وفق ميثاق جامعة الدول العربية فإنها ومنذ تكوينها عام 45 وحتي بدأ متابعتي المهنية لها منذ انتقالها الي تونس وعودتها وخلال عهود د. عصمت عبد المجيد ثم عمرو موسي وأخيرا د نبيل العربي فإن جامعة للدول العربية قد عاشت محاولات مازالت مستمرة من اجل ان تكون للشعوب والدول وليس للدول فقط. ولم تنجح هذه المحاولات حتي اللحظة. ونجح محور القاهرةالرياضدمشق طوال عهود مضت في صياغة علاقة عربية شبه مستقرة بين المشرق والمغرب العربي. ولكن مع الحفاظ علي الدور التقليدي للجامعة وفي احيان كثيرة تحول مجلس الجامعة الي سكرتارية للدول ولم يستطع الا قليلا في التحول في وظيفة ودور الجامعة. ومع هبوب رياح الربيع العربي حدث شئ من التحول في دور الجامعة. وتمكنت دول الخليج العربي من خلال عضويتهم لمجلس التعاون وعضوية الجامعة من تصدر المشهد السياسي في ادارة دفة العمل العربي المشترك.واستطاعت دول الخليج مع تصدر الدوحةوالرياض ان تدفع بجامعة الدول العربية ان تنقلب علي الانظمة العربية والبداية بدات بنزول عمرو موسي لميدان التحرير في رمزية للتلاحم بين الميدان والجامعة. وقام بنفس الدور د. نبيل العربي خلال مرحلة توليه لحقيبة الخارجية المصرية. وكان التقاط قطر للخيط اكثر حيوية وفاعلية واقتدارحيث قادت الدوحةوالرياض مجلس الجامعة لتبني الغطاء الدولي لازاحة القذافي ونظامه. وصرفت الدوحة الكثير من المال والجهد. وبرز دور قطر والرياض اثناء عملية الاحلال في اليمن وكانت الضمانات الخليجية والمبادرة سندا قويا لذهاب علي صالح. والجامعة العربية باركت الموقف. ومع هبوب رياح التغيير في سوريا قادت الدوحة منظومة العمل الخليجي ثم العربي للسعي للاطاحة بالاسد الابن ونظامه. وعندما تاخرت خطوات الجامعة قليلا وخاصة عندما جاء حديث تسليح المعارضة تقدمت الخطوات القطرية. وبعد ايام سوف ينعقد مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية وسوف يتم تقييم فشل الجامعة اولا في المهمة المراقبية في سوريا. ثم فشل الجامعة والامم المتحدة في نفس الدور. وسوف يكون لقطر مع دول التعاون رؤية جدية وجديدة للتحرك بكل تأكيد وسوف تتلامس وتتقاطع مع الدور الامريكي والاوربي. بل سوف تدفع منظومة دول الخليج الجامعة الي تكوين الغطاء اللازم لاكمال سيناريو التخلص من الاسد. وربما تدخل اسرائيل علي الخط حيث ستتوافق المصالح. وتكون الجولان مقاطعة اسرائيلية رسميا. والمهم ان الدور القطري يتنامي ويري اهل قيادة الجامعة ان اهل قطر مجتهدون. ومن حقهم صناعة دورهم بأيديهم او اي اياد اخري. ولا يستطيع احد ان يقلل من دور اي مجتهد لصالح دفع وتطوير دور الجامعة العربية. ولكن لا يجب ان يبرز دور دولة علي باقي الدول او ان يتم تحريك الجامعة لتحقيق سيناريوهات عالمية لاعادة تخطيط المنطقة حتي لو كان الهدف الوقوف مع ثورات الشعوب. وربما يجد وزراء الخارجية العرب ان عليهم مراجعة مواقف بلادهم وايضا مراجعة دور الجامعة العربية بشكل ايجابي لا يخضع لدفع داخلي او خارجي. وان ينتهي تقرير تطوير الجامعة بسرعة بدلا من انتظار ما يمكن ان تسفر عنه القمة العربية المقبلة في الدوحة بدلا من مسقط؟!.