مجحفة فرضت بنودها قيودا علي حريتنا في حفظ الأمن علي ربوع أرضها المترامية الأطراف وهي القطعة الغالية من أرض هذا الوطن التي انتهكت حرماتها وانتهكت حرمات مصر كلها معها من وراء مئات الانفاق التي ترتكب بسببها أشنع الجرائم والأفعال فهي معبر للمسروقات والأشياء المنهوبة وشحنات القتل والدمار والانتقام من مخدرات وسموم وأسلحة. سيناء انتهكت حرماتها طوال العقود الماضية حين تركت هكذا أرضا خصبة ومرتعا لعصابات الشر والقتل من المجرمين والمتطرفين والخونة والطامعين ليدمروا ويخربوا ويسفكوا الدماء ويروعوا الآمنين ويقتلوا الأبرياء بلا ذنب ولا جريرة.. عقود مضت وصل فيها الإهمال إلي حد الخيانة رغم انها الدرع التي تحمي البلاد من ناحية الشرق وكان لابد من تعميرها وتوطين البشر فيها.. وهي البقعة التي تخبيء أرضها مخزونا من الثروات الطبيعية والمعدنية والتي تجعل منها قاطرة للتنمية ومصدرا للدخل القومي اذا ما احسن استغلالها.. ارض الفيروز تنعم بالشواطيء الخلابة والمناطق السياحية المتفردة.. وأهل سيناء كم ذاقوا مرارة العيش وتحملوا الأهوال من أجل الحفاظ عليها واعتقد أن الوقت قد حان لإنصافهم وبالتأكيد فإن ما حدث لسيناء طوال العقود الماضية لن يثني شرفاء هذا الوطن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير لتحويلها إلي بقعة جاذبة مليئة بالخيرات وتنتهي إلي الأبد سيناء التي كانت مصدرا للقلق وساعتها سوف يلعن التاريخ من أهملوها وفرطوا في حقها وحق أهلها بل وفي حق مصر كلها.