قراءة في مشهد الأحداث منطقتنا تمر بأحداث بالغة الخطر وبالغة الضرر.. لبنان يحترق والبنية الاساسية له تضرب ليل نهار علي مرأي ومسمع من العالم كله.. الاطفال والشيوخ والمدنيون بشكل عام يقتلون.. وتمنع عنهم الاغاثة ومثل هذا يحدث باستمرار في فلسطين.. واسرائيل تعربد هنا وهناك بمباركة من امريكا وانجلترا وبقية الدول التي يطلق عليها دول كبري عاجزة عن فعل اي شيء - نعم اي شيء - والسيدة كونداليزا رايس ستتفضل وتزور المنطقة بعد ساعات او بعد ايام او بعد اسابيع لا يهم.. هل كل هذا لان حزب الله اختطف جنديين اسرائيليين؟ هل كل هذا لان آلة الحرب في هذا القرن والتي تتشكل من امريكا كابتن الفريق وانجلترا قلب الدفاع واسرائيل قلب الهجوم هل كل هذا لان آلة الحرب قد اغضبها ان يقاوم من احتلت ارضه وانتهكت حرماته او حتي يبدي شيئا من المقاومة .. لا نريد ان ننزلق هنا الي المغالطات الكبري بشأن ما اذا كان حزب الله محقا فيما فعل ام غير محق وفيما اذا كان التوقيت مناسبا او غير مناسب وفيما اذا كانت الدولة اللبنانية مطلوب منها ان تتخلص من اية وسيلة او حتي رمز للمقاومة وان ينفذ الجيش اللبناني ما تريده اسرائيل والا فله الويل والثبور وعظائم الامور.. المنطق المقلوب والفكر المغشوش. يناقش مثل هذه الامور بنوع من السطحية متجاهلا حقائق لم يعد يخفيها حتي العدو بل يعلن عنها بكل وضوح. واصبحت الدنيا كلها عليها ان تري الحق فيما يراه هؤلاء والا تعرض لكل مهانة واصبح دمه وبلده ورزقه وارضه وسماؤه وبحاره مباحة ومستباحة.. ومن الامور الممجوحة ان يحدثك هؤلاء عن تنفيذ قرارات المجتمع الدولي او مجلس الامن بشأن نزع سلاح حزب الله ولا ينطق احد عن مئات القرارات التي صدرت في شأن انتهاك اسرائيل لكل شرعية لا احد يحدثك عن ذلك وقد تكفل الميكروفون المفتوح ان يكشف للدنيا كلها كيف اصبح هذا الثنائي الامريكي الانجليزي وكيف هان كل شيء عنده يتعلق بالعرب او يتعلق بالشرعية لا نريد ان نجتر الاحزان فهذا غير مفيد ولكن لدينا سؤالين الاول.. هل حقا ان السلامة تكون بالتسليم لهؤلاء فيما يريدون وانه لا قبل لأحد بمواجهتهم.. وان الشطارة ان نبتعد عن ازعاجهم او اغضابهم او حتي ان ندوس لهم علي طرف عليك طول الوقت ان تداعبهم وتلاطفهم وتمتثل لاوامرهم بل لرغباتهم دون ان تناقش ليس في مدي شرعيتها ولكن حتي في مدي اتفاقها او اصطدامها مع مصالح وطنك وبلدك وامتك كل ما هو مطلوب منك ان تقول لهم سمعا وطاعة.. واذا سولت لك نفسك ان تناقش فعليك الا تصطدم بالثوابت التي يفرضها عليك شكلا ومضمونا.. حزب الله مجموعة ارهابية يجب تصفيتها وحماس منظمة ارهابية يجب الخلاص منها... ومقاومة المحتل ارهاب.. وما تقوم به اسرائيل دفاع عن النفس وما ترتكبه امريكا هو في سبيل نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.. عليك ان تسلم بتلك الثوابت ومحرم عليك ان تسمي الاشياء بغير ما يريدون.. ان اسرائيل لا تمارس ارهابا او احتلال ايها فقط قد تفرط في استخدام القوة دفاعا عن نفسها وشعبها.. وامريكا تري فيما الا يتفق مع ارادتها شيء قذر يجب الخلاص منه. اختلال الثوابت ايها السائدة اذا سلمنا به فانه لابد ان يرتب علينا خيارات اخري نضطر لاخذ بها والا نكون كمن ينشد الحياة في الموت او العسل في السم.. ودعنا نوضح الامر ونقترب من الصورة.. اذا سلمنا بان مقاومة المحتل ارهاب.. وان المطالبة بجلاء المحتل اعتداء وبأن العقل والحكمة ان ترضي بما تؤمر به ولو كان فيه هلاكك مادمت غير قادر علي مقاومة هؤلاء. ان التسليم بتلك الثوابت في اطار من العقل والحكمة يستلزم منا اذا شئنا ان نجني ثماره ان ننضم جميعا الي هذا الحزب فنكون تحت رعايته وحمايته وننال رضاه وندخل جنته.. اما اذا لم نسلم بتلك الثوابت فليس معني هذا ان نحارب او ننتحر ان ما بين التسليم التام والرفض التام مساحة كبيرة تتسع لاعمال العقل والارادة.. واذا كانت ثوابتنا هي الاستقلال بحق وحقيقي والسلام مع من يسالمنا ولا يعتدي علينا او ينتهك حرماتنا والتعامل مع الاخرين علي قدم المساواة فان اختلال تلك الثوابت يؤدي الي نتائج لا يمكن تداركها ويجعلنا في اوضاع لايمكن ان نصلح معها لان نكون شيئا مذكورا.. واذا حسبت اسرائيل ومعها امريكا وانجلترا ومن علي شاكلتهم ان هذه الامة ستموت فقد جاءت حساباتهم خاطئة وضد حكم التاريخ قد تستطيع اسرائيل ان تهدم لبنان وان تسوي الارض بالعمارات والمساكن وان تقتل وتعربد ولكن ابدا لن تموت بيروت او يمحي لبنان سيعود ويبني من جديد ايها السادة لقد دعت مصر الي وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار بلبنان وطالبت بإعمال العقل والتفكير السليم للخروج من الوضع الراهن.. كما قالت علي لسان رئيسها ان اسرائيل لن تخرج رابحة من هذه الحرب ولكنها تتسبب في اذكاء العداوات.. نعم لن تخرج اسرائيل رابحة من هذه الحرب ولن تموت روح وارادة المقاومة في هذه الامة واذا كان امين عام الجامعة العربية عمر موسي قد اعلنها واضحة ان امريكا قد سلمت اسرائيل عملية السلام لتتصرف فيها كما تشاء وان العرب قد خدعوا فان ذلك يعني مرة اخري ان ارادة المقاومة يجب ان تبقي حية في هذه الامة وهي كذلك في ارواح وقلوب ابنائها واذا كان من غير المألوف هنا ان نردد بعض البديهيات وان نتكلم عن بعض الثوابت فليس لنا في الامر خيار اذا رأينا البعض يحاول ان يتجاوز تلك البديهيات ويتجاهل تلك الثوابت.. وياايها السادة لم يكن القتال ولم تكن الحرب شيئا محبوبا او مطلوبا في يوم من الايام ولن يكون - ولكن يكتب القتال علينا وهو كره لنا- واذا ماتت عملية السلام واذا اصبح الجاني هو الحكم واذا اصبح المحتل والغاضب هو القاضي فهل لدي احد حل سوي المقاومة.. واذا فرض علينا القتال والحرب فهل لدي احد حل سوي الرد علي العدوان.. واذا كانت السماء مستباحة والارض محتلة والبحر محاصرا والعمر مهانا فكيف تصبح الحياة..