لماذا ترتفع اسعار الدولار في السوق الموازية رغم ما يطرحه البنك المركزي من كميات كبيرة من الدولار في البنوك بالسعر الرسمي لتوفير احتياجات استيراد السلع الأساسية ومستلزمات الانتاج والدواء. بالتأكيد وراء هذا الارتفاع تكالب المستوردين لاستيراد بعض المنتجات التي لا يتم تمويلها من خلال البنوك خاصة مع اقتراب شهر رمضان ومستلزماته من فوانيس رمضان التي اصبح الانتاج المحلي لها افضل كثيرا من المنتج المستورد وأيضا الياميش وغيرها من المنتجات التي لو استغني عنها المواطن لن تسبب له ضررا. اعتقد ان اصرار المستوردين علي استيراد منتجات لا يحتاجها السوق المصري هو السبب في الضغوط الحالية علي الدولار اضافة إلي القصور الشديد من الصناع لتوفير البديل المصري للعديد من المنتجات التي يجري استيرادها من الخارج ووقوف التشريعات حجر عثرة أمام استخدام منتجات لا يجري تداولها خاصة في الطاقة بينما المفروض ان التشريعات توفر مناخا أفضل للتيسير وإزالة الحواجز أمام انطلاق الانتاج المصري وتوفيره للاحتياجات والتصدير. ان حرية التجارة لا تقف سدا أمام حركة التصدير والاستيراد ولكن الدوافع الوطنية يجب أن تتحكم في منطلقاتنا مثل اعطاء الاولوية للمنتج المصري في الاحتياجات الحكومية طالما يتمتع المنتج بالمواصفات والجودة المطلوبة.. إضافة لضرورة التوسع الصناعي.. فالصناعة تقود التنمية والانطلاقة الاقتصادية وان يكون هدفنا تحويل المجتمع المصري بالكامل الي مجتمع منتج وأن نتوسع في شركات تسويق هذه المنتجات.. وبذلك نستطيع ان نقضي تماما علي السوق السوداء في الدولار.. وان يكون الترشيد ليس مقصورا علي الحكومة فقط بل ايضا ان يمتد إلي المواطن والحد من تكرار العمرة والحج لتوفير المجال للمواطنين الذين لم يؤدوا المناسك من قبل.